وصف وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الأحد 18 ديسمبر/كانون الأول 2016، "قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب" (جاستا) بـ"السيئ"، معرباً في الوقت ذاته عن قلق إدارة رئيس بلاده باراك أوباما من تداعياته. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير، في العاصمة الرياض، التي تأتي في إطار ما وصفها كيري بزيارته الأخيرة للرياض كوزير للخارجية. وقال كيري: "إدارة أوباما قلقة جداً، سنستمر في محاولة إيجاد طريق لضحايا 11 سبتمبر، ليقتنعون بأن قانون جاستا كما تم تحريره وصياغته هو قانون سيئ ونحن معارضون له وقلقون من جراء انعكاساته ونبحث في طرق لتعويض الضحايا دون اعتداء على سيادة الدول، ونبذل جهوداً كبيرة من أجل أن نغير ذلك". وأبطل الكونغرس، في سبتمبر/أيلول 2016، حق النقض "الفيتو"، الذي استخدمه أوباما ضد مشروع قانون "جاستا" الذي يسمح لعائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة، بمقاضاة دول ينتمي إليها منفذو هذه الهجمات، وغالبيتهم من السعودية. عواقب وخيمة وانتقدت السعودية هذا القانون، محذرة من عواقب وخيمة وتداعيات على علاقتها مع واشنطن، حيث ترفض المملكة تحميلها مسؤولية اشتراك عدد من مواطنيها (15 من أصل 19) في هجمات 11 سبتمبر. وسبق أن تناقلت وسائل إعلام أن الرياض هدّدت بسحب احتياطات مالية واستثمارات بمليارات الدولارات من الولايات المتحدة في حال إقرار مشروع القانون. وأدان كيري، خلال المؤتمر الصحفي، التفجير الانتحاري الذي شهدته مدينة عدن، جنوبي اليمن، في وقت سابق من اليوم، الذي تبناه تنظيم "داعش" الإرهابي، وخلف عشرات القتلى والجرحى من الجنود. وقال: "أدين الهجمات المروعة الإرهابية في عدن، وأعرب عن تعازينا للضحايا". ولفت كيري إلى جهود بلاده في محاربة "داعش"، مشيراً إلى أن السعودية واحدة من الدول الرائدة في التحالف الذي يركز على التخلص من "داعش"، منوهاً بالشراكة القائمة بين واشنطن والرياض. وفي الشأن اليمني، أشار وزير الخارجية الأميركي، إلى أنه تم اليوم عقد اجتماع اللجنة الرباعية (المكونة من السعودية والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا)، بحضور المبعوث الأممي الخاص ووزير الخارجية العماني يوسف بن علوي. وأوضح كيري أن "الاجتماع تناول ضرورة إنهاء الحرب في اليمن، وكيفية المضي قدماً لوضع خطة لإنهاء القتال، عبر تسوية سياسية". وقال إن "الوضع الإنساني باليمن يزداد سوءاً، ومن الضروري جداً أن ننهي هذه الحرب وكذلك يجب أن ننهيها بشكل يحمي أمن المملكة، والتخلص من هذه الصواريخ وتهديدها للحدود، وبما يضمن إضعاف قدرات الإرهابيين من الدخول إلى المملكة والاعتداء على قراها وساكنيها". وبيّن كيري أن نحو 10 آلاف شخص قتلوا وجرحوا بسبب هذه الحرب، ونزح بسببها 3 ملايين يمني، بخلاف النقص في الغذاء، وشدّد على استمرار بلاده على العمل مع السعودية والإمارات ودول أخرى، لتلبية الاحتياجات الإنسانية، وإيجاد مسار للسلام. وتابع: "نحن ماضون باتجاه ذلك بكامل طاقتنا، وفي الحصول على وقف إطلاق النار، وفي نقاشاتنا حددنا أسلوباً يمكننا المضي للتوصل إليه، إلى جانب حث جميع الأطراف بالعودة إلى طاولة المفاوضات، ونعتقد بأن الخطة المقترحة من الأمم المتحدة إذا ما نوقشت وتفاوضنا عليها بشكل مناسب، ستكون قادرة على إنهاء الحرب". ويشهد اليمن حربًا منذ قرابة عامين بين القوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة، ومسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثي)، وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، من جهة أخرى، مخلّفة أوضاعاً إنسانية صعبة. وتقود السعودية منذ 26 مارس/آذار 2015، تحالفاً عربياً في اليمن ضد الحوثيين، يقول المشاركون فيه إنه جاء "استجابة لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بالتدخل عسكرياً لحماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية، والقوات الموالية للرئيس السابق".
مشاركة :