لابد من الحوار مع روسيا بشأن سورية، لكن هذا لا يعني الموافقة على سياستها، هذا ما يراه وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك أريو، الذي يشدد على ضرورة البدء في مرحلة انتقالية لتفادي استمرار الحرب وازدهار التطرف والإرهاب. وفيما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجراه معه موقع «دبلوماسي»: •لقد تبنى نظام الأسد سياسة القمع التي أدت إلى تطرف الكثير من خصومه، وسقوط حلب لا يعني نهاية الصراع، فالحل السياسي هو وحده الكفيل باستعادة الأمن إلى البلاد. نتطلع للحوار مع شركائنا، بما في ذلك روسيا، على الرغم من أن الأخيرة لا تهتم كثيراً بالحوار مع الغرب. • يقول مسؤولون في فرنسا إنه يجب الوقوف بجانب الأسد، فهو بديل محتمل، ويقولون إما دعم النظام أو ترك الإرهاب يزدهر، وهذا منطق الأسد نفسه. إنه أمر غير مقبول. - تدمير حلب مستمر، ماذا تفعل فرنسا وأوروبا؟ قبل كل شيء يجب القول إن فرنسا لم تسكت عما يجري، ولم تتوقف عن التنديد بالجرائم والكارثة الإنسانية في حلب. لقد تبنى نظام الأسد سياسة القمع التي أدت إلى تطرف الكثير من خصومه، وسقوط حلب لا يعني نهاية الصراع. الحل السياسي هو وحده الكفيل باستعادة الأمن للبلاد. نتطلع للحوار مع شركائنا، بما في ذلك روسيا، على الرغم من أن الأخيرة لا تهتم كثيراً بالحوار مع الغرب. - لكن روسيا مستمرة في سياستها وتعتقد أنها على صواب؟ يجب على موسكو أن تفهم بأن تحقيق النصر إلى جانب النظام السوري لا يكسبها السلام، لأن القصف والتدمير يغذيان التطرف والإرهاب، والحرب ستستمر. الهدف الآن هو فتح أفق للسلام في سورية، ومساهمتنا المالية في إعادة البناء لن تتم قبل مرحلة انتقالية حقيقية وجادة. - ما العمل بالتحديد؟ إنقاذ المدنيين أولاً. اقترحت فرنسا إرسال مراقبين تابعين للأمم المتحدة للإشراف على خروج الأهالي وضمان أمنهم، بعدها يجب على الأطراف المعنية، والمتمثلة في النظام والمعارضة، العودة إلى طاولة المفاوضات بدعم من الأسرة الدولية. - هذا يعني أن الغرب لا يملك خياراً آخر سوى الحوار مع بوتين والأسد؟ يقول مسؤولون في فرنسا إنه يجب الوقوف بجانب الأسد، فهو بديل محتمل، ويقولون إما دعم النظام أو ترك الإرهاب يزدهر، وهذا منطق الأسد نفسه. إنه أمر غير مقبول، سمعت أحد النواب يقول إنه يريد أن يمضي إجازة عيد الميلاد في حلب والحديث مع الرئيس السوري، وهذا أمر مزعج بالنسبة لي. صحيح، الأسد طرف رئيس لتحقيق السلام، لكن يجب الحوار معه بحزم، وكذلك يجب أن نفعل مع موسكو، والحوار مع الأخيرة لا يعني القبول بمواقفها. - هل تعتقد أن بوتين مستعد لتوقيع مثل هذه الاتفاق وهو سيد الموقف حالياً؟ بوتين يعتقد أنه في موقف قوة، لكنه في الواقع حقق نصراً أشبه بـ«النصر البيروسي»، أي نصر يكلف غالياً، وأنه لا سلام سيتمخض عن ذلك. من دون الدخول في فترة انتقالية، ستشهد سورية زيادة في أعمال العنف، فسياسة الأرض المحروقة التي انتهجتها موسكو في الشيشان غير مقبولة. إذا أصرت روسيا على موقفها فلتتحمل المسؤولية الأخلاقية والعبء السياسي والعسكري، وسيتحول ذلك سريعاً إلى مستنقع، تماماً كما حدث في أفغانستان في الثمانينات.
مشاركة :