يقول المثل الألماني(التصرف عند الغضب إبحار في خضم العاصفة) ويبدو أننا أمام عاصفة هوجاء بعد تعرض السفير الروسي في تركيا لإطلاق نار في محاولة لاغتياله وهذا الحادث الخطير بالتأكيد هو من تداعيات سقوط مدينة حلب فهناك غضب عارم يجتاح دولا كثيرة ولعل أقربها تركيا التي يعتبر سقوط حلب ضربة قاصمة لها ومحاولة الاغتيال تحتاج لبعض الوقت لكشف ملابساتها والجهة التي تكون خلفها حتى تتمكن السلطات التركية من توجيه الاتهام للجهة المنفذة ولكن في كل الأحوال قد تكون هذه الحادثة شرارة لاندلاع حرب بين روسيا وتركيا . من المفيد القول إن سبب اندلاع الحرب العالمية الأولى هو اغتيال وزير خارجية النمسا في مدينة سراييفو في البوسنة والهرسك وأيضا سبب اجتياح الجيش الإسرائيلي للأراضي اللبنانية ومحاصرتها بيروت هو محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن والتي كان وراءها جماعة أبونضال المنشق عن منظمة التحرير الفلسطينية ولذلك نتوقع أن يعقب حادثة اغتيال السفير الروسي الذي تشير التقارير الصحفية إلى مقتله رد فعل غاضب وعنيف من النظام الروسي قد يصل إلى الرد العسكري. يأتي هذا الحادث الخطير بعد تصريح للرئيس الأمريكي باراك أوباما كان فيه تهديد مبطن لروسيا وأنها لن تستطيع مواجهة قوة الولايات المتحدة الأمريكية وأيضا هذا الحادث يسبق مباحثات بين روسيا وتركيا وإيران للتنسيق بينهم بعد سقوط حلب مما أثار حفيظة أمريكا وأيضا دول صديقة مثل فرنسا وبريطانيا ودول داعمة للمعارضة السورية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية التي لمحت عن نيتها بطرد السفير الروسي من الرياض وقد تتبعها بقية الدول الخليجية. قلنا مرارا وتكرارا أن سقوط حلب لن يمر مرور الكرام نظرا للأهمية الاستراتيجية لهذه المدينة وأن روسيا وحليفتها إيران سوف تدفعان الثمن غاليا لهذه المغامرة العسكرية التي يقوم بها محور الشر. إن القادم من الأيام سوف يحمل الكثير من المفاجآت المزعجة وكما يقولون الأيام القادمة سوف تكون حبلى بالأحداث ولن تترك الساحة خالية لمحور الشر الذي تقوده روسيا وحليفتها إيران كي يعيثوا فسادا بالمنطقة والآية الكريمة تقول (إن ربك لبالمرصاد) . هناك مثل يقول (ضربتين بالرأس توجع) فقد كادت أن تنشب حرب بين تركيا وروسيا قبل عدة أشهر عندما أسقطت المقاتلات التركية مقاتلة روسية ومقتل طاقمها واغتيال السفير الروسي في تركيا أثناء حضوره لافتتاح معرض في العاصمة التركية هي الضربة الثانية مما يعرض العلاقات التركية الروسية لتوتر شديد قد يتطور إلى وضع لاتحمد عقباه . أصابع الاتهام تشير إلى جهة مخابراتية تهدف إلى تعكير صفو العلاقات التركية الروسية والجهات التي لها مصلحة في اغتيال السفير الروسي كثيرة فهناك فصائل المعارضة السورية التي هزمت في حلب وهناك أيضا تنظيم داعش الذي هو تنظيم مأجور يعمل لحساب مخابرات أجنبية وقد يتم ربط الحادث بكلمة الرئيس الأمريكي شديدة اللهجة لروسيا مما قد يضع المخابرات الأمريكية في دائرة الاتهام. كما توقعنا مرارا أن سوريا سوف تكون مقبرة لمحور الشر الذي تقوده روسيا وحليفها النظام الإيراني وأذنابه من حزب الله وعصائب الحق وبقية التنظيمات الإرهابية المجاورة التي تتحرك بناء على تعليمات من نظام الولي الفقيه الذي يستخدمها كحطب لحرب طائفية هدفها تمزيق دول المنطقة وتحويلها إلى دويلات يسهل ابتلاعها ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون. أحمد بودستور
مشاركة :