يستضيف متحف الشارقة للخط 50 عملاً تحت عنوان إبداع فنانات من جنوب شرق آسيا، ويستمر المعرض، الذي انطلق أمس الخميس، بحضور الأديب محمد المر، بحضور مدير عام إدارة متاحف الشارقة، منال عطايا، والخطاط بلعيد حميدي، حتى الثالث من مارس المقبل، وهو عبارة عن مجموعة من الأعمال الفنية في مجال الخط العربي، تتضمن قصائد وأبيات شعر وآيات قرآنية بخطوط عربية وإسلامية متنوعة، تشمل الكوفي والنقش والرقعة والديواني والتعليق، نظمتها مجموعة من الفنانات الموهوبات ينتمين لثلاث دول في جنوب شرق آسيا، هي سنغافورة وتايلاند وإندونيسيا، تتلمذن على يد فنان الخط المغربي الشهير بلعيد حميدي، الذي أجاز المئات من الطلاب والطالبات القادمين من خارج العالم العربي، أثناء إشرافه على دراسة وتدريس فن الخط بنظام الإجازات التقليدية في الأزهر الشريف. وقالت الفنانة عتيقة بن سحيمي، (سنغافورة)، لـ«الإمارات اليوم»: «تتلمذت على يدي الشيخ بلعيد، وحصلت على إجازات في كتابة الخط العربي بألوان وأنماط مختلفة، مثل خط الجلي التعليق»، ولفتت إلى أنها بدأت الدراسة في الخط العربي مع الشيخ بلعيد منذ العام 2011، وحصلت على الإجازة في العام 2014، واستمرت في تعلم الخط حتى العام الجاري. فخور بما أرى قال الخطاط بلعيد حميدي، «أنا فخور جداً بمشاهدة أعمال طالباتي السابقات تعرض أمام زوار متحف الشارقة للخط، والآن بفضل الجهود المشتركة للمتحف وبينالي الشارقة للخط، أصبحت الشارقة مركزاً عالمياً للتعرف بفنون الخط الإسلامي والاطلاع على لوحاته الفنية الفريدة». وتابع: «توفر أعمال 12 من الخطاطات الموهوبات إلهاماً للنساء في مختلف أنحاء المنطقة وبقية العالم، وفرصة للاطلاع على أسلوب فني يتمتع بأهمية كبرى، وتقدير تاريخي ضمن التراث الإسلامي والفنون المتعلقة به». وأشارت إلى أن لكل خط سنداً خاصاً به، فخط جلي التعليق يعود سنده إلى خط سامي أفندي، وخط النسخ يعود إلى شوقي أفندي، وهكذا. وعبرت عن فرحتها وسعادتها بالمشاركة في المعرض. وقالت الفنانة (أم النساء)، (إندونيسيا)، لـ«الإمارات اليوم»، إنها تعلمت عند الشيخ بلعيد، لسنة كاملة، وحصلت على إجازة في الخط، وتتقن مختلف أنواع الخطوط، وهي سعيدة بالمشاركة في هذا المعرض، الذي يعتبر فرصة لها كي تتعلم المزيد بما يثري تجربتها، كما أنها فرصة لتعريف المختصين والجمهور والزوار بمستوى وجودة خطها، وجمالياته. وقالت مدير عام إدارة متاحف الشارقة، منال عطايا، «يعد تقديم الأعمال الفنية الإسلامية أو المرتبطة بالتراث الإسلامي والآتية من مختلف أنحاء المنطقة، والأعمال التي يقدمها فنانون من مختلف أنحاء العالم، من ضمن الأهداف الرئيسة التي تسعى إدارة متاحف الشارقة إلى تحقيقها». وتابعت: «لهذا، نتشرف باستقبال بلعيد حميدي، الذي يحظى بتقدير كبير في مجال فن الخط العربي، ونتطلع قدماً لتعريف زوار المتحف بموهبته، وتقديم الأعمال الفنية المميزة التي أبدعتها مجموعة من الطالبات اللواتي تتلمذن على يديه. ويعد المعرض فرصة رائعة لمحبي الفنون الإسلامية ولوحات الخط العربي، لأن يتعلموا من أحد أهم الرواد في هذا المجال». ولفتت إلى أن فن الخط الإسلامي يتمتع بتراث غني في منطقة جنوب شرق آسيا، فمع وصول الإسلام إلى هذه المنطقة، واعتناق شعوبها الدين الحنيف، بدأوا بتعلم لغة القرآن الكريم وكتابته وتخطيطه باللغة العربية. وأشارت إلى أن بلعيد حميدي قدم إسهامات كبيرة ومهمة في تطوير معايير فن الخط العربي لدى دارسي هذا المجال في جنوب شرق آسيا. وفي عام 2008 بدأ بتدريس نظريات وتقنيات الخط للطلاب والطالبات الوافدين إلى الأزهر الشريف. وأسفرت جهوده عن تطوير جيل من الخطاطين المجازين المحترفين، الذين نقلوا هذا الفن إلى بلدانهم، حيث افتتحوا مدارس لتعليم فن الخط العربي في دول عدة، تشمل إندونيسيا وسنغافورة وتايلاند والصين وماليزيا، بالإضافة إلى دول أخرى.
مشاركة :