قدم مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية مساء الثلاثاء 20 ديسمبر/كانون الأول تجربة تعد الأولى من نوعها في التعامل مع المبدعين من كتاب القصة حيث قام بجذب الشباب الذين يمارسون الكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي ليقرأوا قصصهم أمام الجمهور في مختبر السرديات. ويقول الأديب منير عتيبة المشرف على مختبر السرديات إن الفكرة جاءت عندما شعر بوجود فجوة واسعة بين عالمين الأول افتراضي ويمارس كتاباته على الشبكة العنكبوتية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، والثاني واقعي وهم من يحضرون الندوات ويقرأون قصصهم ويتناولها النقاد بالنقد والتحليل، موضحا أن العالمين منفصلين عن بعضهما البعض، ثم نجد فجأة كاتبا غير معروف اسمه بين جمهور الأدباء والنقاد ولكنه معروف ومشهور جماهيريا لشهرته على مواقع التواصل الاجتماعي. وأضاف عتيبة أن لهذه الأسباب قررنا في المختبر أن نقوم بعمل حلقة وصل بين هذين العالمين ونرى كيف يمكن أن يستفيد الطرفان من بعضهما البعض، وبالفعل قمنا بالإعلان عن جلسة للقراءات القصصية وعلى من يريد المشاركة بها أن يرسل قصته على صفحة المختبر بالفيس بوك، وأن اختيار من يقرأ سيكون من خلال أعلى تفاعل من لايكات، وشير، وتعليقات، وفوجئنا بكم كبير جدا من المبدعين يتفاعل مع الفكرة، ووصل لنا على بريد الصفحة 38 قصة لأسماء لم نسمع عنها من قبل ومعظمهم من الشباب (15 شابا، و23 شابة)، ومنهم من يقرأ قصة أمام جمهور لأول مرة. كما فوجئنا بقدرة البعض على جلب تفاعل هائل على الفيس بوك وصل في المركز الأول إلى 346 لايك، و674 تعليقا، و55 شير، وذلك خلال أيام قليلة فقط، وهو ما يوضح قدرة هؤلاء الشباب الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي بالتفاعل في هذا العالم الافتراضي. قرأ 12 شابا وشابة قصصهم أمام جمهور مختبر السرديات، وقام بالتعليق عليهم كتاب ونقاد أثنوا على التجربة وعلى الشباب وأكدوا أن لديهم أفكارا جيدة، وجاءت معظم الملاحظات على ضرورة مراجعة اللغة العربية حيث أن كم الأخطاء كبير لدى معظم القراءات، وضرورة التركيز على تعلم فنون القصة والتركيز على القراءة والكتابة بكثرة والاستماع إلى تعليقات المبدعين والمتخصصين بعيدا عن مجاملات الأصدقاء. وقال الكاتب والناقد أحمد فضل شبلول إن هذه التجربة التي يقدمها مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية أظنها الأولى على مستوى مصر وقد تكون الأولى على مستوى العالم العربي، وأنه يجب أن يحتذى بها من مؤسسات ثقافية أخرى لدمج العالمين الواقعي والافتراضي خاصة مع المبدعين الشباب. وأعلن منير عتيبة أن المختبر سيعيد التجربة مرة أخرى قريبا خلال معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب وسوف يتم عرض القصص قبل قراءتها على ناقد ليقدم تحليلا لها ينشر مع كتاب مختبر السرديات السنوي، وطالب الشباب بضرورة التواصل مع المختبر لصقل تجربتهم الأدبية والاستفادة من آراء النقاد في ابداعاتهم.
مشاركة :