استضاف نادي الأحساء الأدبي، الأديب والداعية الكويتي الدكتور محمد العوضي في محاضرة بعنوان: أديب في حياتي، وأدارها نائب رئيس النادي الدكتور خالد الجريان، وذلك ضمن فعاليات النادي احتفاء باليوم العالمي للغة العربية. في البداية، تحدث رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور ظافر الشهري، بكلمة رحب فيها بالمحاضر والحضور، معبراً عن سعادته بهذه المحاضرة، وتلبيته الدعوة، وأن المملكة تزدهر اليوم بالمناشط الثقافية والاقتصادية والمعرفية. واستهل العوضي، المحاضرة بالتطرق والحديث عن الأديب مصطفى صادق الرافعي، هذا الأديب التي كانت له إسهامات أدبية كبيرة، ودفاعه عن القرآن الكريم، وأن أدب الرافعي يجعل من الأدب أدباً، وأن أدب 14 قرناً هو أدب الرافعي، ولا مبالغة في ذلك، وأن للرافعي استعارات مبتكرة، وتشبيهات لم يسبق لها التاريخ الأدبي أن يتناولها، مشيداً بكتاب المساكين للرافعي، وتناول مجموعة من القصص الواردة في هذا الكتاب. وفي ختام المحاضرة، سلم الدكتور الشهري درع وإصدارات النادي للدكتور العوضي. ومن ضمن الأنشطة التي أقامها النادي ضمن الشراكة المجتمعية بين النادي وبين جامعة الملك فيصل متمثلة في قسم اللغة العربية بكلية الآداب وكانت أولى الفعاليات أصبوحة شعرية أقيمت صباح الثلاثاء 21/3/1438هـ في قاعة الواحة الساعة العاشرة والنصف صباحاً، وحضرها عدد كبير من منسوبي كلية الآداب، على رأسهم عميد الكلية الأستاذ الدكتور ظافر الشهري، والوكلاء سعادة الدكتور علي الشهري وكيل الكلية للدراسات العليا والبحث العلمي وسعادة الدكتور عبد العزيز التركي وكيل الكلية للشؤون الأكاديمية، وسعادة الدكتور صلاح السميح وكيل الكلية لخدمة المجتمع، والسادة رؤساء الأقسام، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس، وجمهور كبير من الطلاب اكتظت بهم القاعة، وشارك فيها الشاعران عبد الله الخضير، وعبد الله الملا وأدارها محمد الشمري؛ وهم من طلاب الدكتوراه في قسم اللغة العربية تخصص الأدب والنقد، وقد تألقا في عرض عدد من قصائدهم تنوعت موضوعاتها وكشفت عن امتلاكهما لموهبة حقيقية في الإبداع الشعري مما مكن كلا منهما من حصد الكثير من الجوائز ، كما لاقت قصائدهما استحسان جميع الحاضرين.. وجاءت الندوة العلمية حول اللغة العربية والإعلام، حيث شارك فيها الأستاذ الدكتور محمد السيد البدوي، والدكتور نضال الشمالي، وأدارها الدكتور أسامة عطية، وبعد التعريف بالمحاضرين قدم الدكتور البدوي (صورة اللغة العربية في الإعلام)، واستهل محاضرته بأبيات من قصيدة عنوانها: الصحافة قلب الأمة النابض، ثم تابع قائلا: اللغة العربية أقدم اللغات التي ما زالت تتمتع بخصائصها من ألفاظ وتراكيب وصرف ونحو وأدب وخيال. واللغة من الأمة أساس وحدتها، ومرآة حضارتها، ولغة قرآنها الذي تبوأ الذروة فكان مظهر إعجاز لغتها. وأورد بعض الأقوال لبعض العلماء الأجانب في أهمية اللغة العربية. يقول الفرنسي إرنست رينان: ((اللغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال، وهذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر، فليس لها طفولة ولا شيخوخة.)) ويقول الألماني فريتاغ: ((اللغة العربية أغنى لغات العالم)). فلزاما علينا أن نعترف بأن ضعف