كل الوطن- الخليج اون لاين :تسعى قوات نظام الأسد والمليشيات المتحالفة معها، منذ إعادة السيطرة على مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا قبل نحو عام، إلى الوصول إلى الحدود السورية-الأردنية المشتركة، لا سيما إلى معبري درعا القديم ونصيب الحدوديين، اللذين ما زالا تحت سيطرة الثوار، منذ تحريرهما في عام 2013. أبو عبد الله، القائد الميداني في الجبهة الجنوبية، وهي التشكيل العسكري الأبرز لقوات المعارضة والجيش الحر في جنوبي سوريا، أكد أن قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها، لم توقف اعتداءاتها على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، مشيراً إلى أنها تقوم يومياً باستهداف الأهالي فيها بالأسلحة المختلفة والطيران الحربي؛ بهدف تفريغها من السكان، لإعادة احتلالها وإعادتها إلى سلطة النظام. وأضاف لـالخليج أونلاين: إن قوات النظام أصبحت هي من يقوم بالمبادرات الهجومية، بفضل مشاركة الطيران الحربي الروسي إلى جانبها، بعد أن كانت تقف موقف الدفاع. وأكد أن القطعات العسكرية والأَلْوية التي تم تعزيزها بقوات من المليشيات الإيرانية واللبنانية والأفغانية، ولا سيما في درعا وأزرع والصنمين، تعتبر من أكثر التحصينات العسكرية صعوبة، بسبب قوة تسليحها، وكثافة عدد عناصرها، الأمر الذي يجعل مهاجمتها والاشتباك المباشر معها محفوفاً بالمخاطر. ولفت القائد الميداني إلى أن قلة السلاح الفعال وعدم وجود مضادات طيران، تسببا في تعطيل فتح معارك كبرى، ما جعل محافظة درعا تبدو هادئة على الصعيد الميداني، في حين هي في الواقع تشهد حراكاً كبيراً على جبهات عديدة في إطار عمليات كر وفر تتخللها اشتباكات محدودة. تضخيم إعلامي من جهته، أكد الناشط الإعلامي أبو محمد الدرعاوي لـالخليج أونلاين، أن تمكن قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها، من إعادة السيطرة على مدينة الشيخ مسكين الاستراتيجية الواقعة على طريق درعا دمشق القديم، شجعت قوات النظام على مواصلة محاولاتها للتقدم على بعض الجبهات القريبة من مراكز سيطرتها في الصنمين وأزرع والفقيع وبعض القرى التابعة لهما. واعتبر أبو محمد تقدم النظام جرى تضخيمه إعلامياً، مبيناً أن بلدة الفقيع هي بالأصل واقعة بالقرب من مناطق سيطرة النظام، وبسْط السيطرة عليها ليس بالإنجاز العظيم؛ لأن من يوجد فيها هم سكان القرية، وكتيبة تتبع للثوار بعناصر محدودة. ولفت إلى أن قوات النظام كانت غير مهتمة بأمر القرية، لكنها فجأة قامت بتحصين أطرافها، وطلبت من الأهالي مغادرتها، وإلا فستقوم بتدمير المنازل فوق رؤوس أصحابها، لتطلق بعد ساعات من الإنذار صاروخَي أرض أرض، وتبدأ بالهجوم للسيطرة عليها دون أن يكون أي وجود للثوار فيها. وأضاف: إن أهمية موقع القرية تكمن في قربها من خربة السريا وبرقا، وإن السيطرة عليهما تهدد بالتحكم في الطريق الواصلة إلى مدينة أنخل، وتعيق حركة المرور منها واليها، إضافة إلى أن السيطرة عليها تشكل قوة تحصين جديدة وخط دفاع عن مدينة الصنمين، ذات الوجود العسكري الأكبر في محافظة درعا. ولفت إلى أن قوات النظام، بسيطرتها على الفقيع، يمكنها أن تتخذ منها نقطة تحرك، وتمدد على طريق دمشق درعا القديم، وقضم المزيد من الأراضي والمناطق. لكن أبو محمد شكك في إمكانات قوات النظام، واصفاً إياها بأنها مهزومة من الداخل، مبيناً أن من يقوم بالعمل العسكري هي المليشيات التابعة لإيران وحزب الله، وبمساعدة الطيران الروسي، وأن وجود قوات النظام شرفي، كما قال. ابتزاز الناشط أبو ليث الحوراني، ذكر لـالخليج أونلاين أن قوات النظام استفادت من ضعف الإمكانات التسليحية للثوار، وبدأت بتنفيذ خططها الاستراتيجية في محافظة درعا، والتي تقوم على مبدأ الترغيب والترهيب وابتزاز الأهالي والضغط عليهم، للقبول بما يسمى (المصالحات الوطنية). ولفت الحوراني إلى أن الهدف الاستراتيجي الأهم لدى قوات النظام الآن في درعا، هو مواصلة قطع الطرق الرابطة بين المناطق، من خلال إعادة السيطرة عليها، وقضم المناطق منطقة وراء أخرى، وذلك بالانطلاق من المناطق الرخوة ذات الوجود القليل للثوار، للوصول إلى الجمرك القديم، الذي تبذل قوات النظام قصارى جهدها لإعادة السيطرة عليه. وتكمن أهمية الجمرك القديم في أن السيطرة عليه تعني السيطرة على الطريق الحيوي الذي يربط مناطق شرقي درعا بمناطق غربها، ومن ثم قطع كل الإمدادات عن الثوار. وأوضح الحوراني أن سقوط الجمرك القديم بيد قوات النظام، يعني إغلاق أحد شرايين درعا، كما سيسرع بسقوط معبر نصيب الحدودي، وهو ما تسعى إليه قوات النظام جاهدةً بعد أن تتفرغ من إعادة السيطرة على طريق دمشق – درعا الغربي، مشدداً على أن رغبة النظام حلم صعب المنال في الوقت الحالي، على حد تعبيره.
مشاركة :