مرر «حزب الله» بلسان أكثر من مسؤول سياسي وديني أمس، بضع رسائل إلى الداخل اللبناني، وذلك عشية الجولة الجديدة من الحوار بينه وبين «تيار المستقبل» برعاية رئيس المجلس النيابي نبيه بري. ومن أبرز تلك الرسائل أن «لا يمكن أن نفصل مصير لبنان عن مصير المعركة في حلب والموصل»، وأن «التكامل بين دور المقاومة في منع التكفيريين من التمركز على حدودنا مع سورية، ودور الأجهزة الأمنية الرسمية يشكل اليوم مظلة حماية حقيقية لأمننا وسلمنا الأهلي»، وأن «المقاومة أصبحت في مرحلة غير محتاجة إلى تأييد البعض، لأنها قوية بشعبها وبشهدائها وموقفها وواقعها». ولم يسقط عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية حسن فضل الله الحديث عن «تشكيل الحكومة»، معتبراً أنه «يحتاج إلى مرونة وتنازلات بسيطة، فضلاً عن الخروج من بعض التعقيدات غير العصية على الحل، لأنه لم يعد هناك عقبات جوهرية»، آملاً بـ «أن يتم تجاوز المحطات الصغيرة في عملية التشكيل لتنطلق بعملها وخصوصاً إجراء الانتخابات النيابية المقبلة». وقال خلال لقاء سياسي جنوبي: «إننا مع فصل مسار العمل على إنجاز قانون للانتخابات النيابية عن تشكيل الحكومة»، معتبراً أنه «يسهم في رسم مستقبل السلطة في لبنان، وبالتالي نعيد رسم الأولويات بما يصب في مصلحة الشعب اللبناني، وبما يحصن الاستقرار الأمني والسياسي والسلم الأهلي، والأهم هو تحصين الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي». وإذ أعاد التذكير بالتمسك بقانون «قائم على النسبية الكاملة»، رأى «أن ما يتحقق من إنجازات في سورية، ينعكس إيجاباً على بلدنا لجهة تعزيز حمايته وتحصينه في مواجهة المشروع التكفيري، وهذا التحصين يستكمل أيضاً على المستوى الداخلي لجهة تفكيك شبكات الإرهاب التكفيري التي تزرع في الكثير من المناطق اللبنانية من أجل استهداف الجيش والمؤسسات والسلم الأهلي، تماماً كما تستهدف دول المنطقة، وهذا ما رأيناه في تفجير الكنيسة القبطية في القاهرة التي تأتي في سياق الحرب التكفيرية على شعوب منطقتنا». واعتبر فضل الله أن «المشروع التكفيري أصيب بانهيارات متتالية، وما جرى في حلب وإخراجها من يد المسلحين التكفيريين، يأتي في إطار المحطات المفصلية في سياق هذه الحرب التي تشن على سورية»، مؤكداً «أن سورية الدولة مع حلفائها في موقع الدفاع عن نفسها، واستعادة مدنها وقراها». وتحدث نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق عن «عقد ثانوية» يواجهها تشكيل الحكومة، محدداً لها «مهمة أساسية، إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرر وفق قانون انتخابي جديد»، متهماً «بعض القوى السياسية بالتسويف والمراوغة لدفع الأمور إلى قانون الستين مجدداً كأمر واقع، ولم يعد سرا أمام اللبنانيين معرفة هوية هذا الفريق الذي يتضرر من قانون النسبية». واعتبر أن «حزب الله كان الأكثر تسهيلاً وتضحية من أجل تسهيل تشكيل الحكومة». وانتقل إلى الحديث عن «أن إنجازات الجيش السوري وحلفائه في سورية دفنت مشروع الفيديرالية التقسيمي الذي دعمه محور أعداء سورية، وأسقطت معركة تغيير هوية سورية التي كانت ترمي لإخراجها من موقع الممانعة والمقاومة، لتكون في الفلك الأميركي المتصالح مع إسرائيل». ورأى أن «الانتصار الذي تحقق في حلب حسم معركة الهوية والوحدة لسورية، وعليه فإن لبنان أول المستفيدين من الانتصار، لأن استقراره يتصل بشكل مباشر بنتائج المعركة ضد الإرهاب التكفيري في الموصل وحلب، وعندما ينهزم المشروع التكفيري فيهما، يصبح لبنان أكثر أمناً واستقراراً وبعداً عن أخطار الإمارات والمشاريع التكفيرية». وقال إنه «لا يمكن أن نفصل مصير لبنان عن مصير المعركة في حلب والموصل، لأن «داعش» و «النصرة» لهما امتدادات داخل لبنان، بجرود عرسال ورأس بعلبك، ولا يمكن أن نتجاهل إصرارهما على إرسال المزيد من السيارات المفخخة إلى لبنان، ولكن استطعنا بفضل اليقظة للأجهزة الأمنية والجيش اللبناني والمقاومة، أن نحمي لبنان من هذا الخطر الذي لم ينته ولا يزال قائماً». واعتبر رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» السيد هاشم صفي الدين «أننا نيسر الأمور من أجل أن تتشكل الحكومة ومن يعرقل تأليفها، يتحمل مسؤولية تأخير مصالح الناس، ولن يفصلنا عن تشكيلها إلا أيام، لأن العقد الأساسية تم حلها ومعالجتها». ورأى صفي الدين «أن المقاومة التي كانت تسن الحراب من أجل طعنها والتآمر عليها، أصبحت في مرحلة غير محتاجة إلى تأييد البعض، لأنها قوية بشعبها وبشهدائها وموقفها وواقعها»، مؤكداً «أن قدرة المقاومة التي تنمو يوماً بعد يوم من لبنان إلى سورية إلى كل المنطقة، هي قدرة متنامية ولن تتراجع أبداً، وهي قوية جداً جداً، وتزداد قوة على مستوى السلاح الاستراتيجي والقدرة العسكرية والتكتيكية والخبرة والتجربة وغيرها».
مشاركة :