مركل ترجح أن يكون حادث برلين «اعتداءً إرهابياً»

  • 12/21/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أفرجت النيابة الفيدرالية الألمانية اليوم (الثلثاء) عن طالب اللجوء الباكستاني الذي كان يشتبه في أنه سائق الشاحنة التي دهست العشرات في برلين أمس بسبب عدم توافر عناصر تؤكد الشكوك حياله. وقالت النيابة في بيان: «تم الإفراج عن الشخص المشتبه به (...) بأمر من النيابة الفيدرالية»، موضحةً أن نتائج التحقيق «لم تتوصل حتى الآن إلى عناصر تؤكد الشبهات» بحقه. وكانت الشرطة ذكرت في وقت سابق أنها ليست متأكدة من أن المشتبه فيه الذي اعتقل أمس بعد الحادثة التي رُجح أنها اعتداء هو «بالفعل سائقها». وقال رئيس الشرطة ملاوس كانت: «ليس مؤكداً أن يكون (الباكستاني) السائق» ملمحاً إلى إمكان أن يكون المنفذ الفعلي فاراً حتى الآن. وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أعلنت في وقت سابق اليوم أن الاعتداء هو على الأرجح «عمل إرهابي نفّذه طالب لجوء باكستاني أو أفغاني الجنسية وصل إلى ألمانيا هذا العام»، فيما رجّحت وسائل إعلام ألمانية في وقت سابق أن يكون تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) هو المسؤول. وقالت وفق موقع «دويتشه فيليه» الألماني في رد فعل رسمي هو الأول على الحادثة التي أودت بحياة 12 وأصابت 48 آخرين: «علينا في ضوء ما نعرفه أن نفترض أنه هجوم إرهابي (...) أعرف أنه سيكون صعباً علينا أن نتحمل الأمر إن تأكد أن هذا العمل نفذه شخص طلب الحماية واللجوء في ألمانيا». وتابعت مركل التي تواجه حملة انتقادات لسياستها في مجال الهجرة، أنه «سيكون الأمر مشيناً، على الأخص لجميع هؤلاء الألمان الذين يلتزمون يوماً بعد يوم مساعدة اللاجئين وكل هؤلاء الأشخاص الذين هم في حاجة الى حمايتنا يومياً، ويسعون الى دمجهم»، معربة عن إحساسها بـ «الهول والصدمة والحزن الشديد»، واعدة بإلقاء الضوء «على اي تفاصيل وبأن (الجريمة) ستعاقب بكل حزم وفق قوانين البلاد». وكانت شاحنة تحمل لوحة بولندية اقتحمت سوقاً مكتظة في برلين في وقت متأخر أمس، مع ترجيح الشرطة الألمانية بأن الحادث «اعتداء متعمد»، مؤكدة وجود جثة رجل بولندي داخل الشاحنة، وأحصته ضمن القتلى الـ 12، فيما اعتقلت شخصاً يرجّح أن يكون سائق الشاحنة الذي نفّذ العملية. ويفترض المحققون «أن الشاحنة التي اقتحمت السوق القريبة من الكنيسة التذكارية، وجهت عمداً نحو الحشد في سوق عيد الميلاد في منطقة برايتشايدبلاتس»، مفيدين بأنها «سوداء اللون وتحمل لوحة تسجيل بولندية ويرجح انها سرقت من ورشة، وأن يكون القتيل البولندي هو سائق الشاحنة الأصلي وأنه تعرض للخطف على يد المهاجم الذي دهس المارة قبل ان يُعتقل». وقال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير في وقت سابق إن هناك «أسباباً عديدة للاعتقاد، بأن عملية الدهس هي اعتداء»، وأضاف لشبكة «زد دي أف» التلفزيونية العامة: «ما زلت حتى الآن لا اريد النطق بكلمة اعتداء على رغم وجود اسباب كثيرة تدفع إلى الاعتقاد بأنه كذلك». وأضاف