رفعت وزارة الزراعة مقدار الغرامات المالية لأي جريمة تعدٍ على الغطاء النباتي والأشجار والشجيرات وجرف التربة ونقل البطحاء من الأودية إلى 50 ألف ريال. وبدأت وزارة الزراعة في تطبيق تعديلات بعض لوائح العقوبات التنفيذية لديها في محاولة لإيجاد حلول عملية لازدياد التعدي على الغطاء النباتي والأشجار والشجيرات وعمّ اكتراث بعض المواطنين بجرف التربة ونقل البطحاء من الأودية. وأكدت وزارة الزراعة على جميع مديرياتها في كافة المناطق والمحافظات بالعمل بتعديل لائحة العقوبات الجديدة التي تشتمل على تفعيل وتنفيذ قرار وزير الزراعة بعد تعديل العقوبات الواردة في المادة 15 من اللائحة التنفيذية لنظام المراعي والغابات والتي تنص على تنفيذ وإخضاع كل مَن يخالف بغرامة عشرة آلاف ريال عن كل طن من الحطب والفحم، وتضاعف العقوبة في حال التكرار بحد أعلى يصل 50 ألف ريال للمخالف، على أن تقوم الوزارة بالتصرف بما تم استثماره أو نقله. وتعديل الفقرة الثانية من المادة 15 من اللائحة التنفيذية لنظام المراعي والغابات لتكون: يعاقب كل مَن يخالف بنقل الأشجار والشجيرات بغرامة تقدر بألفي ريال عن كل شجيرة، وخمسة آلاف ريال عن كل شجرة، وغرامة مخالفة تضاعف بحد أقصى 50 ألف ريال. وأوضح لـ "الاقتصادية" المهندس سلمان الصوينع، المدير العام للإدارة العامة لشؤون الزراعة بمنطقة حائل، أن تلك الإجراءات كفيلة للحد من ظاهرة الاحتطاب وتدمير الغطاء النباتي في المملكة، مشيراً إلى أن جهود القطاعات الحكومية في المنطقة خلال الفترة الماضية أسهمت بشكل كبير في القضاء على عدد كبير من السلبيات التي يتعرض لها الغطاء النباتي في المنطقة من خلال تعاون الجميع مع زراعة حائل في القبض والتبليغ عن المخالفين مما كان له دور رئيس في الحد من هذه الظاهرة. وتشتهر حائل بتنوع الغطاء النباتي فيها، وتميزت باحتضان العديد من أنواع النباتات المعمرة والفصلية، الناجم عن اختلاف تضاريسها، ألا أن الاحتطاب الجائر أضر بهذه البيئة النباتية، خصوصاً أنه ينال من النبات الأخضر. وكشفت دراسات حديثة تبين حجم التدهور السنوي للغطاء النباتي الشجري على مستوى المملكة نتيجة للاحتطاب الجائر، حيث أسهم استخدام التقنيات الحديثة مثل المناشير الآلية واستخدام السيارات الرباعية الدفع في التوسع في عمليات الاحتطاب نتيجة لزيادة الطلب على الحطب، ما زاد من حجم التدهور في الغطاء النباتي. وتشير دراسة أجرتها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية إلى أن أكثر الأنواع الشجرية المحتطبة في المملكة هي السمر والغضا والإرطى، ويقدر حجم التدهور السنوي للغطاء النباتي الشجري نتيجة لاحتطاب أشجار السمر بنحو 3376 هكتاراً عام 1423هـ، ومن المتوقع أن يصل إلى نحو 13712 هكتاراً عام 1444هـ، كما قدرت كمية حطب الغضا المعروضة في الأسواق المحلية سنوياً بنحو 4623 طناً أما كمية حطب الإرطى المعروضة في الأسواق فقد قدرت بنحو 4188 طناً سنوياً، مؤكدة أن حجم المشكلة على مستوى المملكة كبير، وأن هناك عملية استنزاف مستمرة على هذه الأنواع.
مشاركة :