تحت شعار «التغيير الاجتماعي الإيجابي» افتتحت الدورة الرابعة من مهرجان «أجيال» السينمائي في الدوحة، الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام، حيث شارك 24 فيلماً روائياً طويلاً، و46 فيلماً روائياً قصيراً وتسجيلياً ووثائقياً من 33 دولة. يشكّل «أجيال» تجربة فريدة ومتميزة، وللمهرجان خصوصية تميّزه عن غالبية المهرجانات السينمائية، لأن حكامه جميعهم من الأطفال والشباب بين عمر الثماني سنوات و21 سنة، ويصل عددهم إلى 500 حكم من البحرين وأستراليا وصربيا وتركيا وعمان والكويت ولبنان والبوسنة والهرسك وإيطاليا والإمارات. افتتح المهرجان فيلم «صائدة النسور»، وهو إنتاج بريطاني- إميركي مشترك للمخرج البريطاني أوتو بيل، الذي أخرج أكثر من 15 فيلماً وثائقياً صوِّرت في أوغندا واليابان ومصر وفيتنام. تدور أحداث «صائدة النسور» حول الفتاة ايشولبان. عمرها 13 عاماً وهي تسير على خطى أجدادها في اصطياد النسور الذهبية. يبرز الفيلم قوة العزيمة والإرادة لدى البطلة، وقدرتها الغريبة على مواجهة التحديات الصعبة أثناء ممارسة هوايتها القاسية، خصوصاً أنها للرجال فحسب، إلا أنها وجدت الدعم والتشجيع والمساندة من والدها، ما جعلها تشارك في مهرجان صيد النسور، وتفوز بالجائزة الأولى على المحترفين. يمزج الفيلم بين النوعين الوثائقي والدرامي، وتم تصويره في درجة حرارة وصلت إلى 50 تحت الصفر في منغوليا، خصوصاً المشاهد الأخيرة، فاستغرقت 22 يوماً بدلاً من خمسة أيام، كما كان مقرراً لها. أما «السلحفاة الحمراء» فهو فيلم الختام وأول عمل روائي لمخرج أفلام الرسوم المتحركة الهولندي مايكل دودوك، ويعرض للمرة الأولى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. واحتفى المهرجان بأول تجربة إخراجية للنجمة الأميركية ميغ رايان في فيلمها «يزاكا»، بالإضافة إلى تكريمها تقديراً لمسيرتها المهنية الحافلة بأعمال قيمة ومتميزة. أفلام وجوائز أما الأفلام التي شاركت في المهرجان فكان معظمها عُرض في مهرجانات دولية، وحاز جوائز عدة من بينها «أنا دانييال بليك» للمخرج كين لوتش الفائز بالسعفة الذهبية في «كان» 2016، ويعرض لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. العمل شديد الإنسانية، ويلقي الضوء على المعاناة التي يواجهها من يريدون الحصول على إعانة بطالة من الدولة. كذلك عُرض «البائع» للمخرج الإيراني أصغر فرهادي، الذي فاز بجائزة أفضل سيناريو وأفضل ممثل، و»حريق في البحر» للمخرج جيانفرانكو روسي الفائز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان «برلين» هذا العام، و»مقاطعة» الذي مثل صربيا في جوائز الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي في العام الماضي. كذلك شاهد الحضور الفيلم الإيراني البريطاني - القطري المشترك «تحت الظل»، الذي مثّل بريطانيا في جوائز الأوسكار هذا العام، ويلقي الضوء على الآثار النفسية والاجتماعية التي أعقبت الثورة الإيرانية عام 1979 نتيجة لحرب المدن، التي تعرضت خلالها طهران للقصف المتواصل. تولى إخراجه الإيراني باباك انفاري، الذي قال إنه استلهم فكرته من تجربة خاصة عاشها أثناء طفولته. من ضمن الأفلام أيضاً «صيد المتوحشين» الذي شارك في مهرجان «ساندانس»، والفرنسي «فاطمة» الذي شهد عرضه العالمي الأول في «كان» السينمائي أخيراً، وتدور أحداثه حول مهاجرة جزائرية تعيش في فرنسا، وتبذل جهدها من خلال عملها كعاملة نظافة لإعالة ابنتيها. كذلك عرض المهرجان «يا طير الطاير» للمخرج هاني أبو أسعد، بنسخة مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، ويروي الفيلم قصة حياة نجم «آراب أيدول» الفلسطيني محمد عساف، وهو إنتاج مشترك بين فلسطين وبريطانيا وهولندا وقطر. وتضمن برنامج المهرجان أيضاً عروضاً عامة للجمهور تقدَّم للمرة الأولى من بينها 17 فيلماً في «صنع في قطر»، وهو القسم الذي يحتفي بأعمال الصانعين المحليين. في قسم «الأفلام القصيرة» مجموعة أفلام متميزة أبرزها «السلام عليك يا مريم» الذي رشح لجائزة الأوسكار، بالإضافة إلى «حار جاف صيفاً» من مصر للمخرج شريف البنداري، و»موج 98» من لبنان، و»بضاعة تالفة» من البوسنة والهرسك، و»غرفة الانتظار» من قطر، و»منزل جديد» من سلوفينيا.
مشاركة :