بعد أسبوع واحد من إنتاجها فيلماً مسيئاً عن المرأة السعودية، أعادت صحيفة «نيويورك تايمز»، تشغيل الأسطوانة المشروخة عن أوضاع المرأة السعودية بلا مناسبة، فقد فاجأت مستخدمي موقع «تويتر» بأن طالبتهم بإبداء آرائهم في المجتمع السعودي وموقع المرأة فيه.. - فلماذا تبقى «المرأة السعودية» الموضوع المفضل لدى الصحافة الغربية رغم ما تحقق للمرأة من حقوق ومكتسبات وما تضطلع به اليوم من دور كبير ومتصاعد في مجتمعها؟ وما الأهداف الحقيقية لحملة ال «نيويورك تايمز» ومن يقف وراءها؟ وما المبادرات المطلوبة لوضع حد نهائي لهذه القضية المفتعلة التي يتاجر بها الإعلام الغربي منذ زمن طويل؟ المشاركون في القضية - أ. د. عبد الرحمن أحمد هيجان: عضو مجلس الشورى. - د. أحمد بن موسى الضبيبان: وزير مفوض/ الأمانة العامة لمجلس التعاون/ مدير التعاون الإعلامي. - نجيب عصام يماني: كاتب إعلامي. - محمد أحمد الحساني: الكاتب الصحفي المعروف. - د. وفاء عبد العزيز محضر: مستشارة وأستاذ الإدارة التربوية والتخطيط بجامعة أم القرى. - د. يوسف بن مطر المحمدي: عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. - د. سحر رجب: أديبة وكاتبة وإعلامية ومستشار نفسي وأسري. - بسام فتيني: كاتب إعلامي. - سعاد سراج قنديل: أخصائية العلوم السلوكية البشرية من جامعة كانساس بالولايات المتحدة الأمريكية، حاصلة على درجة الماجستير بالصحة النفسية وجودة الحياة من جامعة كوبن ميري ببريطانيا. إنهم يجهلوننا يبدأ د.عبد الرحمن هيجان القصة من آخرها، من نقطة رد المرأة السعودية المفحم عند ظهور هذا التهريج في صحيفة النيويورك تايمز وقد كان واضحاً وجلياً وهو أن عليكم أن تهتموا بقضاياكم ونحن أدرى بشؤوننا وقضايانا، مضيفاً أن الصحافة الغربية حتى هذه الساعة لم تدرك التغيرات التي حصلت من حولها في المملكة العربية السعودية فيما يختص بشؤون المرأة فلقد قدمت المملكة على مدى أكثر من خمسين عاماً برامج متطورة لجميع فئات المجتمع في المملكة من الرجال والنساء ابتداء من برامج التعليم التي ارتقت بالمرأة السعودية التي أصبحت اليوم تشاطر الرجل إن لم تكن تزد عليه في مخرجات التعليم من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الجامعية كما كانت المرأة شريكاً متساوياً مع الرجل في برامج الابتعاث العالمية وبرامج الإيفاد الداخلية. علاوة على ذلك فإن المرأة السعودية اليوم هي على اطلاع تام بما يجري داخل المملكة وبما يجري في العالم من حولها من قضايا ومشكلات وبالتالي لا يوجد لدى المرأة السعودية الآن ما تخفيه من قضايا عن الداخل أو عن العالم فهي تستطيع أن تحدد قضاياها وأن تناقشها بموضوعية كاملة، كما أن المرأة السعودية مشاركة في جميع البرامج العالمية المتناغمة مع قيمنا الداخلية ابتداء من برامج هيئة الأمم المتحدة ومروراً ببرامج المنظمات الدولية فيما يتعلق بحقوق المرأة أو بحقوق الإنسان. إن إعلان النيويورك تايمز عن الطلب من المرأة السعودية أن تمدها بقضاياها الداخلية لهو دليل جهل من هذه الصحيفة بقضايا المرأة في المملكة وهذا أمر مثير للغرابة والدهشة