ألهبت منظّمة «جيش العدل» البلوشي المنطقة بأسرها خمسة حرّاس حدود إيرانيين بداية فبراير الماضي ضمن عمليّة الخليفة «عثمان ابن عفّان» ردّاً على تصريحات «مصباح يزدي» مؤسّس «مؤسّسة الخميني» وعضو مجلس خبراء القيادة الإيراني واتهامه الخليفة بـ«العنصري والدنيوي ورجل العصابات»! وفشلت الدبلوماسيّة الإيرانيّة في إيجاد أيّة تسوية للأزمة على الرغم من استدعائها السفير الباكستاني بطهران ثلاث مرّات وتسييرها الوفود إلى إسلام آباد حيث يوجد فيها الأسرى وفقاً للمصادر، كما فشل الحرس الثوري في عمليّة البحث عن الأسرى رغم تمشيطه المنطقة واعتقاله عشرات البلوش. وأبدت إيران تعنّتاً في تلبية مطالب «جيش العدل» بإطلاق سراح ثلاثمائة أسير بلوشي لدى إيران وخمسين أسيرة سوريّة لدى «بشّار»، فردّت على المطالب بإعدام بعض الأسرى البلوش في سجونها. وألقت الأزمة بظلالها الكثيفة على العلاقات الإيرانيّة الباكستانيّة، وإعدام «جيش العدل» أحدَ الأسرى الخمسة، كثيراً ما أحرج إيران وحطّ من هيبتها. وللخروج من أزمتها الداخليّة، لفّقت طهران الاتهامات للدول العربيّة وفي مقدّمتها السعوديّة وقطر، وفقاً لموقع «فارس» التابع للحرس الثوري، بوصفه السعوديّة بـ«الداعم الأوّل لجيش العدل البلوشي» دون تقديم الأدلّة. وسارع «بروجردي» رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجيّة في البرلمان الإيراني، بتحميل الباكستان مسؤوليّة الحفاظ على أرواح الأسرى. والواضح أن الأزمة مؤهلة لمزيد من الاتساع وتماسك «جيش العدل البلوشي» وقوّته تجعل مِنْ بلوشستان رقماً صعباً ومؤثراً على العلاقات فيما بين دول المنطقة.
مشاركة :