كلمة لن أنساها

  • 12/21/2016
  • 00:00
  • 36
  • 0
  • 0
news-picture

قلب الإنسان الذى يخفق يحمل مع كل خفقة إما ألماً لا يطاق أو سعادة غامرة ولكن للقسوة الجانب الأكبر وحتى فى علم النفس يقولون أن المواقف والكلمات القاسية هى من يترك علامة داخل الإنسان عكس المواقف والأحداث السعيدة التى سريعاً ما تمر الكلمة التى تخرج من فم الإنسان بإستطاعتها أن تقوم بدور الألات الحادة التى تقتل بدون شفقة أو رحمة ، فالإنسان القاسى القلب الذى يجرح ويهين كل من حوله حكم على نفسه بالشقاء للأبد قال تعالى فى كتابه العزيز :- ﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ مما يعطينا دلالة على أن الإنسان القاسى يكون وحيد وغير محبوب بسبب إنتزاع الرحمة من داخل قلبه الرجل والمرأة المعادلة الصعبة دائماً فكل طرف يتهم الأخر بأنه غير مفهوم وصعب الإرضاء وبسبب أن المرأة حساسة أكثر من الرجل فهناك بعض الكلمات التى يوجهها لها الرجل تتسبب فى جرح عميق داخلها لن يمحى مع مرور الأيام من بين هذه الكلمات الكلمة التى لها الواقع الأكبر والتى سأتناولها اليوم وهى “خائنة” فحينما يتهم الرجل المرأة بالخيانة وهى بالأساس بريئة من هذه التهمة البشعة ووفية له ولحبه يتسبب لها فى جرح كبير للغاية داخلها فإنه لم يفقد الثقة بها فحسب بل طعنها فى شرفها طعنة نافذة لا شفاء منها ففى الوقت الذى كانت تسهر الليالى بإنتظاره وتسهر على راحته وتلبى له رغباته ينتهى بهم المطاف إلى وصفها بالخائنة وهو ما لم تنساه أو تغفره المرأة للرجل خاصة أنها تتجرع أيضاً مرارة الظلم ، لم أقابل حالة واحدة بين رجل وإمرأة إتهم فيها الرجل المرأة بالخيانة إلا وإنتهت بالطلاق وإنهاء العلاقة بينهم للأبد وما يحيرنى أن الرجل يعود مرة اخرى فى محاولة لكسب ثقة المرأة التى سقط من أعينها للأبد ومحاولة إصلاح ما أفسدته كلماته القاسية ولكن تكمن المشكلة الحقيقية فى الرجل الشكاك أو الذى يرى من المرأة التى يحبها أنها خائنة أنه هو نفسه الخائن فمن يرى فى الناس عيباً ما يكون هذا العيب فى داخله هو ولا يستطيع التخلص منه فيبدأ فى لصق هذه الصفة بالأخرين فى محاولة منه بالنجاة من الأفكار التى تشوش عليه إستقرار حياته يجب على الرجل الذى يعانى من وساوس دائمة تجاه الأخرين خاصة زوجته أن يتوب من هذه الوساوس ويحاول التخلص منها لأن كثرة النوب ستقسى قلبه حتى يتحول يوماً ما إلى كتلة من الحجر لا تشعر ولا تخفق ولن يندم أبداً على ما يبدر منه تجاه الأخرين لذلك يجب أن يسارع إلى التوبة فلن يعالج ما فعله إلا أن يتوب عنه لأن القسوة من الأمور المهلكة للإنسان فى الدنيا

مشاركة :