القاهرة: الخليج وسط حالة من الهدوء، رحل الكاتب والأديب الكبير أبو المعاطي أبو النجا عن عمر يناهز 85 عاماً، بعد أن خاض صراعاً طويلاً مع المرض، تاركاً العديد من الأعمال الإبداعية، أهمها، روايته الشهيرة العودة إلى المنفى، التي تؤرخ لفترة مهمة من التاريخ المصري، من خلال شخصية الزعيم الشعبي البارز عبد الله النديم. ولد أبو النجا عام 1931 بمحافظة الشرقية، وتلقى التعليم الديني في أحد معاهد مدينة الزقازيق، ثم التحق بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، وحاز على ليسانس في اللغة العربية، ثم حصل على دبلوم التربية في جامعة عين شمس. وفور تخرجه عمل مدرساً للغة العربية بوزارة التربية، ثم عين رئيساً لتحرير مجمع اللغة العربية بالقاهرة طوال 12 سنة. صدر لأبو النجا سبع مجموعات قصصية، على رأسها فتاة في المدينة، وهي مجموعته الأولى، والابتسامة الغامضة، والناس والحب، والوهم والحقيقة، ومهمة غير عادية، والزعيم، والجميع يربحون الجائزة، وله روايتان هما المجهول، والعودة إلى المنفى، التي حصل بها على جائزة الدولة التشجيعية، وقد صدرت الطبعة الأولى لهذه الرواية في عام 1969 وهي فترة عصيبة من تاريخ مصر، حيث أعقبت هزيمة 67 وتشابهت في ظروفها وملابساتها مع المرحلة التي تلت الثورة العرابية واحتلال مصر، إذ تحول حلم الثورة وآمالها إلى كابوس ولغز اختلف الناس في تفسيره بحثاً عن طريق إلى النور. وانطلاقاً من حسه الوطني، اتخذ الكاتب من حياة خطيب الثورة العرابية موضوعاً لروايته، حيث استدعى شخصية عبدالله النديم الذي عاد من منفاه بفلسطين في مثل تلك الظروف إلى منفى جديد في وطن مستعبد يأسر أهله جراح الهزيمة. كما يعد أبو المعاطي أبو النجا - حسب قول الكثير من النقاد والمثقفين - من أبرز الأدباء العرب الذين يكتبون القصة النفسية، ويعبرون بدقة عن المشاعر الداخلية للإنسان. وتحمل أعماله الإبداعية سواء القصصية، أو الروائية، تجارب حافلة بكل ما هو إنساني، فهو يرصد الواقع بمفرداته الحسية، ويتوغل في التفصيلات الدقيقة للشخصية الإنسانية، ولم يقع أسير الواقع الحرفي، ولم يهرب إلى عالم الفانتازيا بتهاويله الخرافية، لذا نجح في نسج خيوط تجربته الإبداعية، فوصفه النقاد بأنه أبرع أديب عربي كتب القصة النفسية.
مشاركة :