أقر مسؤول عسكري أميركي بـ «تعقيدات» تواجه الحملة التي يدعمها التحالف الدولي ضد «داعش» في سورية وترتبط بالتباين بين تركيا والأكراد. لكنه قال إن الولايات المتحدة ستستمر في العمل «عبر القنوات الديبلوماسية» من أجل إقناع الطرفين بالتوحد وراء عدو مشترك هو «داعش». واعتبر العقيد جون دوريان، الناطق باسم «قوة المهام المشتركة– عملية العزم الصلب»، في لقاء مع إعلاميين في لندن، أن حلفاء الولايات المتحدة في سورية والعراق «قلبوا الطاولة» على «داعش»، موضحاً أن الحملة الجارية حالياً هي «لتحرير الأرض والناس» من «أيديولوجية منحرفة». وقال دوريان إن «عملية الموصل تمثل تحدياً لأي جيش في العالم، بما ذلك الجيوش الغربية. إن القوات العراقية تقوم بالقتال بطريقة تحمي حياة المدنيين». ولفت إلى أن «داعش» موجود في المدينة منذ أكثر من سنتين، وقد أعد دفاعات محصنة فيها مثل حفر الخنادق والأنفاق ونصب الفخاخ والألغام والسيارات المفخخة والدروع البشرية و «كل هذا يؤخر تقدم القوات العراقية... ويعني أن العملية ستستمر وقتاً». وفي خصوص تلعفر، قال: «المهمة هناك هي إغلاق الطريق الغربي أمام داعش كي لا يتمكن من الانتقال من الموصل إلى سورية. قطعنا هذه الطريق. الحشد الشعبي هناك يعمل بالتنسيق مع الجيش العراقي الذي سيدخل مدينة تلعفر، بحسب خطة الحكومة العراقية». أما في سورية، فقال دوريان: «أحرزت تركيا وقواتها الشريكة تقدماً هائلاً في تأمين حدودها وتحرير المدن والقرى، وهم يعملون الآن على طرد داعش من الباب. في آب (أغسطس)، تمكنت القوات السورية الشريكة -قوات سورية الديموقراطية- من تحرير عشرات الآلاف من السكان من نير داعش في مدينة منبج الاستراتيجية، وبدأوا العمليات الشهر السابق لعزل الرقة... وهم يتقدمون نحوها». وقال إن «تحرير عاصمتي داعش، الموصل والرقة، سيقضي إلى حد كبير على تطلعات التنظيم. وهذه خطوة ضرورية في الهزيمة النهائية للتنظيم»، متوقعاً أن «داعش سيتحول شبكة إرهابية تعتمد أسلوب حرب العصابات». وعن معركة تدمر (حمص)، قال دوريان: «عندما تخلق ضغطاً على العدو، سيحاول التحرك إلى مكان آخر. وهم (داعش) حاولوا التحرك نحو منطقة خاضعة لقوات ضعيفة فهاجموا قوات النظام السوري لأن هذه القوات، المدعومة من القوات الروسية، كانت تركز جهودها على حلب. وكان ذلك فشلاً محرجاً لقوات النظام السوري. لم يخسروا تلك المنطقة فقط، بل خسروا كذلك كمّاً كبيراً من المعدات العسكرية التي اضطر التحالف إلى شن ضربات لتدميرها. لن نسمح لداعش بالسيطرة على تلك القابليات ليتسنى لهم تهديد قواتنا أو القوات الشريكة لنا. وهكذا تم تدمير 14 دبابة وقطعتين مدفعيتين وبعض الدفاعات الجوية». وقال إن التحالف أبلغ الروس بأنه سيضرب المعدات التي استولى عليها «داعش» في تدمر، موضحاً: «سنواصل الاحتفاظ بقناة خاصة نستخدمها لإزالة صفة الصراع عن عملياتنا مع روسيا... نريد تفادي خطأ في الحساب أو انعدام التنسيق الذي يتسبب في مشاكل على الأرض». وقال: «سورية مناخ معقد جداً. هناك حال حرب أهلية بجانب الحرب التي نخوضها ضد داعش... نعمل مع قوات سورية الديموقراطية التي فيها مكوّن عربي كبير والتي بدأت عملية عزل الرقة تمهيداً لتحريرها وباتت الآن على بعد 15 إلى 20 ميلاً منها... في الجانب الآخر، حليفتنا تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي، كانت أيضاً ناجحة في عزل داعش في سورية من خلال إيجاد منطقة عازلة من خلال عملية درع الفرات... هذه العملية أوجدت وضعاً أفضل بكثير من السابق من خلال إغلاق الحدود أمام داعش... نواصل العمل من خلال القنوات الديبلوماسية في شأن خطة العمل التي تتعلق بتحرير الرقة». وعن قول تركيا إن هدفها بعد طرد «داعش» من الباب التوجه نحو منبج لطرد «قوات سورية الديموقراطية» منها، قال دوريان: «مصلحة جميع الأطراف، تركيا وقوات سورية الديموقراطية بما فيها المكون العربي، والتحالف والعراق، هي هزيمة داعش، وسنواصل العمل مع كل الأطراف التي يمكننا العمل معها من أجل تحرير سورية والعراق من داعش». وشدد على «أننا نود من جميع من في سورية أن يبقوا مركزين على قتال داعش. ليس هناك داعش في منبج. هذا موقفنا. نحن نقاتل داعش، وسنواصل حوارنا مع كل الشركاء من أجل قتال داعش».
مشاركة :