المتحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، العقيد الأمريكي جون دوريان، بعملية "درع الفرات" العسكرية التركية شمالي سوريا، معتبرا إياها "خدمة عظيمة" للتحالف في إطار جهوده للقضاء على تنظيم "داعش". عملية "درع الفرات" أطلقها الجيش التركي، يوم 24 أغسطس/آب الماضي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي (بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية)؛ لمساعدة فصائل "الجيش السوري الحر" المعارض على استعادة المناطق الشمالية من سوريا. وفي مقابلة خاصة مع وكالة الأناضول، في العاصمة البريطانية لندن، أضاف العقيد دوريان أن "العملية (درع الفرات)، التي تنفذها (قوات من) المعارضة السورية، بدعم جوي وبري تركي، ساهمت بدرجة كبيرة في صد العناصر الإرهابية، وإبعادهم عن الحدود التركية الجنوبية" مع سوريا. المتحدث مضى قائلا إن "لعملية درع الفرات دور مهم في استقرار الوضع الأمني، فضلا عن مساهمتا في تكثيف الضغط على العدو (داعش)، وعزله في سوريا، وشل حركته، حيث لم يعد بإمكان عناصر التنظيم التسلل إلى أوروبا، أو الحصول على أي دعم خارجي". وعن التقدم الذي أحرزته العملية مؤخرا، أثنى العقيد دوريان على "النجاح الكبير الذي حققته القوات السورية، المدعومة من الجانب التركي، في بلدة دابق (شمالي سوريا)، حيث جرى تدمير الهالة الزائفة التي نسجها داعش حول نفسه". وضمن عملية "درع الفرات"، حررت فصائل "الجيش السوري الحر"، يوم 16 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، ناحية صوران وبلدة دابق، ذات الأهمية المعنوية لداعش، في محافظة حلب (شمال). داعش كان قد تعهد بأن تكون دابق "مسرحا للنصر في معركة فاصلة مع الغرب"، وتؤكد هزيمته في تلك البلدة، التي كانت محور دعاية له، على تقهقره بشدة، خلال العام الجاري، بفضل "درع الفرات". وخلال ساعات من انطلاقها، نجحت عملية "درع الفرات" في تحرير مدينة جرابلس ومناطق مجاورة لها شمالي سوريا، ولاحقا حررت كل الشريط الحدودي بين مدينتي جرابلس وإعزاز السوريتين، ولم يعد لداعش أي سيطرة على مناطق سورية متاخمة للحدود التركية. معركة الرقة حول جهود استعادة مدينة الرقة السورية (شمال) من قبضة داعش، قال المتحدث باسم التحالف الدولي إن "الولايات المتحدة الأمريكية ستواصل العمل مع القوى الديمقراطية السورية (SDF)، لزيادة عدد العناصر العربية المساهمة في هذه المعركة القائمة". ورغم اتفاق واشنطن مع أنقرة على تصنيف منظمة "بي كا كا" الانفصالية منظمة إرهابية، إلا أنها ترفض وضع الذراع السوري لتلك المنظمة، وهي "ب ي د"، وجناحها العسكري "ي ب ك"، في التصنيف نفسه، بل وتتعاون معهما على محاربة "داعش" في سوريا، بعكس تركيا التي ترفض هذا الموقف. وانطلاقا من الأراضي العراقية، تشن هذه المنظمة الإرهابية هجمات دموية على تركيا؛ مما يدفع أنقرة من حين إلى آخر إلى الرد عبر شن غارات جوية، بواسطة مقاتلات "إف 16"، على معاقل المنظمة شمالي العراق. وبحسب العقيد دوريان، "من الضروري أن تكون القوة التي تحرر الرقة، تمثل نسيج المدينة السكاني إلى حد كبير، وبناء ليه نسعى إلى أن تكون الأغلبية من العرب السوريين". وبهذا الخصوص، تابع: "سنواصل حوارنا مع الحكومة التركية، فنحن ندرك دورها المهم، وأن أمنها يمثل جزء أساسيا من أمن واستقرار المنطقة". وفي وقت سابق، أعلن وزير الدفاع التركي، فكري إيشق، أن أنقرة، وفي إطار التحالف الدولي، ستقدم الدعم لعملية تحرير الرقة (شمالي سوريا)، والموصل (شمالي العراق) من قبضة "داعش" الإرهابي، في حال استبعاد عناصر تنظيم "بي كا كا"، وذراعها السوري "ب ي د"، وجناح الأخير المسلح "ي ب ك"، من العملية. ووفق المتحدث باسم التحالف الدولي، فإن "عملية تحرير الرقة من مسلحي داعش، ومنذ انطلاقها يوم 6 نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي، تمكنت من تحرير 800 كلم من الأراضي، وتستمر في تحقيق تقدم ضد العدو". وبشأن استعادة داعش السيطرة على مدينة تدمر السورية التاريخية في ريف محافظة حمص الشرقي، اعتبر العقيد دوريان أنه: "من الواضح تماما أن قوات النظام السوري والقوات الروسية الداعمة له ركزت على معركة مدينة حلب (شمالي سوريا)؛ مما أتاح الفرصة أمام داعش للسيطرة على تدمر". ومحذرا، أضاف أن "استعادة داعش لتدمر، والآليات القتالية الموجودة، تشكل خطرا على قوات التحالف والقوات التركية في آن واحد، وقد دمرت قوات التحالف مؤخرا العديد من الدبابات والمدافع وعتاد الدفاع الجوي التي سقطت في أيدي داعش". تحرير الموصل من الملف السوري، انتقل المتحدث باسم التحالف الدولي إلى الجارة العراق، حيث تتواصل عملية عسكرية عراقية، بدعم من التحالف الدولي منذ 17 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى (شمال) من مسلحي داعش. العقيد دوريان لفت إلى أنه "حتى الآن، جرى تحرير نصف الجزء الشرقي من الموصل". وهذه المدينة هي ثاني أكبر مدن العراق سكانا بعد بغداد، إذ يسكن الموصل قرابة 1.5 مليون نسمة، أغلبهم من العرب السنة، وهي أكبر مدينة لا تزال في قبضة "داعش"، وكانت أولى المدن التي سيطر عليها التنظيم الإرهابي صيف 2014، قبل أن يجتاح شمالي وغربي العراق. ومشددا على التضامن مع تركيا، أعرب المتحدث باسم التحالف الدولي، خلال مقابلته مع الأناضول، عن تعازيه لأسر ضحايا التفجيرين الإرهابيين، "الذين استهدفا أمن واستقرار تركيا" بداية الأسبوع الماضي، وأسقطا 38 قتيلا وعشرات الجرحى في مدينة إسطنبول. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :