تكريم المشاركين في مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

  • 12/21/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة:محمد ولد محمد سالم اختتمت مساء أمس في منطقة الكهيف في الشارقة فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، التي استمرت خمسة أيام، وكرّم عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام، صحبة أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح الفرق المشاركة، والضيوف المسرحيين الذين شاركوا في ندوات المهرجان. المهرجان شهد تقديم عدة عروض، هي جزيرة الجوري من تأليف عبد الله ملك وإخراجه من البحرين، وصهيل من تأليف وإخراج هارون كيلاني من الجزائر، والتبراع لمليحمن تأليف وإخراج التقي سعيد من موريتانيا، وكثبان بشرية من تأليف وإخراج فراس الريموني من الأردن. وحفلت ليالي المهرجان بالأنشطة الفولكلورية المصاحبة التي تقام على هامش العروض، وركزت على أنواع الغناء والطرب في البلدان المشاركة في المهرجان، كما شهد المهرجان مسامرات ليلية ناقشت العروض، وأقيمت أيضا ندوة عنالمسرح والصحراء. شهدت ليلة الختام تقديم العرض الأردني كثبان بشرية تأليف وإخراج فراس الريموني، وبدأ العرض بأغان ورقصات من الفولكلور الشعبي الأردني أداها ثنائي بأزياء تقليدية، وكان موضوع الأغنيات الشكوى من الزمن، ومن تغيره، والمصائب التي تصيب الإنسان فيه، ومن النفوس المريضة التي تزرع الشر في حياة الناس. وبعد تلك الفقرة حدث إظلام وتصاعد الدخان في وسط الميدان مع إضاءة خافتة، وتدوي أصوات المدافع والقنابل، ويحدث هرج، ويخرج من بطن الأرض أناس عليهم آثار الموت، كأنهم موتى ينهضون من قبورهم، واختفوا في ظلمة الدخان الذي انقشع عن رجل مسجّى عليه خرقة لحاف تغطي وجهه، وشاب واقف يتحرك بخطوات ثقيلة، ويترنح، يكاد يسقط، ويبدأ الشاب في الشكوى من الحياة، ومصائبها، ومن مشاهد القتل التي قضت على حياته ومستقبله، وخلّفته وحيداً عاجزاً، ثم لا يلبث الشاب أن يسقط أرضاً، ويظهر آخر يهدد ويتوعد أولئك الذين جاروا على الناس، وسرقوا أموالهم ونهبوا خيرات البلدان، ويقول إنه يعرفهم واحداً واحداً وإنه سوف يفضحهم، ولا يلبث هو الآخر أن يسقط، ويأتي ثالث يندد بالقتلة والمتطرفين الذين نشروا الموت، ودمروا المدن، ويسقط بدوره، ثم يأتي خامس، يفعل كما فعل سابقوه، وتأتي فتاة تضحك ضحكاً هستيرياً من سخف الحياة ومأساوية أفعالها، ثم تسقط أيضاً. وبعد حين يقوم واحد، ويرمي بكلمة شكوى ثم يسقط فوق الرجل المسجّى، ويفعل الآخرون كما فعل، ليكونوا في النهاية كومة من الأموات، ويتصاعد الدخان من جديد. عمد المخرج إلى تكوين ميدان محصور محاط بدائرة من الخيام المتراصة التي لا منفذ بينها، ودخل الجمهور وسط الخيام ليشكل حلقة حول الدائرة التي اتخذها ميداناً لتمثيل المشاهد، وهذا التصرف أعطى للمكان شكل العلبة الإيطالية، وجعل ميدان التمثيل خشبة، كما أن العرض نفسه ينتمي إلى التجريب الحداثي لا علاقة له بالعروض الصحراوية، رغم وجود الخيم، ورغم أن الفقرة الغنائية الراقصة التي بدأ بها العرض هي من تراث الصحراء، لكنها بدت استهلالاً منفصلاً عن العرض، ومضامينه، فالمخرج يحاول عن طريق حالات من البوح الفردي أن يدين القتل والدمار الذي يشهده العالم، واستخدم تعدد الأصوات لذلك ليعكس أشكال العنف في حياة الناس اليوم ويدينها، فهو عنف فردي وجماعي وسياسي وديني ودولي. ورغم الصبغة الحداثية له فإن حالات البوح السردي أضفت على العرض سكونية، وجعلته متوقفاً في المكان منذ اللحظة الأولى، لا يتغير فيه إلا الشخصية الساردة، ولم يشهد أي تصاعد، بل ظل الممثلون الستة يكررون نفس الحركة حتى النهاية. يلفت عرض كثبان بشرية الانتباه إلى أنه ينبغي أن نتوخى الحذر عندما نقدم عرضاً ضمن مهرجان مسرح الصحراء، من أن نسقط في أسر العروض المسرحية التقليدية، كما تجري على مسرح عادي، ففي فضاء الصحراء هناك خصوصية في المكان والحدث والمظاهر والموضوع لا بد من الانتباه إليها، وإعطائها الأهمية.

مشاركة :