«الكرك».. قلعة الصمود في الأردن

  • 12/23/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عمّان: الخليج أطلقت مراجع تاريخية متطابقة على قلعة الكرك الأثرية في الأردن، جدار الصمود والدرع الواقية على مر العهود، وتعود أساسات تشييدها إلى عام 860 قبل الميلاد. القلعة الواقعة على بعد نحو 120 كيلومتراً جنوبي العاصمة عمّان، تعد إحدى أكبر وأهم القلاع التي شيدت في الأردن وبلاد الشام، وتبلغ مساحتها نحو 25 ألف متر مربع، وترتفع 900 متر فوق مستوى سطح البحر، وتطل من ارتفاعها على أطراف وجوانب المدينة. أنشئت أساسات القلعة في عصر المؤابيين دون إكمالها آنذاك، ورغم ذلك كانت أجزاؤها المشيدة بمثابة مقصد حيوي مهم، وتدل التماثيل المنقوشة على استخدامها في مرحلة الأنباط مع التأسيس الأوّلي، وتزايدِ حضورها في العصر الروماني ثم البيزنطي، وتنامي قيمتها مع الفتوحات الإسلامية. برز دور القلعة صموداً ومناعة في وجه المعتدين في عهد صلاح الدين الأيوبي، وكانت بمثابة السد الدفاعي الأول في المنطقة حينها. ووفقاً للدراسات البحثية، تباينت استخدامات وأهمية القلعة في عهود مختلفة، بينها الفاطمي، والصليبي، والمملوكي والعثماني، وشيّدت بالكامل عام 1142 ميلادية، لحماية الجهة الجنوبية من بلاد الشام، وتأمين الطريق بين دمشق ومصر إبّان الحروب الصليبية، وكانت من الحصانة والقوة بحيث تفوقت على قلاع سبقتها. احتلت القلعة مكانة مضاعفة مطلع الألفية الأولى، وطوال عشرات السنوات، وذلك بتحكمها في طرق المواصلات في إقليم الأردن بين الشام من جهة، والحجاز ومصر من جهة أخرى، وتحوّلت من مصدر تعرّض للقوافل التجارية عبر حاميتها، إلى مقصد للأمن، ولفظ جميع المهاجمين وسقوط المعتدين لاحقاً. وحسب التسلسل التاريخي، شهدت القلعة في عهد المماليك تطوراً في مرافقها وتشييداً إضافياً، شمل مجموعة أبراج وتحصينات، ورمّمها الظاهر بيبرس، واستعادت قيمة محورية مع نحو مئة عام. وفي توصيف للقلعة ضمن كتاب تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، يتحدث محمد بن عبد الله ابن بطوطة، عن بناء من أعجب أنماط القلاع وأمتعها وأشهرها، تحيطه أودية، ويتصدره باب واحد ضخم، نُحت المدخل إليه في الحجر الصلد، يقود إلى دهليز يؤدي إلى عتبات تمر على ما يشبه طابقين رئيسيين متداخلين، وسطح، مع وجود سراديب واسعة. مقصد للزائرين تؤكد وزارة السياحة والآثار التي حوّلت القلعة إلى متحف منذ عام 1980 تشكيلها مقصداً رئيسياً للزائرين على مدار العام. ويعرّف الكتاب السياحي للمملكة، القلعة بأنها تلخيص لأهم مراحل تاريخية تعاقبت على المكان، وهي لا تزال تحتفظ بأركانها الحجرية الصلبة، وتقع تحديداً في الجانب الجنوبي من هضبة مثلثة أعلى مدينة الكرك، يبلغ طولها 220 متراً، وعرضها بين 125 متراً في جانبها الشمالي، و40 متراً في جانبها الجنوبي، وتطل على وادٍ بارز. وتشتمل القلعة على ممرات تؤدي إلى غرف حصينة، قُسّمت منذ تحويلها إلى متحف بحسب العصور، ابتداء من الحجري إلى الحديث والبرونزي والحديدي، وتوجد قطع أثرية نبطية ورومانية وبيزنطية في الساحات الداخلية.

مشاركة :