وثيقة لها تاريخ : الشاعر فهد العبدالمحسن الفهد: «شايف أرانب وقتنا تنطح الفيل»

  • 12/23/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

في المقال السابق استعرضنا قصيدة الشاعر عبدالله السعد اللوغاني، التي أرسلها إلى صديقه الشاعر فهد العبدالمحسن الفهد، ومطلعها: قلت آه وا ويلاه مما جرالي ​​ مصايبٍ وهمومْ معها غرابيل واليوم نستعرض رد الشاعر الفهد على اللوغاني، وهو رد جميل ومليء بالمفردات التراثية والصور البلاغية الرائعة. يقول الفهد في مطلع رديته: أهلاً ابمكتوبٍ على الكيف جالي ​​يا مرحباً به عِد وَبل الهَمالِيل عِد المطر وعْداد رمل السهالي ​​او ما لعى الجمري ابروس المحاويل على صحيبٍ بالوفا راس مالي ​​يطرا اليا عدت ارجال المشاكيل ويؤكد أنه صادق في كلامه هذا، وأنه لا يقول ذلك من باب المجاملة، فيعبر بقوله: والله ماني جاذبٍ في مقالي ​​​ تثبيت ما أبديت نصب المعاميل ويستمر الفهد في ترحيبه بصديقه اللوغاني، ويستطرد في المدح، فيقول: هاذي وهايب من عزيز الجلالي ​​ جليل من يحظا بها بالرجاجيل إلا الذي حاز الوفا والمعالي ​​ قال المراجل من اكبار المحاحيل يا بن سعد جيلك جما الدّر غالي ​​ الله يثيبك وازنه بالمثاجيل بعد ذلك يبدأ الفهد بعرض مشاعره تجاه الحياة، فيقول إن الشعر وصل به إلى حد الضيق والملل، فقد أصبح الناس يرون التافهين يناطحون المتميزين، وأن أهل المال أصبحت لهم المكانة في المجتمع، فيما أهل العقل أصبحوا منبوذين: نَظم الشعر يا صاح جِد غَث بالي ​​ شايف أرانب وقتنا تنطح الفيل من صار عنده درهمٍ جيل والي ​​ وأهل العقل صاروا ابزي المهابيل جم واحدٍ جسمه من الذات خالي​​ ميسرٍ وسموه الرديين حلحيل وفي وسط القصيدة، يتجه الفهد إلى موضوعها الأساسي وهو الغزل، فيبدأ بكشف ما في قلبه تجاه الحبيب، فيقول: بِلْعيد يوم السبت ما طاب فالي ​​مشتاق وَثْر الشوق ناصِب مَحاحيل لا عاد عيدٍ فيه قرّب زوالي ​​ ما فيه دالٍ فيه بَلْوَت إسرائيل ما سال عن حالي وزان الجزالي ​​الله حسيبه يوم ينفخ إسرافيل ويمضي في وصف مشاعره ومكنونه، فيقول: اغشا إليا شِفت الحبيب اقْبالي ​​ يمشي ويرمي بلْعيون الجُواتيل اخبرت سِيد الروح بلْلّي جرالي ​​ ما فاد بالمجمول كِثر التُواسيل وَنّيت من فرقاه واعز تالي ​​ وَنت صويبٍ دايسينه هَل الخيل ويعود إلى الماضي قليلاً، ليبين كيف كانت حياته جميلة مع الحبيب، فيقول: بيّنت لك يا بن سعد شرح حالي والنفس مانِعها ازْمام التَعاليل يا زين وقتٍ يا عشيري مظالي ​​حِلْو النّبا معطين هيلٍ بلا جيل ويختم قصيدته بالقول: اليوم شانْ وزيّن الله فالي ​​لو غثّني نور القنادير ما سِيل نتوقف عند هذا الحد من القصائد التراثية الجميلة بين الشاعرين فهد العبدالمحسن الفهد وعبدالله السعد اللوغاني، ونعود في الأسبوع المقبل إلى الوثائق التاريخية النادرة بعون الله تعالى.

مشاركة :