قال الدكتور عادل الطريفي وزير الثقافة والإعلام، إن الأزمات التي يمر بها العالم الإسلامي تستدعي تضافر الجهود ووحدة الصف تحقيقاً لتطلعات الشعوب. وأوضح خلال كلمته التي ألقاها في مستهل الجلسة الافتتاحية للدورة الــ 11 لمؤتمر وزراء الإعلام لدول منظمة التعاون الإسلامي في جدة أمس، أن انعقاد المؤتمر، تحت شعار "دور وسائل الإعلام المتجدد في مواجهة الإرهاب والإسلاموفوبيا" يأتي في ظروف إقليمية ودولية مهمة تلقي بظلالها على العالم الإسلامي كما هو حاصل في سورية والعراق وغيرها، متمنيا أن تكون الدورة الحالية منطلقاً نحو بحث وإصدار ميثاق إعلامي إسلامي يختص بمكافحة ظاهرتي الإرهاب والإسلاموفوبيا. وأضاف: مما لا شك فيه أننا نعاني اليوم وأكثر من أي وقت مضى من تنامي ظاهرة الإرهاب، وهي الظاهرة التي استفحلت مستغلة ما تعانيه منطقة الشرق الأوسط من أزمات، أدت إلى اختطاف عدد من وسائل الإعلام التقليدي والحديث من قبل الإرهاب وداعميه. وأكد أن المملكة العربية السعودية تعد من أوائل الدول التي تعرضت لآفة الإرهاب من خلال أكثر من 100 عملية إرهابية منها 18 عملية نفذتها عناصر مرتبطة تنظيميًا بجهات حكومية خارجية، كما تم إحباط 268 عملية إرهابية قبل وقوعها، استشهد وأصيب بسببها عديد من مواطنيها والمقيمين فيها ورجال أمنها البواسل، بل وصل بالإرهابيين أن يعتدوا بالتفجير في شهر رمضان الماضي قرب الحرم النبوي الشريف. ولفت إلى أن المملكة قد عملت على إبرام عديد من الاتفاقيات الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب منها معاهدة منظمة التعاون الإسلامي لمكافحة الإرهاب الدولي في 1 يوليو عام 1999م، كما شكلت تحالفا إسلاميا من 40 دولة لمحاربة تلك المنظمات الإرهابية، وأصدرت التشريعات الخاصة بمكافحة الإرهاب للحد من آثاره محلياً وإقليمياً ودولياً، بل سبقت وبادرت بطرح فكرة إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، وذلك خلال المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عقد في الرياض عام 2005م، أنشئ من خلاله مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب الذي تبرعت له المملكة بمبلغ 110 ملايين دولار. وقد أكد وزراء الإعلام لدول منظمة التعاون الإسلامي، في ختام مؤتمرهم، أهمية مشروع القرار الذي قدمته المملكة الخاص بدور الإعلام في مكافحة الإرهاب والحث على إنتاج أفلام قصيرة لمجابهة ظاهرة الإرهاب عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام وإطلاق حملات إعلامية لنبذ العنف والتطرف والدعوة إلى الحوار والتعايش.
مشاركة :