اجتمع عدد من المصورين الصحفيين والسينمائيين معا لإرسال رسالة إلى شركات تصنيع الكاميرات الرائدة في العالم تقول: "قدموا لنا أدوات أفضل لحماية بياناتنا". وقع على هذه الرسالة التي نشرتها Freedom of the Press Foundation، أكثر من 150 من الصحفيين المعنيين وصناع الأفلام الوثائقية من جميع أنحاء العالم، بهدف حث شركات نيكون وسوني وكانون (Canon) و Olympus وفوجي على تطوير نظم تشفير أفضل للكاميرات. وعلى الرغم من أن كل أصناف الصحفيين يواجهون المخاطر في أثناء تغطيتهم للأحداث المثيرة للجدل والخطيرة، فإن أعمالهم تعد أكثر عرضة للعبث والسرقة. وقد أصبح التشفير موضوعا مهما جدا في عالم التكنولوجيا على مدى السنوات القليلة الماضية، وخاصة في ما يتعلق بتطبيقات الرسائل والهواتف المحمولة بشكل عام. وعبر الموقعون عن قلقهم من التعامل مع كاميرات غير مشفرة بشكل واضح من خلال نص الرسالة الذي يقول: "بدون تشفير الصور واللقطات التي نصورها، يمكن أن تُفحص وتخضع للتفتيش من قبل الشرطة والجيش وضباط حرس الحدود في الدول التي نعمل فيها أو نسافر إليها، وقد تكون العواقب وخيمة". ويعد قمع عمل الصحافة من خلال مصادرة الكاميرا مشكلة حقيقية جدا. وقد عُرض في الرسالة تنويه السيد تريفور تيم، المؤسس المشارك لمؤسسة حرية الصحافة (Freedom of the Press Foundation) إلى قول لجنة حماية مطالبات الصحفيين "Committee to Protect Journalists" بأن مثل هذه الأفعال شائعة لدرجة أن الصحفيين يمنعون من تتبع الحوادث على أرض الواقع. ولا يحدث هذا الأمر في ظل حرب ما أو تحت حكم أنظمة استبدادية فقط. ففي وقت سابق من هذا العام اعتُقل المصور الصحفي الكندي إيد أو، ومُنع من دخول الولايات المتحدة. ويذكر أنه كان في مهمة لصالح هيئة الإذاعة الكندية بغية تغطية الاحتجاجات في البلاد (Standing Rock protests). وكان من الممكن لموظفي الحدود حين ذاك الوصول بسهولة إلى المعلومات الحساسة الموجودة على الكاميرا الغير المشفرة. لذا فإن تشفير الكاميرات لا يساعد في حماية البيانات فقط، ولكن يمكن أن يعطي المنتجات ميزة تنافسية في الأسواق. ومن المرجح أن يجذب الأمر المهنيين في كافة المجالات على أساس أن الصورة ضمن الكاميرات المشفرة ستكون في أمان تام. ولم تطالب مؤسسة حرية الصحافة وغيرها بإدخال تقنيات مطورة فقط، بل أوضحت من خلال الرسالة أنها على استعداد لوضع حلول لمسألة التشفير جنبا إلى جنب مع الشركات المصنعة. وجدير بالذكر، أن تشفير الكاميرا وحده لن يحل مشكلة الحفاظ على البيانات الموجودة على الكاميرا. فكما جاء في الرسالة، توجد هنالك "ثغرة خطيرة" بين لحظة التقاط الصورة أو الفيديو ونقل البيانات إلى جهاز تخزين أكثر أمانا، فحتى لو كانت الكاميرا مشفرة ثمة إمكانية لتدمير الصورة أو سرقتها من الجهاز. المصدر: ماشابل ديمة حنا
مشاركة :