حذّر خبراء وعلماء آثار من خطورة وضع قلعة قايتباي الأثرية في الإسكندرية بسبب تعرّض الصخرة الأم المقامة عليها القلعة للتآكل والنخر والشروخ، ما تسبب بامتلاء كهوف تقع أسفل الصخرة بماء البحر، وطالبوا بالتحرك بسرعة لإنقاذ ثانية أهم القلاع الإسلامية التاريخية، محذّرين من إمكان حدوث زلزال وشيك في المنطقة أو زيادة التآكل بفعل الزمن ما يؤثر في سلامة القلعة ويهددها بالانهيار قريباً. وقد رصد مفتشو آثار، رطوبة وماء على جدران الغرفة المعروفة بـ «صهريج المياه» التي كانت تُستخدم لتخزين المياه للجنود، والتي تقع وسط ساحة القلعة الأمر الذي يهدّد ثبات القلعة، كما أن مياه الأمواج وصلت إلى داخل أسوار القلعة من الجهة الشرقية التي لا توجد فيها حواجز مائية لوجود آثار غارقة فيها تحول دون إقامتها. وكان المجلس الأعلى للآثار اقترح قبل فترة إلقاء كتل صخرية كبيرة في مكان القطع الأثرية الغارقة لتكون حواجز خرسانية تحافظ على جسم القلعة، إلا أن منظمة «يونيسكو» رفضت هذا الاقتراح وهدّدت بشطب القلعة كأثر إسلامي من قائمة الآثار العالمية إذا نفّذ هذا المشروع. يذكر أن قلعة قايتباي بناها السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي عام 1477 مكان فنار الإسكندرية القديم، عند الطرف الشرقي لجزيرة فاروس أواخر دولة المماليك، وهي عبارة عن بناء مستقل طوله 60 متراً وعرضه 50 متراً، بُنِي لمواجهة التهديدات المباشرة لمصر. وكانت القلعة نقطة البداية لأي احتلال لمصر بحيث استطاعت الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت الاستيلاء عليها عام 1798، والأمر نفسه تكرر عام 1882 في الاحتلال الإنكليزي الذي خرّب القلعة، حتى قامت لجنة حفظ الآثار العربية عام 1904 بتجديدها وإصلاحها. قلعة قايتباي
مشاركة :