تعلم لغة جديدة، البحث عن سكن، العمل والاستقلال المادي، البحث عن شريك حياة، أو إنهاء زواج مدمّر، جميعها تحديات قد تواجه المرأة المهاجرة، فكيف لو كانت عربية وتحمل معها تقاليد اجتماعية قد لا تسهل عليها عملية الاندماج في مجتمع غربي؟ لم تكن تتوقع شيرين أن تستبدل فرشاة رسمها بفرشاة لدهن البيض على الطعام حينما جاءت إلى بريطانيا. بعد التحاقها بمعهد خاص للفنون في دمشق عملت على تسويق أعمالها الفنية وتحويلها إلى مصدر دخل لها. حرصت على اتباع شغفها في الفن بالرغم من اعتراض زوجها في البداية، وانتقالهم إلى مصر بعد سنتين من بدء الحرب في سورية. وتقول شيرين: "وصلت إلى بريطانيا آملة أن أجد من هو على استعداد لاقتناء القطع الفنية التي أصنعها. لكن فور وصولي لم يشجعني أحد، وبالأخص السوريين الذين عرفتهم. قالوا لي أنه لا يوجد طلب على قطع فنية يدوية الصنع هنا. وتبين لي بعد فترة أن الكثير من المغتربين العرب القدماء لا يحبون الاختلاط مع المغتربين الجدد. شعرت بإحباط شديد. وفي هذه الفترة ذاتها كان علي دفع نفسي لتحسين مستوى لغتي الانكليزية والتأقلم مع العيش في بيئة مختلفة تماماً عن التي كنت فيها". وتضيف (في لهجتها المحكية): "يلي مو متعوّد عالأهرمة ما بينبسط" - أي أن الشخص الذي لم يتعود على بذل جهد والتعب في حياته اليومية لن يكون سعيداً في بريطانيا. "المواصلات على سبيل المثال: في سورية كنت أقود سيارتي، أما هنا فعلي المشي من محطة الباص إلى محطة القطار واجراء عدة تبديلات، ومعي أطفالي والحقائب التي أحملها". Image copyright أريج زيات Image caption استبدلت شيرين فرشاة رسمها بفرشاة لدهن البيض على الطعام وفي يوم من الأيام، دعت شيرين بضعة صديقات إلى منزلها لتناول الطعام التي حضرته بنفسها، وإذ بإحدى المدعوات تتفاجأ بالطعام الشهي وتقترح على شيرين الطبخ وبيع مأكولاتها الشرقية. أعجبتها الفكرة، وبدأت بتأسيس المشروع بمساعدة زوجها الذي اهتم بالجانب المالي. كانت تطبخ في منزلها، وتعتمد على شبكة معارفها للدعاية لمشروعها الجديد بالإضافة لتحميل صور مأكولاتها على الفيس بوك. واحتراماً لتقاليدها ورغبة زوجها تقول: "لم أرغب في محادثة الغرباء. لم يرني أحد منهم إذ كنت أطلب من أطفالي تسليم المأكولات عند باب المنزل". افتتحت شيرين مطبخاً تجارياً منذ شهرين وتقول: "الحمد لله إن العمل يسير بشكل جيد رغم بعض المصاعب التي واجهتنا. ما زلت أشتاق للرسم، وأشعر أن هذه مرحلة مؤقتة ريثما أقف على قدميّ. أنا الآن متحمسة للعمل على قالب حلوى طُلب مني من أجل زفاف. سأعتبره لوحة فنية وأفرغ كل طاقتي فيه". Image copyright فيس بوك Image caption وكانت هذه نتيجة تزيين شيرين لقالب الحلوى
مشاركة :