ضريبة الجاه والمنصب

  • 12/19/2016
  • 00:00
  • 38
  • 0
  • 0
news-picture

وكما خلق الله سبحانه البشر، وَرَفَعَ بَعْضَهم فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ في القوة، والعافية، والمال، والجاه، والخلق، والخُلق، ليختبر الغني في غناه، والصحيح في صحته؛ لينظر من يؤدي حقه ممن يعرض عن ذلك. وسوف نتطرق الى أن للجاه والمروءات زكاة وصدقات، وحقوقاً وواجبات، ببذلها لمن يحتاج إليها وأن تؤدى حق الأداء. قال احد السلف: «اذا أراد الله بعبد خيراً جعل قضاء الحوائج على يديه، ومن الناس موفقون لا يدخلون في شيء إلا أصلحوه، وإذا تناولوه أتقنوه، وإذا شفعوا شفعوا، وإذا سعوا في حاجة قضوها». وقد اشتهر بعض الناس من ذوي الجاه أن سخروا أنفسهم فيما ينفع الناس، ومن هؤلاء (الشيخ علي بن عبدالرحمن العسبلي) - رحمة الله عليه - الذي اشتهر بفعل الخير لمن يعرف ومن لا يعرف، فقد بلغت شهرته الآفاق، لإنهاء الكثير من المشاكل بين أفراد قبيلته وخارجها، وأما عن إغاثة الملهوف فحدث ولا حرج، دون أي مقابل مادي أو معنوي، ومآثر هذا الشيخ الجليل كثيراً ما يعطر بها الناس مجالسهم وملتقياتهم، رحمه الله فقد خلف سيرة عطرة خلدت ذكراه. ومن اصحاب المهن ذوي العلاقه بالجمهور، برز اسم أحد المحامين المشهورين في المملكة (الدكتور حاتم محجوب)، الذي جعل جزءا من اعمال المكتب، للدفاع عن قضايا المظلومين دون أي مقابل، مساهمة منه في خدمة أبناء مجتمعه، والذين من الممكن ان تضيع حقوقهم لأي سبب من الأسباب، فسعادته الغامرة عند انتصاره للحق ومنع الظلم عن المستضعفين، لا تقل عن سروره بنجاح القضايا التي يتقاضى عن مرافعاته عنها، مؤكداً على مقولة قيمة الإنسان بقدر ما يعطي، وليس بقدر ما يأخذ. وَمِمَّا ينسب للإمام علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه قوله: «زكاة العلم نشره وبذله لمستحقه وإجهاد النفس في العمل به، وزكاة الجاه بذله، وزكاة الحلم الاحتمال، وزكاة المال الإفضال، وزكاة القدرة الإنصاف، وزكاة الجمال العفاف، وزكاة الظفر الاحسان، وزكاة البدن الجهاد والصيام، وزكاة اليسار بر الجيران وصلة الأرحام، وزكاة الصحة السعي في طاعة الله، وزكاة الشجاعة الجهاد في سبيل الله، وزكاة السلطان إغاثة الملهوف، وزكاة النعم اصطناع المعروف. إن السعي في قضاء حوائج الناس من الأخلاق الإسلامية العالية الرفيعة التي ندب إليها الإسلام وحث المسلمين عليها. جاء في الحديث الشريف: «إِنَّ لِلَّهِ أَقْوَامًا اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، وَيُقِرُّهَا فِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا عَنْهُمْ وَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ».

مشاركة :