أصدرت نيابة مكافحة الإرهاب الألمانية أمس الأربعاء (21 ديسمبر/ كانون الأول 2016) مذكرة جلب ورصدت مكافاة لاعتقال أنيس العامري باعتباره المشتبه به في الاعتداء بشاحنة على سوق عيد الميلاد في برلين وقالت إنه تونسي عمره 24 عاماً. كما أعلن مسئول أمني تونسي أن الشرطة التونسية تحقق مع أسرة العامري الذي أشارت مصادر ألمانية إلى أنه كان موضع ترحيل إلى تونس بعد رفض طلبه للجوء في ألمانيا كما أنه كان موضع تحقيق سابق للاشتباه في تحضيره لاعتداء. وقالت نيابة مكافحة الإرهاب الألمانية في بيان «إذا رأيتم الشخص المطلوب، أبلغوا الشرطة. لكن لا تعرضوا حياتكم للخطر، هذا الشخص قد يكون خطراً جداً ومسلحاً». ورصدت مكافأة بقيمة 100 ألف يورو لمن يدلي بمعلومات تقود إليه. وقال وزير الداخلية الإقليمي الألماني، رالف ييغر إن المشتبه به موضع تحقيق قضائي للاشتباه في تحضيره لاعتداء قبل الهجوم بالشاحنة في برلين مساء الاثنين والذي أوقع 12 قتيلاً. كما أنه طالب لجوء وصل في يوليو/ تموز 2015 إلى ألمانيا ورفض طلبه في يونيو/ حزيران الماضي. لكن سلطات ألمانيا لم تتمكن من طرده إلى بلاده لأن تونس احتجت لأشهر على كونه من مواطنيها. وأضافت السلطات الألمانية أن السلطات التونسية لم تعترف إلا أمس (الأربعاء)، بالصدفة، بأنه يحمل الجنسية التونسية ووفرت وثيقة سفر تتيح ترحيله. وتقدم سلطات برلين المشتبه به باعتباره قريباً من التيار السلفي الإسلامي. وبحسب صحيفة «بيلد» فإنه حاول تجنيد آخرين لتنفيذ اعتداء قبل عدة أشهر. وفي تونس أعلن مسئول أمني أن الشرطة تحقق مع أسرة المشتبه به. وبحسب نواب ألمان فإن حافظة أوراق تحتوي وثائق هوية عثر عليها في مكان اعتداء برلين، هي التي أتاحت للمحققين اقتفاء أثر المشتبه به. غير أن السلطات الألمانية تلزم الحذر خصوصاً بعد ما وقع الثلثاء مع القبض على باكستاني باعتباره المشتبه به الرئيسي في الاعتداء قبل التراجع عن ذلك. وذكر وزير الداخلية الألماني، توماس دي ميزيير في هذا السياق أن «المشتبه به لا يعني منفذ» الاعتداء. وبحسب وسيلة إعلام ألمانية فإن 150 شرطياً فتشوا بعد ظهر أمس مركز إيواء لاجئين في بلدة أمريخ غرب ألمانيا حيث أقام العامري لفترة. وقالت وسائل إعلام أخرى إن المشتبه به قد يكون مصاباً بجروح بسبب حالة قمرة قيادة الشاحنة التي استخدمت في الاعتداء والتي عثر على آثار دم فيها. ولذلك فقد أجرت الشرطة عمليات مراقبة لعدة مستشفيات في برلين، بحسب المصدر ذاته. وقالت الشرطة إنها تفحص 500 مؤشر بينها آثار حمض نووي جمعت من الشاحنة وصور كاميرات المراقبة وشهادات. وذكرت وسائل أعلام ألمانية أن السائق البولندي للشاحنة الذي يرجح أنه خطف وعثر عليه مقتولاً في قمرة القيادة، قد يكون حاول منع الاعتداء بلا جدوى. ولم تؤكد برلين بعد صحة تبني تنظيم «داعش» للاعتداء لكن النيابة قالت إن طريقة التنفيذ تشير إلى أنه اعتداء إرهابي يذكر باعتداء نيس الذي أوقع 86 قتيلاً في 14 يوليو في فرنسا. في موازاة ذلك، يتزايد الضغط السياسي على المستشارة أنجيلا ميركل ويتركز على سياستها المنفتحة في مجال الهجرة.
مشاركة :