أعلنت قوات الجيش العراقي، أمس، مقتل 23 شخصاً، بينهم ثمانية من عناصر الشرطة، بتفجير ثلاث سيارات مفخخة استهدفت سوقا شعبية في بلدة كوكجلي الواقعة شرق مدينة الموصل، وتبناه تنظيم «داعش»، فيما دعا وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، إلى ضرورة مكافحة الإرهاب ثقافياً وفكرياً، وإدانة من يروجون لهذا الفكر الإرهابي. وفي التفاصيل، أوضح بيان صادر عن قيادة العمليات المشتركة «استشهد 15 مدنياً وثمانية من الشرطة، بتفجير إرهابي بثلاث سيارات مفخخة استهدفت سوق كوكجلي». وكوكجلي، التي استعادت القوات العراقية السيطرة عليها من أيدي المتطرفين، في بداية نوفمبر، تقع على الأطراف الشرقية لمدينة الموصل. وكانت الحياة بدأت تعود إلى هذه البلدة تدريجياً، وباتت الأسواق التي تجلب بضائع من أربيل تعج بالمتسوقين القادمين من الأحياء الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية. وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن هذا الهجوم، في بيان نشره على موقع «تويتر»، مؤكداً أن العمليات نفذها ثلاثة انتحاريين. • منظمة حقوقية تقول إنها وثّقت 29 حالة تجنيد أطفال أكراد وإيزيديين قامت بها «وحدات حماية الشعب الكردية» و«وحدات مقاومة شنكال». من جانبه، قال الجعفري، في مؤتمر صحافي، عقده أمس، عقب لقائه مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، إن «أي معالجة لآفة الإرهاب ستكون عرضية ما لم تتم المعالجة الثقافية والفكرية لهذا الفكر المتطرف». وأضاف الجعفري أن «أكثر ما نحتاجه لمواجهة الإرهاب هو وجود بنية ثقافية»، مؤكداً أن بقية الأمور الأخرى مهمة جداً لمعالجة تلك المشكلة، لكن «ما لم تؤمّن الدول لنفسها قاعدة ثقافية أو معادلاً ثقافياً، يصبح العلاج لظاهرة الإرهاب علاجاً عرضياً لا يمس جذر المشكلة». وتابع الجعفري «نحن نطمح الآن، على مستوى الثقافة، إلى استخراج قانون يدين الإرهاب كفكر، وأن يدان أصل الفكر الإرهابي، وبالتالي كل من يروج لهذه الثقافة يجب أن يدان». وقال «إن مسألة الإرهاب أصبحت ثقافة قتل وسفك دم، وإن المعادل لهذه الثقافة هو حقن الدم والحفاظ على سلامة المواطنين وسيادة الدول، وهذا كثقافة مجتمعية». وقال الجعفري «لقد وجدت تفاهماً ممتازاً في التعاون بين العراق ومصر في المجال الأمني وأكثر من ذلك، بالإضافة إلى التعاون الفكري والثقافي القائم»، مضيفاً أن «مصر باعتبارها الدولة العربية الكبيرة بتاريخها وتجربتها تعاني وتكتوي أيضاً بنار الإرهاب، ونحن مستعدون لمزيد من التعاون في هذا الشأن». وأشار الجعفري إلى أن لقاءه مع الأمين العام لجامعة الدول العربية كان حافلاً، وتم خلاله تبادل وجهات النظر، وإجراء تقييم للمؤتمر العربي الأوروبي، والنجاحات التي حققها بصورة عامة. وأوضح أن التركيز خلال المناقشات كان حول الملف العراقي وما تضمنه الإعلان الوزاري العربي الأوروبي المشترك من دعمه لموقف العراق في مواجهة التحديات التي يواجهها، وحرصه على متابعة آخر التطورات على الساحة العراقية، خصوصاً ما يتعلق بالموصل. وأضاف أنه تم التأكيد خلال المحادثات على أهمية عودة العراق ليحتل مكانته الطبيعية على الساحة العربية، لما لها من عمق حضاري ومكانة في قلب العالم العربي. وتابع «تحدثنا مع أبوالغيط عن دعم تسهيل قدوم العراقيين بصفة عامة والطلاب بصفة خاصة، لترويج ملفات الصناعة والتجارة والسياحة». وقال الجعفري «إن العراق يفتح قلبه وأرضه لاستقبال المصريين للسوق العراقية». في سياق آخر، قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، أمس، إن جماعتين عراقيتين مسلحتين ترتبطان بحزب العمال الكردستاني، تجندان أطفالاً للقتال. وأضافت المنظمة أنها وثّقت 29 حالة تجنيد أطفال أكراد وإيزيديين، قامت بها «وحدات حماية الشعب الكردية» الذراع المسلح لحزب العمال الكردستاني، و«وحدات مقاومة شنكال». وجاء في بيان المنظمة أنه «في حالتين خطفت جماعات مسلحة أطفالاً أو أساءت لهم بشكل بالغ عند محاولتهم ترك هذه الجماعات». وقالت المنظمة «يجب على تلك الجماعات تسريح الأطفال والتحقيق في الإساءات والتعهد بالتوقف عن تجنيد الأطفال وإيقاع العقوبة المناسبة بالقادة الذين يخالفون ذلك». وقالت المنظمة إن بعض الأطفال الذين قابلتهم شاركوا في القتال، بينما قام عدد آخر بحراسة نقاط تفتيش أو تنظيف وإعداد الأسلحة.
مشاركة :