والسخرية. لقد درجت وسائل الإعلام في جميع دول العالم أن تثير قضايا وتناقشها لا أن تطلب من الآخرين قضايا حتى تناقشها. الأمر الآخر أن الإعلام الغربي بصفة عامة بما في ذلك النيويورك تايمز يبدو أنهم لم يعودوا يجدون في قضايا المرأة العالمية ما يشفي أخبارهم ويعطيها الموضوعية والانتشار وذلك بسبب الحملات التي وجهت إلى المرأة خارج المملكة، ما جعل مناقشتها بالنسبة للنيويورك تايمز أمراً مكروراً ومستهلكاً وبالتالي فإنها تبحث الآن عن قضية ذات قيمة ومعنى بالنسبة للقارئ العالمي وقد وجدتها في الطلب من المرأة السعودية أن تمدها بالقضايا للنقاش. بعضنا يخدمهم هناك أيضاً - بحسب د.هيجان - نقطة جديرة بالتنبيه وهي أن من أبناء وبنات المجتمع من يختبؤون وراء المواطنة وهم في واقع الأمر يرشدون ويدلون وسائل الإعلام الغربية مثل النيويورك تايمز على افتعال مثل هذه القضايا المتعلقة بالمرأة السعودية، لقد حاولوا كثيراً أن يبحثوا عن قضايا للمرأة السعودية وغردوا طويلاً حول قيادة المرأة للسيارات وكان الرد الحازم من المجتمع وقيادات هذا المجتمع ولعلنا نتذكر جميعاً رد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - عندما أشار إلى أن هذه القضية شأن داخلي فإذا أرادت المرأة أن تقود السيارة فلا يوجد ما يمنعها ولا يوجد أيضاً ما يجبرها على ذلك.. إذاً نحن أمام صحافة أصبحت تفتش بمعنى الكلمة عن قضايا للمرأة السعودية بعد أن فشلت أطروحاتها السابقة فلقد أخذت التعليم على سبيل المثال مثل قيادة السيارة وأخذت عليه دهراً طويلاً من الكتابة والنقاش والتحليل واستطعنا بحكمة قيادة هذا البلد وبتوفيق الله أن تصل المرأة وتأخذ حظها من التعليم، فلم نعد نسمع الإعلام الغربي يتكلم عن هذه القضية ثم أخذ بعد ذلك يتحدث عن توظيف المرأة السعودية ووجد بعد فترة أن برامج التوظيف في المملكة للمرأة السعودية قوية وحاضرة، واليوم يجد الغرب أن المرأة السعودية هي التي تدافع عن قضاياها وهي أدرى بشؤونها وليس أدل على ذلك أن في داخل المجتمع السعودي هناك قضايا متعددة كما هو الحال بالنسبة للرجل تناقشها المرأة داخلياً وعالمياً ويتفقون أو يختلفون في أطروحاتهم حول هذه القضايا شأنهم شأن أي مجتمع آخر. وأخيراً لا بد من القول إننا في المملكة لم يعد يزعجنا مثل هذه الأطروحات المتعلقة باستقطاب المرأة أو استقطاب الرجل أو استقطاب فئة معينة من المجتمع لإدراكنا التام أننا نمثل اليوم رقماً عالمياً محدداً في تصنيف الكبار وبالتالي فإن وسائل الإعلام تحرص على أن تكون مادتها الإعلامية من المملكة وإلا كان بإمكانها أن تنصرف إلى أي دولة عربية أو دولة عالمية أخرى لكنها تدرك تماماً أن النشر عن المملكة العربية السعودية هو أكثر وقعاً وتأثيراً وجاذبية للقارئ والمشاهد والمستمع في مجال الإعلام. قضية مثيرة من واقع خبرته الإعلامية، يدعونا د.