ظل هائما على وجهه لمدة عام في عدد من أحياء الرياض، حتى استقر به الحال في حي المصانع، شريدا ومجهولا ووحيدا، تبدو على حالته وسلوكه إصابته بمرض نفسي. ورغم أنه كان يتلقى مساعدات أهل الخير والمحسنين من ملبس ومأكل، إلا أن حالته كانت تزداد سوءًا يوما بعد يوم، حتى بدأ يرفض إحسان المحسنين. وهو ما دفع أحد سكان الحي بإبلاغ مركز أجواد للرعاية المجتمعية بالرياض، التابع للجنة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية، فتحرك لاستقطابه إلى المركز فريق «الوصول» الخاص بالمركز، والذي أنشئ لرعاية وتأهيل المرضى النفسيين التائهين والمشردين، وتمكن الفريق من العثور عليه. وأوضح المدير التنفيذي للجنة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية والمشرف على مركز أجواد للرعاية المجتمعية سعيد بن سالم الاسمري ان مركز أجواد تلقى اتصالا من أحد المواطنين يفيد فيه بأنه يلحظ وجود مريض نفسي بحي المصانع بالرياض منذ سنة وكانت تقدم له المساعدات العينية من أكل وشرب وخلافه، إلا أن حالته تدهورت وأصبح يرفض ذلك تماما. وأضاف: باشر الفريق الحالة، وكان في مكان غير لائق، وقد رفض في البداية المقابلة والتعاون ومرافقة الفريق للمركز، إلا أن الفريق استطاع بما يمتلكه من خبرات وقدرات مهنية من إقناعه واصطحابه للمركز في ساعة متأخرة من الليل، وكان رث الملبس والمظهر، حيث قدمت له خدمات العناية الشخصية والخدمات المناسبة، وبدأ يستجيب نسبيا، وسوف يخضع لبرنامج رعاية وتأهيل شامل في بيئة صحية مناسبة. ولفت الأسمري إلى أن مركز اجواد أنشئ ليتولى رعاية وتأهيل المرضى النفسيين التائهين والمرفوضين من قبل أسرهم، ومن لا يتلقون رعاية من أي جهة، إذ يعتبر هذا المركز هو الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط. وقدم الأسمري شكره للمواطن الذي ابلغ عن وجود هذا المريض داعيا الجميع الى التعاون لخدمة هذه الفئة التي هي بأمس الحاجة للدعم والمساندة. المزيد من الصور :
مشاركة :