أنه «جرى اعتقال مشتبه به وهناك الكثير من الأسباب للاعتقاد بأنه سائق «الشاحنة التي دهست الحشد»، مكتفياً بالقول إن «البقية سيكشفها التحقيق». وقالت وزارة الداخلية الألمانية إن أسواق عيد الميلاد في برلين ستغلق اليوم حداداً على أرواح ضحايا الهجوم. وفيما قالت «الإذاعة الألمانية» إن «داعش» هو المسؤول عن الهجوم، لافتة إلى عدم وجود أي تصريح رسمي في هذا الشأن، عنوت صحيفة «بيلد» الألمانية الواسعة الانتشار عن العملية «إرهاب في برلين»، فيما ذكرت صحيفة «برلينر بوست» أن الشاحنة «اتجهت نحو جمع من الناس من دون أي أضواء تحذيرية، ما يدل على أن الحادث متعمد وليس انحرافاً على الطريق». ويرى الشعبويون اليمينيون أن مركل عرضت البلاد للخطر باستقبالها في 2015 حوالى 900 ألف لاجئ هاربين من الحرب والفقر، فيما وصل حوالى 300 الف شخص إضافي هذا العام. ودان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في بيان وتغريدات على «تويتر» الهجمات «الإرهابية المتواصلة»، في إشارة إلى حوادث اغتيال السفير الروسي في أنقرة وهجوم برلين والهجوم على مسجد في زيوريخ. موضحاً أن «مدنيين أبرياء قتلوا في الشوارع بينما كانوا يستعدون لعيد الميلاد. إن تنظيم الدولة ومتشددين آخرين يهاجمون باستمرار الأبرياء في مجتمعاتهم وأماكن عبادتهم (...) هؤلاء الإرهابيون وكذلك ايضاً شبكاتهم الإقليمية والدولية يجب محوهم من على وجه الكرة الأرضية، وهذه المهمة سننجزها مع كل شركائنا المحبين للحرية»، مؤكداً أن حادث ألمانيا هو «إرهابي مروّع». ومن جهته، تقدم الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما في وقت متأخر أمس، بتعازيه بضحايا الحادث الدامي في برلين، وعرض عليها المساعدة. وقال البيت الابيض اليوم، إن «الرئيس قدم تعازيه وتعازي الشعب الأميركي بـ(ضحايا) الهجوم الإرهابي الرهيب» و«كرر عرض المساعدة الأميركي»، مشدداً على ان اي هجوم لن يثبط عزمنا وعزم حلفائنا الألمان على التصدي للإرهاب». وقال وزير داخلية ولاية سارلاند الألمانية تعقيباً على الحادث إن بلاده في «حال حرب» وأفاد لإذاعة «إس آر» المحلية: «يتعين أن نقول إننا في حالة حرب على رغم أن بعض الناس الذين يرغبون دائماً في رؤية الخير لا يرغبون في رؤية ذلك». وتذكّر عملية الدهس هذه بالاعتداء الذي شهدته مدينة نيس الفرنسية في 14 تموز (يوليو) الماضي عشية العيد الوطني الفرنسي، حين دهس شائق شاحنة حشوداً من المارة على امتداد جادة الإنكليز في اعتداء نفذه التونسي محمد لحويج بوهلال وأوقع 86 قتيلاً من 19 جنسية وأكثر من 400 جريح. وفي شأن متصل، تم إخلاء محطة القطارات المركزية في وسط مدينة كولونيا لوقت قصير مساءً، بعد تلقي السلطات اتصال هاتفي أفاد بوجود بوجود قنبلة تبين لاحقاً أنه إنذار كاذب وتم رفع التحذير، بحسب ما اعلن ناطق باسم الشرطة. ووكانت مجلة «فوكس» الألمانية قالت في وقت سابق إن القوات الخاصة التابعة للشرطة الألمانية دهمت حظيرة طائرات في مطار تمبلهوف السابق في برلين تستخدم حالياً مركزاً لإيواء اللاجئين.  

مشاركة :