أحمد الضبيبان إلى أن نكون واقعيين فالمرأة السعودية موضوع مفضل لدى وسائل الإعلام في الداخل والخارج، خاصة عندما تكون من صحف الإثارة لأني على يقين أن هذه الصحف ووسائل الإعلام بوجه عام تستخدم المرأة لتحقيق أغراض متعددة ليس من بينها، خدمة المرأة السعودية، فالمرأة وقضاياها في كل مكان وليس السعودية فقط باب واسع يمكن من خلاله الدخول إلى المجتمعات مهما كان وضع المرأة في هذه المجتمعات، فلو أخذنا على سبيل المثال المرأة الغربية لوجدنا من يدعي حمل لواء الدفاع عن حقوق المرأة وفق رؤيته بينما المرأة وفق الرؤية الإنسانية وليس الشرعية منتهكة أسرياً واقتصادياً وسياسياً، فجلهم كما قال الأمير نايف - رحمه الله - يسعى للوصول إلى المرأة وليس للدفاع عن المرأة... لكن الضبيبان يتحفظ عند محاولة تحديد الدوافع وراء حملة نيويورك تايمز الأخيرة، فيقول: لا يمكن لي في غياب المعلومة الموثقة أن أجيب عن هذا السؤال بأسلوب علمي، ولكن استقراء الأحداث يؤكد أن هذ الحملة تسعى لتحقيق أهداف عدة ليس منها مصلحة المرأة السعودية، والدليل أين هذه الصحيفة من المرأة المسحوقة في سوريا وفي فلسطين وفي ومناطق الصراع في العالم العربي وخارجه، بل أين هي من المرأة الأمريكية المضطهدة التي تعاني قضايا التحرش والابتزاز وتعامل في أماكن معروفة بأشد أنواع السخرة ولا أحد يسألها عن حالها، من هنا يمكن التأكيد على أن الساسة يستخدمون هذا الموضوع لمصالحهم وأهل الاقتصاد كذلك وإعلام الإثارة المرأة عنوانهم الرئيس. وأذكر هنا تصريحاً أطلقته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة (أولبرايت) في لقائها أحد المسؤولين الكبار في المملكة وكانت جولتها في إطار التحضير لغزو العراق 2003م والأخبار كافة التي سبقت الزيارة ورافقتها تؤكد أن الهدف حشد التأييد لهذا الغزو، وبعد المقابلة، والتي كانت نتائجها على غير ما كانت تأمل صرحت، وبكل صفاقة، أن الهدف من الزيارة كان لبحث عدد من القضايا التي تهم المرأة السعودية. ملكة متوجة تؤكد د.سحر رجب أن دندنة الإعلام الغربي هذه فعلًا باتت أسطوانة مشروخة، فهي تُظهر المرأة السعودية ضعيفة ولا تملك من أمرها شيئًا، رغم أن المرأة السعودية متوجة، ولها مكانتها الاجتماعية، فقد وصلت لمجلس الشورى، وأصبحت طبيبة ومعلمة وصاحبة شركة لها أعمال حرة. فلماذا ما زال الغرب يزعم أنها لا حول لها ولا قوة، ألا يكفي أنها شريكة للرجل في كل أمره، تربي أبناءه داخل المنزل، وتعمل خارجه حسب وظيفتها. وتمضي د.رجب فتقول: السؤال الذي يطرح نفسه ماذا يريد منا الغرب؟! إن بقينا بالبيت غضبوا ونادوا! وإن عملنا لايروننا... فماذا نفعل؟! الغرب له تعليقات غريبة، واهية، بليدة ما أنزل الله بها من سلطان! نحن نظهر بأحلى صورة، وأجمل عمل. فقط كونوا بالقرب لتشاهدوا ماذا نفعل؟! وماذا نستطيع أن نقدم! ألم تكن أول ممرضة في الإسلام هي رفيدة، ألم تكن المرأة منذ فجر الإسلام محدِّثة وفقيهة يأخذ الرجال عنها العلم؟ ألم يسمعوا أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - استشار أم سلمة رضي الله عنها يوم صلح الحديبية! إن ما يستفزهم هو أن الله كرَّم المرأة السعودية بالحجاب وجعلها درة مكنونة فلم يمنعها الحجاب من ممارسة أي عمل يخدم مجتمعها والإنسانية. وها هي أصبحت عالمة وتنافس الغرب في شتى المجالات. وهذا من فضل الله على المرأة السعودية، فهي مجتهدة حاضرة الذهن. فقدان المهنية تستهل د.