أحقر سياسي في تاريخ السياسة الأميركية أصبح مرشحاً لمنصب نائب وزير الخارجية. جون بولتون، في رأيي الشخصي، إسرائيلي قبل أن يكون أميركياً، وهو عمل مندوباً للولايات المتحدة في الأمم المتحدة ولا أذكر له موقفاً واحداً ضد دولة الجريمة والإرهاب. على سبيل التذكير، لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ رفضت ترشيح جورج بوش الابن بولتون للأمم المتحدة، ومع أن اللجنة سنة 2005 كانت تضم غالبية جمهورية، فقد صوتت بغالبية أربعة أصوات رافضة ترشيحه، وعيّنه بوش الابن خلال إجازة الكونغرس بقرار رئاسي. الآن، أقرأ أن بولتون كتب مذكراته وعنوانها «الاستسلام ليس خياراً، الدفاع عن أميركا في الأمم المتحدة والخارج». هو لم يدافع عن الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، فأنا أحضر جلسات الجمعية العامة عضواً منذ نحو 40 سنة، وإنما دافع عن إسرائيل لأنه ليكودي النفس ينتصر للاحتلال. قرأت أن أكثر من نصف مذكرات بولتون عن 17 شهراً أمضاها في الأمم المتحدة، ولا أستغرب ذلك، فقد تابعته وسمعته واحتقرته ولن أشتري المذكرات، وإنما أكتب معتمداً على عروض لها في الميديا الأميركية. هو في كتابه يتهم الليبراليين واليسار بخيانة مبادئ أميركا حتى أصبحت عملاقاً مهزوماً. أنا أردّ التهمة إليه. كل عمل بولتون في السياسة الأميركية إهانة للقيم الأميركية. هو عمل وكيل وزارة الخارجية للحد من التسلّح والأمن الدولي والمعاهدات، وسعى الى انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة وقف الصواريخ البالستية الموقعة سنة 1972، لأنه اعتبرها من مخلفات الحرب الباردة. أسوأ من ذلك، نجاحه في سحب الولايات المتحدة توقيعها على معاهدة روما لإنشاء محكمة جرائم الحرب الدولية، وهو يقول في مذكراته أن القرار كان «أسعد لحظة له» في وزارة الخارجية، طبعاً هو كذلك لأن إسرائيل أول المرشحين للمثول أمام المحكمة. بولتون كان يكره الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، والسكرتارية الدولية، ومنها تلك الأيام صديقي سمير صنبر. وعندما وضعت رئاسة الأمم المتحدة سنة 2005، بيان قمة الجمعية العامة لرؤساء الدول لمناسبة الذكرى الستين لتأسيس المنظمة العالمية، قدّم بولتون نحو 700 تعديل على نص البيان، وبينها إصراره على خلو النص من أي إشارة الى «أهداف التنمية للألفية» وعملها محاربة الفقر. طبعاً إسرائيل تسرق ضرائب المواطن الأميركي وتستعملها في الاحتلال والقتل، وهي ليست فقيرة بالتالي لتؤيد بولتون في محاربة الفقر حول العالم. في الأمم المتحدة، بولتون حذر من خطر مفاوضات طويلة الأمد أو اتصالات ديبلوماسية مع حكومات «شريرة» من نوع كوريا الشمالة وإيران. وهو لو أصبح نائب وزير الخارجية، سيسعى الى إلغاء الاتفاق النووي مع إيران لأن هذا موقف إسرائيل واللوبي وليكود أميركا. لا أدافع عن أي بلد، لكن أقول إن هناك دولة «شريرة» واحدة في كتابي الشخصي هي إسرائيل، فهي لا حق لها في الوجود إطلاقاً في أرض فلسطين، ثم إنها تقتل وتحتل ويحميها الكونغرس الأميركي ويزيد المساعدات العسكرية لها لتقتل المزيد من الفلسطينيين. قرأت أن أعضاء جمهوريين في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ يعارضون ترشيح بولتون، وبينهم رئيس اللجنة السناتور بوب كوركر من تنيسي، والسناتور راند بول من كنتاكي. كذلك، تعارض ترشيحه وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس، ووزير الدفاع السابق روبرت غيتس، ومستشار الأمن القومي السابق ستيفن هادلي. مَنْ يؤيد بولتون؟ صاحب الكازينوات اليهودي شيلدون ادلسون. جون بولتون عارٌ على الديموقراطية الأميركية.
مشاركة :