مأساة حلب تكشف زيف القيم الغربية

  • 12/20/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ما زالت تطورات حلب حاضرة بقوة في تغطية الصحف البريطانية ومنها مجلة ذا إيكونومست، التي خلصت إلى أن بشار الأسد سعى منذ بداية انتفاضة السوريين في 2011 إلى نزع الطابع السلمي عنها وسط تخاذل غربي كامل ورغم تدخل روسيا لإنقاذ حليفها. تقول المجلة إن حلب انضمت لقائمة المدن التي دخلت التاريخ فقط لأنها دُمرت، كما في درسدن الألمانية وغرنيكا الإسبانية، فقد تحول تراث حلب الإسلامي إلى تراب ودمرت بنيتها التحتية بفعل القصف الروسي للمشافي والمدارس. وأضافت المجلة أنه حتى لو أجلي معظم سكان شرق حلب، فإن محنتهم قضت على المبدأ القائل إن السكان يجب ألا يخضعوا لويلات الحرب، فضلا عن أن مأساة حلب تكشف عن واقع جديد قاس ومقزز، يهدد العالم بمزيد من الاضطراب والخطر. ولقياس عمق مأساة حلب، تدعو المجلة العالم لتذكر المظاهرات الأولى ضد نظام الأسد في 2011، التي سار فيها السنة إلى جانب الشيعة والمسيحيين والأكراد، وكيف الآن الأسد بمساعدة من إيران قرر تدمير أي مقاومة سلمية عبر استخدامه العنف لردكلة السوريين. وأضافت أن وصف الأسد منذ البداية للمعارضة بأنها «إرهابية» كان اتهاما مخزيا وقبيحا، لكنه تحت وقع عنف الطائرات والقصف الوحشي، تحولت بعض فصائل المعارضة بالفعل لأفرع لتنظيم الدولة والقاعدة. وحملت المجلة مأساة حلب في جزء منها للدول الغربية، التي لامتها على عدم التدخل عسكريا ضد الأسد عندما كانت الفرص سانحة، من خلال فرض منطقة حظر جوي أو ملاذات تؤوي المدنيين أو حتى تنشئ برنامجا واسع النطاق لتسليح المعارضة. وأشارت إلى أن هزيمة المعارضة ليست ضربة لخصوم الأسد فقط، بل هزيمة أيضا للقناعة الغربية القائلة إن القيم مهمة بقدر أهمية المصالح في السياسة الخارجية. وانتقدت المجلة الغرب الذي قالت إن دوله ظلت تدعو لوقف المجازر والترويج للديمقراطية، لكنها سقطت في اختبار سوريا، فقد ارتكب الأسد فظاعات كقصف شعبه بأسلحة كيميائية، ومع ذلك لم ير العالم من الغرب سوى العبارات الدبلوماسية. وأكدت ذا إيكونومست أن إخفاق الغرب في الدفاع عما يؤمن به، أظهر أن قيمه مجرد كلام. وتابعت المجلة القول إن بريطانيا وأوروبا أيضا تتحمل حصة من اللوم، فمع قصف بشار لشعبه بالغازات السامة وتجاوزه الخط الأحمر الأميركي، فإن بريطانيا رفضت التدخل العسكري ضده، فيما تجاهلت معظم دول القارة أزمة اللاجئين وأقامت موانع لصدهم عن دخول أراضيها. وحملت المجلة باراك أوباما رئيس أميركا لوما خاصا، لأن توقعه المتعجرف بأن تدخل روسيا في سوريا سيكون خسارة لها، أثبت أنه سوء تقدير تاريخي، وأشارت إلى أن أوباما سعى طوال حكمه إلى تغيير العالم من نظام تتصرف فيه أميركا منفردة للدفاع عن قيمها، إلى عالم تقع فيه حماية الأعراف الدولية على جميع الدول. وخطأت المجلة نهج أوباما، وقالت إن تراجع أميركا على الساحة العالمية ترك فراغا ملأته دول مثل روسيا وإيران ترى في القيم الغربية مؤامرة لإسقاط النظام في موسكو وطهران.;

مشاركة :