وفاء محضر طرحها بإبداء أسفها أن تعمل صحيفة مثل «النيويورك تايميز» بأسلوب يفتقد المهنية وبشكل موجه يخدم أغراضاً سياسية بعيداً تماماً عن رسالة الإعلام التي يفترض أن تقوم على الموضوعية ووالمصداقية.. وتضيف: إن من المعيب أن تعمد النيويورك تايمز إلى استغلال موضوع المرأة السعودية سياسياً من خلال حشد مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي لإبداء مرئياتهم حول المجتمع السعودي وموقع المرأة فيه، مبتعدة بذلك عن الأسلوب العلمي لاستقصاء المعلومة للوصول إلى نتائج صحيحة مبنية على حقائق وليس على انطباعات شخصية تحمل الكثير من الذاتية والنظرة الأحادية القاصرة، والأسوأ تزامن ذلك مع قيام الصحيفة المذكورة بإنتاج فيلم مسيء عن المرأة السعودية!!!! علماً بأن الفيلم عليه عديد من الملاحظات الجوهرية التي يمكن التطرق إليها بالنقد والتحليل لاحقاً، وهنا تتبادر إلى الذهن بعض التساؤلات فهل تهتم الصحيفة بوضع المرأة السعودية ويهمها أمرها كما تدعي؟ وهل حقاً ترغب الصحيفة من خلال هذه الحملة الوقوف على الحقائق؟ ولماذا المرأة السعودية على وجه الخصوص دون غيرها من النساء؟ وإذا كانت الصحيفة تبحث عن حقوق المرأة السعودية الضائعة من وجهة نظرها مثل حق قيادة المرأة للسيارة تلك القضية الهامشية التي يستخدمونها كورقة ضغط يلوحون بها بين الحين والاخر، فماذا عن حال وحق المرأة الغربية الضائع وتعرضها للتحرش في مواقع العمل وزنا المحارم والأمهات اللاتي يكفلن أطفالهن بلا آباء تحت ظروف معيشية قاهرة، وماذا عن الإدمان والمخدرات والشذوذ؟ اهتموا بأنفسكم تتابع د.محضر فتستدل بالإحصاءات الغربية نفسها التي تؤكد وجود نِسب عالية ومؤشرات خطيرة حول جميع هذه القضايا التي تمس المرأة الغربية بصفة عامة والأمريكية بصفة خاصة، وإذا كانت الصحيفة تهتم بأمر المرأة السعودية فلماذا أنتجت هذا الفلم المسيء عنها؟ أم أرادت الصحيفة أن تسيء للمجتمع السعودي على وجه الخصوص لأنه يطبق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف هذا الدين الذي يؤرقهم ويقض مضجعهم؟ على النيويورك تايمز أن تبتعد عن قضايانا فهي لا تخصها، وأن تنشغل بأمر المرأة الأمريكية فهي أولى بها، ولتنظر كيف تساعدها وتأخذ بيدها، فالمرأة السعودية ليست قاصرة أو فاقدة الأهلية حتى تحتاج النيويورك تايمز أو غيرها لتحصيل حقوقها أو الدفاع عنها أو تحليل واقعها، المرأة السعودية بلغت من النضج والوعي مرحلة تعرف معها ما لها من حقوق وكيف تحصل عليها ولمن توجه حديثها في حال ظهر أي قصور أو تجاوز، كما تعرف جيداً ما عليها من واجبات وكيف تؤديها بحرفية وتميز، وقد اثبتت جدارتها وإبداعها محلياً وعالمياً، متمسكة بتعاليم دينها الحنيف مدعومة وبقوة من ولاة الأمر الذين يقدرون المرأة كإنسان وكيان ويعون أهمية دورها في بناء وتطوير حاضر الوطن ومستقبله، وما لا تعرفه هذه الصحيفة أن المرأة السعودية لن تسمح باستغلالها سياسياً لتكون اداة للإساءة للدين أو الوطن، فقد أخطات الصحيفة بطرقها هذا الباب الذي لن يفتح في وجهها أبداً إن شاء الله، إن