علمت «الجريدة» من مصادر مطلعة في قطاع غزة أن إيران تدعم انتخاب رئيس الحكومة الفلسطينية الأسبق إسماعيل هنية، لتولي رئاسة المكتب السياسي لحركة «حماس»، في مواجهة القيادي بالحركة موسى أبومرزوق. وأوضحت المصادر أن استياء إيران من عدة أمور، بينها تصريحات أبومرزوق المسربة في بداية العام الحالي، والتي هاجم فيها طهران، معتبراً أنها لا تساند الحركة المسيطرة على القطاع، ودعْمُه لتوجه عودة «حماس» إلى المحور السني المعتدل في العالم الإسلامي، وإصلاح العلاقات بين الحركة ومصر، جعلها تفضل الابتعاد عنه. وأفادت المصادر بأن طهران ترى في شخص هنية «قيادياً مطواعاً»، ويمكنه تغيير توجهاته بمرونة، «فهو الآن يتبع توجهات وآراء رئيس المكتب السياسي الحالي خالد مشعل، وعند انتخابه بالمساندة الإيرانية فإنه بالطبع سيكون أكثر ولاء لتوجهاتها في المنطقة». وأشارت تقديرات المصادر إلى أن إيران التي عززت نفوذها العسكري في عدة بلدان عربية عبر دعم ميليشيات مسلحة، تعول على دعم هنية، إذا اختير زعيماً للحركة، لتوجه بعض قياديي الجناح العسكري لكتائب «عز الدين القسام» الذراع العسكرية لـ«حماس» إلى الانضمام لتيار إيران في المنطقة والانضواء تحت لوائها والعمل بالتنسيق مع قائد «فيلق القدس» بالحرس الثوري، قاسم سليماني، الذي يسعى إلى إنشاء موطئ قدم راسخ في قطاع غزة، بوصفه الحديقة الخلفية لإسرائيل، ثم يستكمل تطويق الدولة العبرية من جهات الشمال والجنوب ومن البحر المتوسط، مع تواتر أنباء عن إنشاء بلاده لقاعدة عسكرية بحرية على ساحل مدينة اللاذقية السورية. ولفتت المصادر إلى أنه إذا فاز هنية بالمنصب فإنه سيكون أول رئيس مكتب سياسي يُنتَخب من داخل الأراضي الفلسطينية، إذ تشهد الحركة حالياً نقاشاً حول مكان إقامته إذا أصبح زعيماً للحركة، وذلك خشية اغتيال تل أبيب له في غزة. وتتجه النية داخل «حماس» لاختيار قطر، التي تستضيف مشعل حالياً، كبلد إقامة لزعيم الحركة المقبل، بعد رفض تركيا لأسباب داخلية واستراتيجية.
مشاركة :