القيادة العسكرية الأميركية تنهي عملياتها ضد الجهاديين في مدينة سرت، وتؤكد دعمها المتواصل لحكومة الوفاق الليبية إذا طلبت منها التدخل مجددا. العرب [نُشرفي2016/12/21] معركة سرت شكلت هزيمة مدوية للتنظيم الجهادي واشنطن- انهى الجيش الاميركي رسميا عمليته ضد الجهاديين في مدينة سرت الليبية، بحسب ما اعلن مسؤولون اميركيون الثلاثاء. وكانت وزارة الدفاع الاميركية شنت في الاول من اغسطس هذه العملية لمساعدة القوات الليبية على طرد المتطرفين الاسلاميين من هذه المدينة الساحلية. وقال القيادة العسكرية الاميركية في افريقيا (افريكوم) انه "بالشراكة مع حكومة الوفاق الوطني الليبية، كللت العملية بالنجاح" واتاحت دحر الجهاديين. واستهدفت سفن وطائرات مقاتلة وبدون طيار مواقع تنظيم الدولة الاسلامية خلالها 495 مرة. وقال بيتر كوك المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية "نحن فخورون بدعمنا لهذه الحملة للقضاء على تنظيم الدولة الاسلامية في المدينة الوحيدة التي كان يسيطر عليها خارج العراق وسوريا"، موضحا ان الطائرات الاميركية يمكن ان تتدخل مجددا اذا طلبت حكومة الوفاق الليبية. واعلن رئيس حكومة الوفاق فايز السراج السبت رسميا تحرير سرت، بعد ان اعلنت قواته في 5 ديسمبر استعادة السيطرة على المدينة. ومعركة سرت شكلت هزيمة مدوية للتنظيم الجهادي لكن لا يزال هناك جهاديون في ليبيا. وقال السراج إنه "بعد مرور ثمانية أشهر من بداية العمليات ضد تنظيم الدولة في سرت، أعلن رسميا عن انتهاء العمليات العسكرية وتحرير المدينة ". وتأتي تصريحاته بعد نحو أسبوعين من إعلان القوات الليبية الموالية لحكومة الوفاق "فرض السيطرة الكاملة" على المدينة. وأشادت الأمم المتحدة بالانتصار التي حققته القوات الليبية التابعة لحكومة الوفاق في مدينة سرت وطرد مسلحي تنظيم داعش الإرهابي منها. وفي بيان على موقعها الإلكتروني قالت البعثة الأممية في ليبيا إن "الأمم المتحدة تتقدم بالتهنئة إلى المجلس الرئاسي وقوات البنيان المرصوص والشعب الليبي على انتصارهم على تنظيم داعش في سرت". وحث الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مارتن كوبلر "المجلس الرئاسي على تقديم خطة لإدارة سرت وأمنها وتحقيق الاستقرار فيها، حيث تحتاج المدينة إلى إزالة الألغام والعودة الآمنة للنازحين داخليًا وإيصال الإغاثات الإنسانية وتوفير العلاج للذين أصيبوا أثناء القتال". وأقر كوبلر بالمساعدة الدولية القيمة التي تم تقديمها لعملية "البنيان المرصوص" في سرت، مؤكدا ضرورة استمرار التعاون في المعركة ضد الإرهاب. ولم يوضح المبعوث الأممي طبيعة تلك المساعدات، غير أنه من المعروف أن واشنطن تدخلت في الحرب ضد داعش في سرت بناءً على طلب رسمي من حكومة الوفاق، حيث أعلن رئيسها، بداية شهر أغسطس الماضي، بدء ضربات عسكرية أمريكية محدودة. وناشد كوبلر "الليبيين أن ينتهزوا هذه الفرصة لتعزيز المصالحة الوطنية والدفع قدمًا نحو تنفيذ الترتيبات الأمنية المؤقتة، وهذا يتطلب إدماج المقاتلين وإعادة تأهيلهم وتجميع الأسلحة لكي يتم إفساح الطريق أمام جهاز أمن مهني بقيادة موحدة". وشدد كوبلر على ضرورة تفكيك العبوات الناسفة التي خلفها الجهاديون في سرت بهدف السماح بعودة سريعة للسكان. وقد تساعد استعادة سرت في تعزيز موقع رئيس حكومة الوفاق الذي يحاول منذ نهاية مارس بسط سلطته على كامل ليبيا.
مشاركة :