أعلنت شرطة برلين أمس الثلثاء (20 ديسمبر/ كانون الأول 2016) أن منفذ الهجوم الدامي بشاحنة على سوق للميلاد قد يكون «على الأرجح» طليقاً، بعدما أكدت بداية أنها اعتقلت طالب لجوء باكستاني يشتبه في أنه ارتكب الاعتداء. وتذكر هذه المأساة التي وصفتها المستشارة أنجيلا ميركل بأنها «عمل إرهابي» في ألمانيا التي كانت حتى الآن بمنأى من هجمات على نطاق واسع، باعتداء نيس في 14 يوليو/ تموز الماضي الذي أوقع 86 قتيلاً. وأسفر اعتداء برلين عن مقتل 12 شخصاً وإصابة 48 آخرين بجروح، بينهم 18 شخصاً بحال خطرة، وفق آخر حصيلة. وقال قائد شرطة برلين كلاوس كانت «على الأرجح هناك مجرم خطير في المنطقة، وهذا بالطبع يثير قلق الناس». وتجرى حالياً تحليلات لتحديد ما إذا كان الحمض النووي لطالب لجوء باكستاني (23 عاماً) اعتقل مساء الاثنين وقدم على أنه مشتبه به، يتطابق مع «آثار» عثر عليها داخل الشاحنة. لكن النائب العام الاتحادي لمكافحة الإرهاب، بيتر فرانك، المكلف الإشراف على التحقيق، قلل من هذا الاحتمال قائلاً «علينا أن نستعد لفكرة ألا يكون الشخص المعتقل هو مرتكب» الاعتداء. وجاءت هذه التطورات بعيد إعلان وزير الداخلية الألماني، توماس دي ميزيير عن عملية اعتقال نفذت مساء الاثنين بحق مشتبه به باكستاني وصل إلى ألمانيا في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2015 عن طريق البلقان و»تسجل في برلين في فبراير/ شباط» كطالب لجوء. وأضاف دي ميزيير «إنه ينفي ارتكابه هذه الجريمة. وما زال التحقيق مستمراً»، مشيراً إلى أن تنظيم «داعش» لم يعلن «حتى اللحظة» مسئوليته عن المجزرة. ولا يزال الارتباك سيد الموقف في أعقاب الاعتداء، وتم تعزيز الإجراءات الأمنية في العاصمة. وأوضحت صحيفة «دي فيلت» أنه قبض على المشتبه به بعد فترة وجيزة من وقوع الحادث الاثنين الساعة 19,00 ت في مكان سياحي في برلين، بعدما لاحقه مسافة كيلومترين أحد الشهود الذي كان يوجه الشرطة عن طريق الهاتف. «أراد دهس الناس» وقبل إعلان الشرطة شكوكها، كانت ميركل قالت إنه «اعتداء إرهابي» مشيرة إلى احتمال أن يكون منفذه طالب لجوء. وسرعان ما بدأت الانتقادات لميركل حول سياستها المنفتحة على صعيد الهجرة. وكتب ماركوس بريتزل أحد المسئولين في حزب «البديل لألمانيا» اليميني على «تويتر»: «إنهم ضحايا ميركل»، في حين رأت القيادية في الحزب فراوكي بيتري أن «ألمانيا لم تعد آمنة» بمواجهة «إرهاب الإسلام المتطرف». ونددت بقرار المستشارة فتح أبواب ألمانيا العام 2015 لنحو 900 ألف لاجئ ومهاجر فروا من الحرب والفقر من دول تشهد نزاعات. كما وصل قرابة 300 ألف آخرين العام 2016. وزارت ميركل بعد الظهر مكان الحادث مع عدد من الوزراء للمشاركة بالوقوف في دقيقة صمت، قبل زيارة موقع الحطام وتوقيع سجل تعاز. وقع الاعتداء قرب كنيسة قديمة تهدمت منارتها بالقصف إبان الحرب العالمية الثانية. وبفعل الصدمة، تحطم الزجاج الأمامي للشاحنة التي رفعت صباح أمس (الثلثاء). وقالت البوسنية، لانا سيفوتش التي تقيم في برلين لقناة تلفزيونية إن السائق «قاد الشاحنة مباشرة نحونا» بينما كانت تتناول شراباً مع عائلتها. واضافت «لكنه في مرحلة ما استدار لأن هدفه لم يكن الكوخ لكن الحشد. أراد أن يدهس الناس». وبين القتلى ستة ألمان بحسب الشرطة، فيما تتواصل عمليات التعرف على آخرين. وعثر أيضاً على جثة بولندي في الشاحنة وقد قتل «رمياً بالرصاص». وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الإقليمية إنه قد يكون سائق الشاحنة التي سرقت منه. وتم تنكيس الأعلام فوق المباني العامة وسيقام قداس عن أرواح الضحايا الساعة 11,00 ت غ في كاتدرائية سانت إدويج في وسط برلين. المجلس المركزي للمسلمين بألمانيا يعرب عن حزنه العميق إزاء هجوم برلين أعرب المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا عن حزنه العميق إزاء الهجوم الذي شهده أحد أسواق عيد الميلاد (الكريسماس) وسط العاصمة الألمانية برلين. وقال رئيس المجلس، أيمن مزيك أمس (الثلثاء) بالعاصمة الألمانية برلين: «إن المجلس المركزي للمسلمين بألمانيا سوف يستعين بكل الوسائل المتاحة لديه كي لا تظهر البذرة الخبيثة لزرع الذعر والكراهية والشقاق بين الطوائف الاجتماعية والأديان». وأشار إلى أن هذا الهجوم يعيد إلى الذاكرة هجمات بروكسل وباريس وإسطنبول «التي تصيبنا نحن المسلمين بشكل عميق»، مشدداً على ضرورة «توقيع أقصى عقوبة تنص عليها قوانيننا على الجاني».
مشاركة :