مزيد من التقارب بين روسيا وتركيا بعد اغتيال «كارلوف» في أنقرة

  • 12/21/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

ساهم اغتيال السفير الروسي في أنقرة في مزيد من التقارب بين روسيا وتركيا، البلدين الشريكين اللذين يسعيان إلى تجاوز خلافاتهما في الملف السوري، وخصوصاً بعدما اعتبراه «استفزازاً» يهدف إلى تقويض العلاقات التي تحسنت لتوها. ويذكر مشهد اغتيال أندريه كارلوف الذي صور مباشرة باغتيال الأرشيدوق فرنسوا فردينان في يونيو 1914 الذي سرع تبلور خريطة التحالفات واندلاع الحرب العالمية الأولى، لكن المقارنة اتخذت بعداً آخر بعد مسارعة روسيا وتركيا إلى إظهار نية التهدئة رغم خصومتهما في سوريا. منذ الساعات الأولى التي أعقبت مساء الاثنين اغتيال كارلوف الذي قتل بالرصاص بيد شرطي تركي في أنقرة، بادر الرئيس رجب طيب أردوغان إلى الاتصال بنظيره الروسي الذي أعلن لاحقاً بموافقة تركية، إرسال محققين روس إلى أنقرة في محاولة لتحديد ملابسات الجريمة، وهكذا، وصل ثمانية عشر محققاً من عناصر استخبارات ودبلوماسيين صباح الثلاثاء إلى العاصمة التركية. وحرص الرئيس الروسي عبر التلفزيون على أن يحدد بوضوح ما يعتبره الهدف من اغتيال السفير: «تخريب العلاقات الروسية التركية» التي دخلت أخيراً دائرة التهدئة بعد أزمة استمرت عاماً. وأكد أردوغان الثلاثاء أن التعاون الروسي التركي، بما في ذلك حول سوريا، ليس في خطر، مكرراً نية مماثلة عبر عنها فلاديمير بوتن الاثنين. واعتبر جيمس نيكسي الخبير في شؤون روسيا في مركز شاتام هاوس للأبحاث أن «الروس لن يحملوا الأتراك مسؤولية (الجريمة)، بل سيحاولون الاستفادة منها لتحقيق قدر أكبر من المكاسب». وفي السياق نفسه، رأى المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الثلاثاء أن «الأمر العقلاني الوحيد الذي ينبغي أن تقوم به» موسكو وأنقرة هو «مزيد من التقارب ومزيد من الفاعلية في التعاون ضد من يقفون خلف هذا الاستفزاز». والاثنين، أكدت الدبلوماسية التركية أنها ستقوم بكل ما هو ممكن للحفاظ على الصداقة بين البلدين. لم تكن العلاقات بين البلدين اللذين ورثا الإمبراطوريتين الروسية والعثمانية ودية على الدوام، فطوال عام، اندلعت حرب كلامية بين بوتن وأردوغان على خلفية خلاف عميق حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، حليف موسكو الذي تطالب أنقرة بتنحيه. وتحول الخلاف في نوفمبر 2015 إلى أزمة دبلوماسية حين أسقطت تركيا مقاتلة روسية قرب الحدود السورية، في حادث وصفه بوتن بأنه «طعنة في الظهر». وفي الأسابيع الأخيرة، رفع البلدان سقف «تطبيع» العلاقة بينهما عبر التفاوض حول إجلاء مقاتلي المعارضة السورية والمدنيين من أحياء شرق حلب. وقضت الصدفة بأن يجتمع وزيرا الخارجية والدفاع في كل من روسيا وتركيا وإيران الثلاثاء في موسكو لبحث الملف السوري غداة اغتيال السفير الروسي، وذلك من دون مشاركة واشنطن والأوروبيين.;

مشاركة :