دعا مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، السعودية، للانضمام إلى الجهود التي تبذلها موسكو وطهران وأنقرة في مجال تسوية الأزمة السورية. وقال تشوركين، خلال مقابلة مع قناة «روسيا 24»، أمس الأربعاء (21 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، تعليقاً على البيان الروسي التركي الإيراني المشترك، الذي صدر يوم الثلثاء الماضي: «من المهم للغاية أن هذا البيان يتضمن دعوة الدول الأخرى، التي تتمتع بالنفوذ على الأرض». وشدد المندوب الروسي، في هذا السياق، على بالغ «أهمية اتخاذ السعودية لموقف مشابه (لموقف روسيا وإيران وتركيا) وإطلاقها العمل في هذا الاتجاه».الجيش السوري يسيطر على حلب بعد إجلاء آخر دفعة من مسلحي المعارضة عواصم - وكالات ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأربعاء (21 ديسمبر/ كانون الأول 2016) أن الجيش السوري أصبح يسيطر الآن على حلب بعد إجلاء آخر دفعة من المسلحين من المدينة. لكن اثنين من مسئولي المعارضة قالوا إن عملية الإجلاء لم تكتمل وتباطأت وتيرتها بسبب الطقس السيئ. وقال مسئول إنه لا يزال هناك نحو ألفين من مسلحي المعارضة والمدنيين بانتظار إجلائهم. وقال المرصد الذي يراقب الحرب إن موقعاً صغيراً فقط على الأطراف الغربية للمدينة لا يزال في أيدي قوات المعارضة. و استؤنفت أمس (الأربعاء) عملية إجلاء السكان المحاصرين من آخر جيب تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب، في ظل عاصفة ثلجية تضرب المنطقة، في وقت يوشك الجيش السوري على إعلان استعادته السيطرة على كامل المدينة. وبشكل متزامن، وصلت حافلات تقل سكاناً من بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من الفصائل المقاتلة في محافظة إدلب (شمال غرب)، إلى مدينة حلب. وكانت عشرات الحافلات تنتظر منذ الثلثاء الضوء الأخضر للانطلاق من شرق حلب ومن الفوعة وكفريا، تطبيقاً لاتفاق روسي تركي إيراني بدأ تنفيذه الخميس بشكل متقطع. وانطلقت الحافلات بعد تأخير جراء الخلاف بشأن أعداد المغادرين وآلية خروجهم. وأفاد التلفزيون السوري الرسمي بعد ظهر أمس (الأربعاء) بخروج عشرين حافلة من شرق حلب «على متنها أعداد من المسلحين وعائلاتهم» في طريقها إلى منطقة الراشدين، تحت سيطرة الفصائل غرب حلب. وشاهد مراسل «فرانس برس» في منطقة الراموسة، جنوب مدينة حلب، الحافلات ونحو ثلاثين سيارة خاصة وهي تصل تباعاً إلى حاجز تابع للجيش السوري قبل إكمال طريقها مع استمرار تساقط الثلوج التي غطت الأرض وأعاقت التقدم السريع للحافلات. وقال إن درجة الحرارة انخفضت دون الصفر عند العصر. وفي وقت لاحق، أكد رئيس وحدة الأطباء والمتطوعين الذين ينسقون عملية الاجلاء من شرق حلب، أحمد الدبيس لـ «فرانس برس» وصول هذه الحافلات وعلى متنها 1500 شخص إلى الراشدين. وكان تم إجلاء 150 شخصاً من شرق حلب فجراً بالإضافة إلى عدد من الجرحى في حالات مستقرة. وأبدى الدبيس خشيته من أن يعيق تساقط الثلج عملية إجلاء كامل المحاصرين وأن ينعكس ذلك على «الحالة الصحية للنساء والأطفال والكهول على متن الحافلات، خصوصاً أنه لا يسمح لهم بالنزول منها ولا يقدم لهم الماء أو الطعام». «الناس مرهقون» وكتب المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، روبير مارديني في تغريدة عبر موقع «تويتر»: «أحوال الطقس سيئة جداً والناس مرهقون» قبل أن يصف استئناف عملية الإجلاء في تغريدة لاحقة بأنه «تطور مشجع». وأوضحت المتحدثة الإعلامية باسم اللجنة، إنجي صدقي لـ «فرانس برس»: «إنه تم إجلاء كل الجرحى والمرضى من ذوي الحالات