اختيار الصحيفة لهذا التوجه لهو أمراً مشين ينزلق بها من مصاف الصحافة النزيهة الحرة إلى مستنقع الصحافة العميلة المأجورة، فعليها أن تسعى لإصلاح ما وقعت فيه وإعادة النظر في دورها ورسالتها وتوجهاتها. منظارهم المتحيز لا يستغرب محمد الحساني تصرف نيويورك تايمز لأنه يندرج في سياق نهج مستمر لدى الإعلام الغربي بصفة عامة الذي يتخذ من قضايا حقوق الإنسان ومن منظور غربي بحت وسيلة لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية قد لا يكون لها علاقة بتلك الحقوق!! ولذلك -وفق الحساني-تأتي حملة هذه الصحيفة الأمريكية في إطار الدعاية المغرضة والهجوم المتلاحق ضد بعض الدول العربية ومنها المملكة العربية السعودية بقصد الابتزاز وادعاء أن هذا النوع من الإعلام يدافع عن قضية إنسانية فمرة يتم مهاجمة الأحكام القضائية الشرعية ومرة أخرى يتم استعراض أوضاع المرأة في العالم الإسلامي والغربي وبلادنا جزء منه وانتقاء صور وتصرفات فردية قد تقع ضد المرأة وذلك بتعميمها وتصويرها وتجسيدها على أنها تعامل عام ورسمي مع المرأة وحقوقها دون حتى سؤال المرأة التي يدعون الدفاع عنها عن رأيها فيما ينشرونه عنها ودون الإشارة إلى نجاحات عظيمة حققتها المرأة في بلادنا على المستوى المحلي والإقليمي والدولي والدرجات العلمية التي اكتسبتها..كل ذلك يتم تجاهله وتضخيم مواقف أو قضايا صغيرة للنيل من سمعة المملكة ويكون وراء ذلك أهداف سياسية خبيثة يخفونها تحت غطاء إعلامي في محاولة تصويرها على أنها دفاع عن المرأة خاصة وحقوق الإنسان بصفة عامة.. ويخلص الحساني إلى أن مثل هذه الحملات الإعلامية ليست جديدة على المملكة وقد سبق لها على مدى عقود أن واجهت حملات مثلها، بل وأشد منها وأنكى، ولكن الدبلوماسية السعودية ومندوبي المملكة في المحافل الدولية واللقاءات الاستثنائية مع زعماء العالم الأول والتقارير الإعلامية المنصفة التي يكتبها إعلاميون غربيون كل ذلك حد من الآثار السلبية للحملات الإعلامية المغرضة. العلاج الصحيح يعتقد د.الضبيبان أنه لا يمكن وضع حد نهائي لمثل هذه القضايا إذا علمنا بأنها تهدف إلى تحقيق أجندة غير معلنة، وليس من أهدافهم البحث عن الحقيقة، أما من يبحث عن الحقيقة فالعالم اليوم قرية صغيرة ويمكن للإعلامي الصادق الوصول إليها متى أراد. ويضيف: هنا أذكر تجربة قامت بها دول مجلس التعاون مجتمعة، تمثلت في تنفيذ ملتقيات حوارية في عدد من العواصم الغربية وكان من مَحاور هذه الملتقيات دور المرأة الخليجية في التنمية، وفي هذه الملتقيات كنا نلتقي بمن يبحثون عن الحقيقة وكانوا يتعجبون من غيابها عن إعلامهم، بل حتى عن بعض مراكز الفكر والدراسات، وكانوا يؤكدون بأن المرأة الغربية التي وصلت إلى أعلى مناصب الدولة ما زالت تعاني من نظرة دونية في المجتمع بصورة عامة وفي عالم الأعمال بصورة خاصة. وهذه الفئة، وأقصد بها من يبحثون عن الحقيقة، ليس بالضرورة اقتناعهم بالواقع الإيجابي للمرأة المسلمة أو العربية، وذلك للاختلاف في طبيعة رؤية الثقافة الغربية لمكونات المجتمع فالغرب يرى أن الفرد هو أساس المجتمع، بينما في مجتمعاتنا الأسرة هي نواة المجتمع والمرأة مكون رئيس من مكونات هذه الأسرة لها حقوق وعليها واجبات. التصدي المطلوب رؤية د.