حرب الموصل.. معركة استنزاف للجيش العراقي

  • 12/20/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أفادت اثنتان من كبريات الصحف الأميركية، بأن القوات العراقية وحلفاءها تكبدوا خسائر فادحة في الأرواح بالمعارك التي تدور رحاها في الموصل شمال البلاد ضد تنظيم داعش، وأن المدنيين العالقين هناك يعانون الأمرّين للحصول على الغذاء والماء الصالح للشرب. فقد ذكرت نيويورك تايمز، أن المعارك الدائرة منذ شهرين لاسترداد الموصل من قبضة تنظيم داعش استقرت لتصبح حرب استنزاف طاحنة، فخطوط المواجهة الأمامية بالكاد تحركت من مكانها، وخسائر القوات العراقية البشرية باهظة حتى أن العسكريين الأمريكيين الذين يقودون الحملة الجوية أبدوا قلقهم منها. وأشارت الصحيفة إلى أنه بينما العالم يتابع مشاهد الرعب في حلب السورية، فإن مأساة مختلفة تنداح في الموصل، حيث يوجد نحو مليون شخص عالقين داخل المدينة يعانون شحا في المواد الغذائية ومياه الشرب وأضافت أنه مع استمرار القتال، فإن الوضع في الموصل سيصبح إحدى أولويات قضايا الأمن القومي، التي سيواجهها الرئيس المنتخب دونالد ترمب عندما يتولى منصبه الشهر المقبل. وقال شاكر محمود، وهو جندي بقوات مكافحة الإرهاب العراقية ممن حاربوا في الرمادي والفلوجة وتكريت، لم أر قط أو أشهد معركة مثل التي تجري بالموصل، فالعديد من قناصة تنظيم داعش يختبئون بالمنازل وسط المدنيين ويقودون السيارات المفخخة، مؤكدا أن خسائر القوات العراقية لا يمكن مقارنتها بما تكبدته قواتنا في المعارك الأخرى. ولم تفصح الحكومة العراقية عن أعداد قتلاها من الجنود، لكن تبين من الحديث مع ضباط أن العدد كبير بصورة تدعو للقلق، على حد تعبير نيويورك تايمز، مدنيون يلتمسون مكانا آمنا هربا من اشتباكات بين جنود عراقيين ومسلحي تنظيم داعش جنوب الموصل.  واهتمت صحيفة واشنطن بوست بالجانب الإنساني، حيث أوردت أن مئات الآلاف من المدنيين ممن بقوا في الموصل يعانون الأمرّين للحصول على الغذاء ومياه الشرب النظيفة، بينما تتعرض أحياؤهم السكنية للقصف جراء الحرب المندلعة ضد تنظيم داعش. فعندما اندلعت المعركة قبل 7 أسابيع، تخوفت منظمات الإغاثة من أن نزوحا كبيرا سيجتاح المعسكرات المكتظة أصلا، لكن بدلا من ذلك استجاب معظم السكان لنصيحة الحكومة للبقاء في منازلهم مع تقدم القوات العراقية. والآن، فإن العديد من هؤلاء السكان يعانون نقصا في الخدمات الأساسية مع انقطاع إمدادات المياه، وبدا أن مواد الإغاثة من الأمم المتحدة وحكومة بغداد لا تصل إلى كل محتاجيها، وبعض السكان يتنقلون من حي إلى آخر بحثا عن الغذاء أو فرارا من القصف.

مشاركة :