صحيفة مكة - مكة المكرمة يشهد سوق حراج الخردوات الواقع شرق منطقة مكة المكرمة بحي المعيصم إقبالًا واسعًا من المواطنين والمقيمين حاليًّا، حيث يُعدُّ مقصدًا للكثير من هواة شراء البضائع المستعملة والمنتجات القديمة ومنها الأثاث المنزلـي والأجهزة الكهربائية والإلكترونية وصولًا إلى أجهزة الجوال وملحقاته وبيع بطاقات الاتّصال مسبقة الدفع «مجهزة برقم هوية مجهولة المصدر»، ومعدات السيارات والآثار التراثية، ومواد البناء، وغيرها من الخردوات المختلفة. ورغم أهمية السوق لدى أهالـي مكة المكرمة إلاّ أنه يعاني من انقطاع متكرر للكهرباء ومن الإمدادات المكشوفة والرديئة لها تنذر بكوارث طبيعية وإنسانية في انتظار حدوثها إذا لم تتخذ إجراءات وقائية ضدها. وسجل حراج الخردة أكثر من حالة حريق هائل نجم عنها خسائر مادية كبيرة ولازالت أثارها مستمرة وهو ما يعني أنه لا يوجد به احتياطات وسائل السلامة للحماية من تكرار وقوع الحرائق التي قد تخرج عن نطاق السيطرة. ويشكو أيضًا حراج الخردة من نقص الرقابة الأمنية للشرطة والجوازات والأمانة والدفاع المدني بالرغم من وجود مكاتب ومقرات لها داخل سوق الحراج ولكنها غير مفعلة بشكل كافٍ، الأمر الذي أتاح ظهور العشوائية والفوضى بشكل يومي على مدار الأسبوع، وبالذات يوم الجمعة، حيث يتم عرض الخردوات للبيع والشراء على الأرصفة والطرقات دون أي اهتمام بالترتيب والنظافة العامة. وقال عدد من هواة التسويق : إن هؤلاء المتخلفين نظاميًا أصبحوا يتنقلون بين مكان وآخر داخل صناعية الورش ومنطقة سوق الحراج دون رقيب ولا حسيب وهم يسكنون في سفوح الجبال القريبة من سوق حراج الخردة ومع بزوغ شمس الصباح يخرجون من صناديقهم وعششهم وينزلون إلى ساحة الحراج للافتراش على جنبات أزقة السوق ليعرضوا ما يودون بيعه بكل أرياحية واطمئنانية ويجلسون هناك حتى وقت الظهيرة ثم يصعدون مرة أخرى لمخبئهم السري من أجل أخذ وقت للقيلولة ثم يعودون مرة أخرى بعد صلاة العصر ويبسطون نفوذهم ويمارسون أعمالهم إلى قبل حلول وقت منتصف الليل. وأكد المواطن حسين المالكي أن مثل هذه الظواهر مخيفة جدًا وغير لائقة حضاريًّا مهما كانت المبررات لأنهم يمثلون صداعًا مزعجًا للبلد. وشدد على أهمية وجود دوريات أمنية في مداخل ومخارج السوق لمراقبة هؤلاء العمال السائبة خاصة والاطلاع على عملية سير البيع والشراء داخل السوق بصفة عامة، لحفظ النظام ومنع التجاوزات، كما طالب الجهات المعنية بإنشاء سوق مركزي للخردوات يليق بمجتمع إسلامي مثل مكة المكرمة حتى يستفيد منه المواطن والبائع بدلًا من سوق الحراج الواقع حاليًّا بحـي المعيصم والذي يشوبه الفوضى والعشوائية والعمالة المجهولين. وقال البساطون ماجد حميد القرشي ومجمول محمد الفهمي: «لا توجد لدينا موارد مالية سوى هذه البسطات ونعاني من انتشار العمالة الوافدة والمخالفة التي تدر أرباحا خيالية من خلال عملهم في سوق الحراج فهم يعتمدون على تجميع الأدوات المستعملة من مصادر غير معروفة والمواد التي لا يتم ضبطها جيدا ويبيعونها بأسعار مضاعفة وعلى سبيل المثال منهم من يأتي بجهاز إلكتروني مستعمل في سوق الحراج وهو لا يسوى عشرين ريالا لكنه يعمل له إصلاحات فنية ويبعه بأكثر من 100 ريال دون أوراق رسمية تثبت جودة الجهاز. وقال عبدالعزيز علي الزبيني: إن الجهات المسؤولة تبحث عن المواطن السعودي لا غير وهذا مما يضعنا في مواقف محرجة مع الزبائن لأن فـي نظر بعض الجهات أن العمالة السائبة ليس لديهم مصدر معيشة، بينما المفروض العكس وهذا مما يجعل الإحباط يداهمني، مشيرا إلى أن سوق الحراج بالمعيصم غير منظم وينتشر به الروائح الكريهة ويوجد به مستودعات ومحلات كبرى مخيفة ومهجورة من العمل والنشاط وتستغل من قبل العمالة السائبة. وأكد أن سوق الحراج يعاني من ضعف الرقابة وعدم النظافة العامة ومن كثرة النفايات وقال: إن مسؤولية النظافة تقع على عاتق البلدية ولكن هي لا تقوم بمحاسبة مرتادي سوق الحراج من باعة ومشترين وأيضا لا تقوم برفع مخلفات الخردوات غير المفيدة عند رميها على جوانب الطرق وخلف المحلات التجارية. مما يبعث الأسف هو الغياب التام لأعمالها فسوق الحراج لا يقل أهمية عن نظافة أي شارع عام أو منتزه يقصده الناس وقت الفراغ، وأوضح سالم محمد الشهري أن بعض هذه العمالة الوافدة تقوم باستئجار بعض المحلات بصورة غير نظامية بالتعاون مع أبناء جلدته المقيم شرعيًا وذلك لتسهيل عملية بيع وشراء الخردوات المسروقة وتصريفها للمتسوقين بأسعار غالية الأثمان والكفيل لا يعرف المحل إلا في نهاية الشهر وذلك لأخذ المبلغ المتفق عليه. وأضاف أنه يعمل في سوق الحراج منذ سنوات طويلة لكنه لم يشاهد أي حملة أمنية على سوق الحراج تأتي في إطار ضبط العمالة السائبة ومنع تجارة الغش والمسروقات مما ساهم في أنتشار هذه الظاهر السلبية في ساحات السوق وحصول الفوضى العارمة والعشوائية في البيع والشراء. وطالب الجهات المعنية بتوسيع أماكن وساحات حراج الخردة الواقع بحي المعيصم ليكون على المستوى المأمول أو بناء سوق مركزي خاص لمثل هذه الخردوات والبضائع المستعملة وشاركه الرأي منيف معتوق الهذلي، موضحا أن السوق لا يبعد سوى عدة أمتار قليلة عن صناعة الورش للسيارات مما يزيد ذلك في تزاحم السائقين وتكدس السيارات ، وفقاً لـِ المدينة.
مشاركة :