وفاء محضر غير بعيدة عن رؤية د.الضبيبان حول العلاج الأنجع، لكن هذا لا يلغي حقيقة أن علينا نحن حكومة وشعباً العمل بجد لسد تلك الأبواب التي ينفذ من خلالها إلينا هؤلاء المرتزقة أصحاب الأجندات المجدولة، والعمل على إصلاح القضايا التي تستدعي سرعة التدخل وأخذ قرارات سريعة وحاسمة، كما أن على إعلامنا القيام بدوره التكتيكي والإستراتيجي فغياب دوره وضرباته الاستباقية تبقي الأبواب مشرعة أمام مثل هؤلاء للعبث بالرأي العام واستغلال غياب المعلومة بخبث ودهاء، وعلينا أن نعلم أن عدو الأمس الذي كان يحاربنا متخفياً تحت جنح الظلام أسقط قناعه وأصبح سافراً يحاربنا في وضح النهار، فالأمر لم يعد حدثاً أو توقعاً، بل حقيقة واقعة، أن مسؤولية الحفاظ على تماسكنا الداخلي ووحدة صفنا ووحدة كلمتنا والتفافنا حول قيادتنا وتعزيز مكانتنا وموقعنا المتميز ودورنا الرائد إقليمياً ودولياً تقع على عاتق الجميع بدون استثناء فليعمل كلٌّ من موقعه ومن منطلق مسؤوليته بجد وبصيرة، فإن كنّا قد قدمنا بالأمس للعالم بأسره أساس العلوم التي أضاءت الدنيا وأحدثت التغيير وبنت الحضارة، فلنعمل اليوم على تقديم الدروس التي تجسد معنى المجتمع الواعي المستنير والمواطن الحصيف المسؤول الذي لا يسمح بأن يستغله الأعداء ليكون أداة في أيديهم للوصول إلى مآربهم والنيل من الوطن، وأن يدرك بحسه الوطني ويعي بكل كيانه معنى الوحدة وأبجديات المواطنة. الواجب الوطني قريب من هذا ما يقترحه محمد الحساني للمواجهة، حيث يقول: ينبغي مواصلة الدفاع عن هذه البلاد التي تحتضن الحرمين الشريفين وتعتز بكونها تتخذ القرآن الكريم دستوراً لها وأن تتطور وسائل وأساليب الدفاع بتطور الوسائل المستخدمة بهذا الشأن فلا ينبغي الاكتفاء بما يكتب في صحفنا ووسائل إعلامنا من دفاع وتوضيح وتفنيد، بل لا بد من الوصول إلى الإعلام الغربي نفسه واستكتاب كتاب منصفين وباحثين قادرين على تقديم ما لدينا من حقائق بالأسلوب الإعلامي الذي يفهمه الغربيون المبني على الأرقام والمعلومات والتحليل القوي السليم لأن الاكتفاء بتسخير وسائل الإعلام المحلية أو العربية في هذا المجال يعني كأننا نحدث أنفسنا ولا يصل صوتنا إلى الإنسان الغربي الذي يحاول وسائل إعلامه تضليله، بل إن تلك الوسائل نفسها قد تكون تلقت معلومات مضللة من قوى إقليمية معادية للمملكة وآمنت بها وتبنتها لأنها لم تتلق في المقابل معلومات وحقائق تفند تلك المغالطات والأكاذيب فالمعركة طويلة وتحتاج إلى نفس طويل وقوة إرادة وقوة على الصمود لتجاوز كل ما يحاك ضد هذه البلاد الكريمة من مؤامرات على المستويين الإقليمي والعالمي. ------- الهجوم خير دفاع وتصوراتهم مسبقة وبسؤالنا لسعاد سراج قنديل، بحكم إقامتها شبه الدائمة في المجتمعات الغربية، خصوصاً في الولايات المتحدة الأمريكية، عن نظرة الغرب تجاه المرأة السعودية، أجابتنا قائلة: المرأة السعودية في مخيلة الغرب تعيش أحد هذه السيناريوهات: إما أميرة سجينة في قصر مرفه تحيط بها الجواري وريش النعام، وتعيش حياة أخرى نقيضة في سرية تامة. أو امرأة مقهورة جاهلة أمية تعيش في خيمة مختفية خلف نقابها تحيط بها الإبل وولي أمر ذكر يقرر باقي سيناريو حياتها، وغالباً هي معنفة ومضطهدة، ويجب تخليصها من هذا الواقع المؤلم. للأسف، الشعب الأمريكي لا يعرف كيف تتفاعل المرأة السعودية المتعلمة والعاملة، سواء كانت طبيبة أو مديرة في بنك أو معلمة...