في الوقت الذي تتخذ فيه الحكومة السويسرية مواقف صريحة ومعلنة ضد الرئيس الأوكراني السابق، وضد الاستفتاء على استقلال شبه جزيرة القرم، وسياسة روسيا تجاه أوكرانيا، يصبح الأمر مختلفاً عندما يتعلق بالاقتصاد. وأعلنت الحكومة السويسرية في بيان رسمي أمس عقب الاجتماع الأسبوعي، أنَّ سويسرا ترى أنَّ الاستفتاء الذي أجري في شبه جزيرة القرم في 16 آذار (مارس) يتعارض مع القانون الدولي وأنها تُدين ضمّ شبه الجزيرة من قِبل روسيا. أما على الجانب الاقتصادي، فقد ذكر البيان أن الحكومة أخذت علماً بالعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ضد روسيا، وقررت اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان عدم استخدام الأراضي السويسرية للالتفاف على العقوبات، وأنها ستطبِّق القيود التي يقررها الاتحاد الأوروبي ضد روسيا بموجب "اتفاق شنجن"، غير أنَّ سويسرا لن تنضم آليا إلى العقوبات ضد روسيا إلا إذا جاءت من الأمم المتحدة. وأعاد البيان إلى الأذهان التدابير التي سبق أن اتخذتها سويسرا إزاء الأزمة الأوكرانية من بينها حجز أموال للرئيس الأوكراني السابق وابنه والمحيطين به، وإيقاف تصدير المواد الحربية إلى روسيا، وإلغاء المفاوضات مع روسيا لإبرام اتفاقية للتجارة الحرة مع البلدان الأعضاء في منطقة التجارة الحرة الأوروبية التي تضم سويسرا، والنرويج، وليخنشتاين، وإيسلندا، والتوقف مؤقتاً عن تنفيذ برنامج لتدريب العسكريين الروس في سويسرا. وقبل اتخاذ الحكومة هذا الموقف، رفضت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب بأغلبية 13 صوتاً ضد ثمانية وامتناع اثنين، ترك الحكومة حرة في اختيار فرض عقوبات ضد روسيا من عدمه دون توصية ملزمة من المجلس، كما رفضت، في تصويت مماثل نال ذات النسب من الأصوات، مشروع قانون تقدم به حزب اتحاد الوسط الديمقراطي اليميني استهدف منع الحكومة من تبني العقوبات الأمريكية والأوروبية ضد موسكو. وليس من الواضح حتى الآن ما إذا سيتم الحفاظ على عدة زيارات من المقرر أن يقوم بها مسؤولون سويسريون إلى روسيا، من بينهم أولي مورر وزير الدفاع، وأندري بلاتمان قائد الجيش، فيما يعتزم ديدييه بيركهالتر رئيس الاتحاد السويسري زيارة روسيا في الخريف المقبل لإحياء الذكرى السنوية الـ 200 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، لكن لجنة الشؤون الخارجية لم تصدر توصيات في هذا الشأن. من جانب آخر، أعلنت مجموعة "فيتروباك" السويسرية الشركة المصنعة للقنان والعبوات الزجاجية عدم نيتها الانسحاب من أوكرانيا، وقال كلود كورناز المدير العام للشركة في مؤتمر صحفي أمس "إننا نريد أن نبقى هناك". وأضاف، أن وضعنا المحلي قوي، ونعتزم استخدامه على المدى الطويل والاستفادة من إمكانات البلد، ويوظّف مصنع الشركة في جوستوميل، بالقرب من كييف، نحو 650 شخصا، وهو أكبر مصنع للمجموعة التي يقع مقرها في سانت بريكس في مقاطعة فو غرب سويسرا. وأشار كورناز إلى أنَّ آثار الأزمة الأوكرانية في السنة المالية 2014 يصعب التنبؤ بها، لكن النتائج الجيدة التي حققتها جوستوميل آخر السنة من الصعب أن تتكرر، وينتج الموقع نحو 250 ألف طن من العبوات الزجاجية، وفي العام الماضي أنتج 642 مليون عبوة زجاجية.
مشاركة :