تعاني الشابة البريطانية زوي روسكو البالغة من العمر 23 عاماً من حالات طبية معقدة تعرف بمرض التشوه الشرياني الوريدي للدماغ الذي يجعل المصاب به يتعرض بشكل مفاجئ لسكتات دماغية يتبعها شلل جزئي في حركة الأطراف ويؤدي مع تطوره سلبياً إلى انفجار فعلي في شرايين وأوردة الدماغ قد تنتهي بالوفاة نتيجة للنزيف الحاد. وكانت زوي قد تعرضت لأول سكتة دماغية قبل ثلاث سنوات وهي لم تبلغ العشرين من عمرها حيث بدأت أعراضها الأولية بتلعثم في الكلام وفقدان للتوازن واختلال الحركة والسقوط على الأرض أثناء تواجدها بيوم دراسي في جامعتها وظن غالبية من حولها قبل طلبهم للإسعاف أنها في حالة سكر مفرط لتدخل في غيبوبة حصلت بسبب سقوطها قبل نقلها للمستشفى. واحتار الأطباء في البداية في تشخيص حالتها الطبية قبل أن تبين لهم الأشعة التصويرية المقطعية تشابك وتقاطع منطقة معينة من شرايين وأوردة دماغها بشكل معقد جداً ليستنتجوا بعد بحث مكثف لوضعها الصحي أنها مصابة بذلك المرض الخطير والقاتل الذي تكون فيه بعض أوردة وشرايين الدماغ متشابكة مع بعضها مباشرة دون وجود الشعيرات الدموية الدقيقة للربط بينها. وتكمن خطورة هذا الداء في تسببه لتمدد الأوعية الدموية وتشكيلها لضغط هائل على الدماغ يؤدي في بعض الحالات المستعصية إلى انفجار الأوعية الدموية ونزف المريض بطريقة تكون سريعة وخارجة عن السيطرة وغالباً قاتلة وينتهي الأمر بوفاته بسبب العجز عن مساعدته في تلك اللحظة إذا لم يتم تشخيصه مسبقاً وعلاجه قبل تدهور حالته ويتم ذلك بمحاولة ترميم تلك المنطقة المصابة. وتكون أعراض من يعانون من التشوه الشرياني الوريدي للدماغ الذي يكون المصاب به مولوداً بتلك الحالة الطبية تعرضه لنوبات صداع شديدة تتطور إلى نوبات تشابه الصرع لتتحول إلى سكتات دماغية ولا يتم تشخيصه في معظم الحالات إلا بعد ظهور الأعراض على المريض. ولمثل حالة زوي فإن الطريقة العلاجية الممكنة حالياً والتي ستخضع لها هي تخثير تلك الأوعية الدموية من الشرايين والأوردة المتشابكة في دماغاها لتصغيرها وشبه عزلها وأن لم يفيد هذا العلاج فإن الطريقة الوحيدة المتبقية هي الخضوع لعملية جراحية معقدة لإزالة تلك الشرايين والأوردة وغلق مكانها ولكن قد ينتج عن ذلك في بعض الحالات الفردية نقص أو ضعف في القدرات الحركية أو الذهنية للشخص.
مشاركة :