عواصم - وكالات - اعلن وزير الداخلية الالماني توماس دي ميزيير امس، العثور على بصمات المشتبه فيه التونسي انيس العامري في «شاحنة الموت» التي استخدمت في الهجوم على سوق للميلاد في برلين ما أسفر عن مقتل 12 شخصا. وقال الوزير ان الادلة تشير الى «احتمال كبير ان يكون المشتبه فيه هو منفذ الهجوم» الذي وقع الاثنين، مضيفا انه «تم العثور على بصمات العامري في مقصورة القيادة في الشاحنة». وفي تونس، كشفت عائلة العامري (24 عاما)، أن ابنها غائب عن موطنه لمدة تناهز السبع سنوات لكنه أسرّ قبل أيام من الحادث لوالدته أنه سيلاقيها في «البقاع المقدسة». وقال والده (77 عاما)، لوسائل إعلام محلية، إن ابنه غاب عن المنزل لمدة تقارب سبع سنوات ولم يسبق له أن تحادث معه، لكنه يتواصل عبر الهاتف في شكل متقطع مع إخوته. وينحدر أنيس، وهو من مواليد عام 1992 في منطقة الوسلاتية التابعة لولاية القيروان، من عائلة فقيرة اذ يعمل والده حمالا وهو معاق وإحدى ذراعيه مبتورة. وحسب والده، فإن أنيس ترك الجامعة بعد أن درس لعامين ومن ثم غادر تونس. وصرحت نور الهدى والدة أنيس، لصحيفة «الشروق» المحلية، بأنها اتصلت بابنها منذ أيام وأرسل لها قبل فترة قصيرة هدايا وأموالا وحدثته عن رغبتها في زيارة البقاع المقدسة ورد عليها بأنه سيلاقيها هناك فاعتبرت ذلك مزحة. أضافت أن ابنها كان يرغب في العودة الى تونس لتسوية وضعه القضائي بعد تكليف محام. وقال شقيق للعامري، إنه هرب من حكم قضائي إثر الاشتباه في تورطه في سرقة شاحنة. لكن أثناء إقامته في مركز احتجاز المهاجرين في ايطاليا تورط في حرق مقر الاقامة وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات. ورجح مصدر اعلامي في وزارة الخارجية، أن يكون العامري غادر تونس مع آلاف آخرين ضمن موجات الهجرة السرية نحو سواحل أوروبا عام 2011 بعد سقوط حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي مستغلين حالة الانفلات الأمني في البلاد. وكانت شرطة مكافحة الإرهاب في تونس باشرت، استجواب والد ووالدة العامري العامري اللذين تم استدعاؤهما الى مركز الحرس الوطني في منطقة حفوز من ولاية القيروان. من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة «تاغيسبيغل» الالمانيو، أمس، أن مركزا للتسوق في حي برينتسلاور بيرغ في برلين أغلق بسبب انتشار قوات الشرطة وأن القطارات وخطوط الترام المحلية توقفت عن العمل في هذه المنطقة. أضافت أن سبب انتشار الشرطة غير واضح. وفي أعقاب هجوم الدهس، قررت فرنسا تعزيز إجراءات الرقابة على الحدود مع ألمانيا. وذكرت محطة «فرانس بلو الزاس» المحلية الفرنسية، أن سلطات باريس سترسل 200 شرطي وجندي إضافي على الحدود في منطقة الزاس وحدها المتاخمة لولاية بادن فورتمبرغ الألمانية. وأعلنت الشرطة الدنماركية أنها فتشت ميناء وعبّارة في شمال البلاد بعد بلاغ عن مشاهدة المشتبه فيه الرئيسي في هجوم الدهس في برلين هناك، إلا أن التفتيش لم يسفر عن أي نتائج. من ناحيته، دان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب هجوم برلين ووصفه بأنه «هجوم ضد الإنسانية». وأنحى ترامب باللائمة في هجوم برلين على «إرهابيين إسلاميين يواصلون ذبح المسيحيين في مجتمعاتهم ودور عباداتهم في إطار جهادهم العالمي». وسأله الصحافيون خارج منتجعه في مار-إيه-لاجو في بالم بيتش بفلوريدا اليوم عن البيان فقال «إنه هجوم ضد الإنسانية ويجب أن يتوقف». أضاف ترامب: «ما يحدث أمر مشين» مضيفا أنه لم يتحدث مع الرئيس باراك أوباما منذ هجوم برلين أو اغتيال السفير الروسي في تركيا وكلا الحادثين وقعا الاثنين.
مشاركة :