شهد معرض جدة الدولي الثاني للكتاب تسجيل توافد 96 ألف زائر منذ انطلاقته وحتى رابع أيامه، وقد غلب طابع الحياة الاجتماعية على عناوين كتب المؤلفين التي وُقعت في منصات التوقيع بالمعرض. فيما واصل البرنامج الثقافي ضمن الفعاليات المصاحبة للمعرض نشاطاته من خلال عدة ندوات منها ندوة (الصحافة الثقافية.. أدوار وتحديات) بمشاركة الكاتب الصحفي عبدالعزيز الخزام ورئيسة قسم المعرفة في صحيفة مكة الدكتورة أمل القثامي وأدارها الأديب عبدالعزيز الشريف. وقدم الدكتور عبدالعزيز الخزام ورقة تناول فيها ارتباط الصحافة السعودية في بداياتها بالأدب والثقافة وان الرواد المؤسسين كانوا من الادباء والمثقفين، كما استعرض الادوار التي نهضت بها الصحافة الثقافية من خلال مشواره الصحفي والتي كان من ابرزها الاسهام في صياغة ثقافة نقدية وتنويرية وابداعية تقود الانسان الى المستقبل الاول. فيما حملت ورقة الدكتورة القثامي الكثير من التساؤلات حول قدرة الصحافة الثقافية على الاستمرار في مهمتها التنويرية، والدور المفترض أن تقوم به الصحافة الثقافية، وهل على الصحافة الثقافية تجميل الواقع، واختتمت ورقتها بذكر الصعوبات التى تواجه الصحافة الثقافية موضحة ان أغلب المحررين الثقافيين بالصحف المحلية غير مختصين فضلا عن أنهم غير متفرغين لهذه المهنة، إضافة لعدم الأمان الوظيفي، وساعات العمل الطويلة، وضعف الرواتب. فيما استضافت الأمسية الشعرية الأولى من برنامج المعرض الثقافي الشعراء مسفر الغامدي الذي قرأ قصائد متنوعة «ما يشبه الاعتذار»، «هذه المدينة»، «مقهى»، بالإضافة إلى نصوص من مجموعة «شجرة يسقيها الشاي». كما القت الشاعرة هيلدا إسماعيل ثلاث قصائد متنوعة من ديوانها، بينما تنوعت مواضيع قصائد الشاعر زاهد القرشي بين الوطنية والفلسفية والغزلية. وشهد يوم أمس الاول إقامة ندوتين ثقافيتين الاولى بعنون «الفرق الاهلية المسرحية الواقع والطموحات» شارك فيها الفنانون سلطان النوة وسالم باحميش ووائل الحربي فيما أدارها المخرج خالد الباز الذي تحدث عن الفرق المسرحية الأهلية السعودية والبدايات المتكررة، وقدم عرضا تاريخيا عن بدايات الفرق المسرحية وتشابه ظروف التأسيس والصعوبات حتى الوقت الحاضر. اما ورقة وائل الحربي فشملت محورين هما (علاقة الفرق المسرحية بالمجتمع وتأثيرها عليها)، و(الفرق المسرحية الطموح والواقع)، فيما تناولت ورقة (باحميش) محور تأسيس الفرق المسرحية الأهلية وتشابه ظروف التأسيس والمعوقات التي تحكم عملها منذ بداية اول فرقة مسرحية أهلية والمتمثلة بتجربة الاستاذ احمد السباعي في مكة قبل ٥٥ عاما وحتى اليوم. اما الندوة الثانية فحملت عنوان «مواكبة المؤسسات الثقافية لرؤية المملكة 2030» وشارك فيها رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون سلطان البازعي، إضافة للقاص جبير المليحان وسعيد مرضية. وشملت ورقة البازعي الحديث عن «رؤية المملكة ٢٠٣٠» كأول وثيقة لخطة تنموية حكومية تهتم بالثقافة والفنون بصورة واضحة بصفتها أحد عناصر التنمية، وهي كذلك أول خطة ترسم الأهداف وتضع إطارا زمنيا لتنفيذها ومؤشرات للأداء تراقب تطور التنفيذ. وجمعية الثقافة والفنون استلهمت هذا النهج في خطتها التي أعلنتها قبل شهر رمضان الماضي وتستعد لتطبيقها مع مطلع العام الميلادي الجديد.
مشاركة :