الحرجة خلال الأيام الأخيرة من شرق حلب». وأحصت اللجنة منذ بدء عمليات الإجلاء الخميس، خروج أكثر من 25 ألف شخص من شرق حلب مقابل أكثر من 750 آخرين من الفوعة وكفريا، من دون احتساب حصيلة المغادرين أمس (الأربعاء). وبحسب الدبيس، فإن عدد الذين في شرق حلب «بدأ ينخفض مع انتقال العديد من العائلات إلى مناطق تحت سيطرة قوات النظام وأخرى تحت سيطرة الأكراد». وقال إن «آخرين يترجلون من الحافلات لدى وصولها إلى حواجز قوات الجيش السوري» تمهيداً للانتقال إلى غرب المدينة. وتزامناً مع خروج المحاصرين من شرق حلب، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» بوصول «أربع حافلات وسيارتي إسعاف تابعتين للهلال الأحمر وتقل جرحى ومرضى ونساءً وأطفالاً من كفريا والفوعة إلى معبر الراموسة قبل توجهها إلى مركز للإقامة المؤقتة» قرب حلب. وينص اتفاق الإجلاء في أول مرحلتين منه على خروج كل المحاصرين من شرق حلب مقابل خروج 2500 شخص من بلدتي الفوعة وكفريا. ويتضمن في مرحلة ثالثة إجلاء 1500 شخص آخرين من الفوعة وكفريا مقابل العدد ذاته من مدينتي الزبداني ومضايا المحاصرتين من الجيش السوري في ريف دمشق من دون أن تتم أي خطوات عملية بهذا الشأن. إجراءات «تنفيذية» وأوضح مصدر عسكري سوري في حلب لوكالة «فرانس برس» أمس (الأربعاء) أن سبب التأخير في استكمال عمليات الإجلاء كان مرتبطاً باجراءات «تنفيذية» تتعلق بتنسيق «إجلاء متزامن» من حلب والفوعة وكفريا. وقال إن «أكثر من 1700 شخص كانوا ينتظرون إجلاءهم من الفوعة وكفريا» صباح الأربعاء. وتوقع «انتهاء عملية الإجلاء». وأكد المتحدث باسم حركة «أحرار الشام»، وهي فصيل إسلامي نافذ، أحمد قرة علي لـ «فرانس برس» أنه سيتم «إخلاء كافة المحاصرين في شرق حلب على دفعات اليوم (أمس)». ويأتي استئناف عمليات الإجلاء بعد إطلاق الجيش السوري نداءات عبر مكبرات الصوت، حض فيها من تبقى من المسلحين والمدنيين الراغبين بالمغادرة على الخروج من حلب، تمهيداً «لتنظيف المنطقة بعد خروجهم». وعند انتهاء عمليات الإجلاء، يفترض أن يعلن الجيش استعادة مدينة حلب بالكامل، محققاً بذلك أكبر نصر منذ بدء النزاع السوري في العام 2011. وأعلنت كل من روسيا وإيران، أبرز داعمي دمشق، وتركيا، أبرز داعمي المعارضة السورية، إثر اجتماع ثلاثي في موسكو الثلثاء، الاتفاق على «أهمية توسيع وقف إطلاق النار» في سورية. روسيا تدعو السعودية للانضمام إلى جهود تسوية الأزمة السورية كما دعا مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، المملكة العربية السعودية، للانضمام إلى الجهود التي تبذلها موسكو وطهران وأنقرة في مجال تسوية الأزمة السورية. وقال تشوركين، خلال مقابلة مع قناة «روسي -24»، أمس (الأربعاء)، تعليقاً على البيان الروسي التركي الإيراني المشترك، الذي صدر أمس الثلثاء، نتيجة الاجتماع بين وزراء الخارجية والدفاع للدول الـثلاث في موسكو، والخاص بسبل تسوية الأزمة السورية: «من المهم للغاية أن هذا البيان يتضمن دعوة الدول الأخرى، التي تتمتع بالنفوذ على الأرض، للانضمام إلى بذل مثل هذه الجهود (في مجال التسوية السياسية للأزمة عبر إجراء المفاوضات الشاملة)». وشدد المندوب الروسي، في هذا السياق، على بالغ «أهمية اتخاذ السعودية لموقف مشابه (لموقف روسيا وإيران وتركيا) وإطلاقها العمل في هذا الاتجاه». كما أكد المندوب الروسي أن المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستافان دي ميستورا، نسق مع فريق الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، موعد المفاوضات السورية.
مشاركة :