أمتنا في لغتها صار مشكلة، تتجلى مظاهرها على كل لسان إلا من رحم الله، ركاكة أسلوب، وتحريف صيغ، واستعمال كلمات في غير مواضعها أو بغير معانيها، ناهيك عن اللحن الإعرابي الذي لا يكاد يسلم منه لسان الخاصة. من هنا وجب علينا جميعاً مؤسسات وأفراد، مدارس وجامعات أن نسهم كل بما يستطيع من أجل التمكين للفصحى ونشرها، وتنشئة أبنائنا عليها حتى تستقيم عليها الألسن لنعيدها إلى سابق مجدها وجاءت محاضرة الدكتور نضال الشمالي بعنوان: أثر وسائل الإعلام في تحقيق النماء اللغوي قال فيها: اللغة كائن يحيا بالاستعمال ولا يمكن أن تنمو بمعزل عن المجتمع، فالشعوب الحيّة الحريصة تهتم بتراثها وهويتها ولغتها، وإذا فضّلت لغة على لغة أصبحت تابعة لها. لم تعرف العربية عبر تاريخها الطويل ما تعرفه اليوم من سرعة في النمو واندفاع في التطور بفضل الإعلام، لكن المعضلة تتجلى في تفوق الإعلام على اللغة وهيمنته عليها فتخضع له وتلين لإرادته، وما يزيد من هذا التفوق وضع الأمة الذي لا يمكن اللغة من الازدهار والتقدم. ولكن تبقى علاقة الاعلام باللغة علاقة تلازم. وقد استحدث الإعلام لمواكبة التسارع لغة وسيطة ثالثة توافقية قابلة للتداول واحتمال التسارع وبات اقصى ما يطلب إلى الإعلام هو احترام قواعد اللغة والمعايير المنظمة لها. ونتيجة لذلك تولد مظهران؛ الأول تمثل في لغة اعلامية واسعة الانتشار. والثاني شيوع الخطأ واللحن وتداولهما على أوسع نطاق. فأصبحت اللغة الهجينة أصلا والفصحى الأصيلة استثناء. وتقرّ الدراسة بأحقية وسائل الإعلام في تبسيط الفصحى لإكسابها مرونة في التداول إلا أن المعضلة تكمن في تداولها خارج ميادين الإعلام واتخاذها لغة للفكر والحضارة والتأدب. إن البداية السليمة للارتقاء بلغة الإعلام تبدأ من برامج الأطفال؛ لأن ملكة اللغة تنضج خلال الطفولة ثم تكوّن قاعدة تقوم عليها اللغة في المراحل التالية. وما سبق يؤكد أن للإعلام دورا محتملا في الارتقاء باللغة من خلال انتشاره وقدرته على التنمية اللغوية والاستجابة لمتطلبات التخطيط اللغوي، وعلى اللغة الإعلامية حتى تحقق فكرة النماء اللغوي أن تلتزم بقواعد العربية وأبنيتها وتراكيبها، وأن تفي بحاجات المجتمع، وأن تحافظ على مسافة معقولة بين لغة الخطاب اليومي ولغة الأدب والفكر الراقية. مع الأخذ بقانون العولمة الذي لا يرحم اللغة الضعيفة ولكنه يتيح في المقابل فرصا كثيرة لمن يرغب أن يطور لغته. وتعددت المداخلات، ومن أبرزها مداخلة الأستاذ الدكتور عامر الحلواني، والأستاذ الدكتور شهير أحمد دكروري، وسعادة الدكتور فهد الخريف رئيس قسم الدراسات الاجتماعية، وسعادة رئيس قسم اللغة العربية الدكتور عبدالله سعد بن فارس الحقباني، الذي أثنى على ما جاء في تلك الفعاليات، وكذلك على جهود طلاب الدراسات العليا بالقسم، وأضاف أن فعاليات متعددة قادمة يقوم بها طلاب القسم بإشراف اللجنة الثقافية، وبعد ذلك تحدث سعادة الدكتور علي الشهري وكيل الكلية للدراسات العليا والبحث العلمي، مثنيا على ما تناوله الباحثان من زوايا تكشف امتلاكهما لأدوات البحث العلمي، حيث أفاد الحاضرون مما طرحا المحاضران بوعي وعمق، وقد كان في تعدد تلك المداخلات وتنوع المناقشات حولها، ما يؤكد مدى الثراء الذي حظيت به تلك الفعالية
مشاركة :