إلخ، بل إن هذا الشعب يعتقد أن المرأة تصاب بالشلل عندما تغطي وجهها أو تلبس الحجاب الشرعي. لقد تعود الشعب الأمريكي على أن يلعب دور (البطل الاجتماعي) الذي يدخل إلى مجتمع ما؛ ليرضعه الديموقراطية المزعومة، وليتوج نفسه أمير الحضارة، ولا أعرف لماذا يرمي هذا الشعبُ غيره من الشعوب بالحجارة، وينسى بيته الهش الزجاجي، فمن ناحية العنف تشير الإحصاءات إلى أن واحدة من كل ثلاث نساء أمريكيات معنفة، وللقارئ الكريم أن يقيس على ذلك، ما تبقى من ديموقراطيتهم الهشة. وعند سؤالنا لسعاد قنديل، عما إذا كانت تعرضت لأحد المواقف المحرجة، أثناء دراستها الطويلة بالولايات المتحدة الأمريكية، أجابتنا قائلة: بالفعل، في إحدى المحاضرات، وتحديداً في مادة (التفكير التحليلي) وهي تعتمد على دراسة منشأ الأديان في الحضارات الإنسانية، ومن ثم مناقشة هذه الأديان، كان المحاضر الأمريكي في الجامعة، لديه هذا التصور في الإقلال من قيمة المرأة السعودية، بل والتقليل من شأن الدين الإسلامي، وحينها طلب مني الرد على الاتهام بأن السيدة هاجر لم تتزوج سيدنا إبراهيم، وبأن سيدنا إسماعيل هو حصيلة زنى وليس زواج شرعي – والعياذ بالله - الأمر الذي دعاني لاستعمال جميع المهارات التي درستها في كسب الوقت ودراسة الحضور، بعد أن عرفت أني المسلمة الوحيدة، وأن معظم الطلاب الحاضرين يعتنقون الدين المسيحي، إذ طلبت منه أن يبرر لي من أين جاء المسيح بلا أب، فجعلته مضحكة وسط الحاضرين.. وبسؤالنا لسعاد قنديل، عما هو مطلوب اتخاذه من مبادرات؛ لوضع حد نهائي لهذه القضية المفتعلة التي لطالما تاجر بها الإعلام الغربي، أجابتنا قائلة: لك أن تتصور أن أول درس تلقيته في (علم السلوك) في إحدى الجامعات الأمريكية، التأكيد على مبدأ (إذا أردت أن تغير سلوك كائن، فلا بد أن تفرض سلطتك عليه)، لذلك أرى أن من الواجب أولاً في هذا الخصوص، إنشاء هاشتاق باللغة الإنجليزية؛ لمحاربة (توم هانكس) أولاً باسم الفيلم الذي أساء فيه للمجتمع السعودي. ثانياً: الدخول إلى هاشتاق النيورك تايمز، وإذلالهم بكشف جهلهم بنا، فمعظمهم لا يعرفون أين هي المملكة العربية السعودية. -------- يخدمون أعداءنا عند سؤالنا لنجيب عصام يماني، عن سبب استهداف «المرأة السعودية» من قبل الصحافة الغربية كمادة دسمة تحظى بأفضلية النشر عبر صفحاتها، رغم ما تحقق للمرأة السعودية من مكتسبات، وما تضطلع به اليوم من دور ملموس في مجتمعها، أجابنا قائلاً: هناك بعض المنغصات، وأغلبها اجتهادية لا تمثل إلا رأي قائلها، ولا تتكئ على قاعدة شرعية ولا اجتماعية. هذه المنغصات يعاني منها المجتمع، فهي تبدد كل عوامل السعي لتطوره، ما يتيح للغرب فرصة استغلالها، وجعلها مادة للسخرية والتفكه في وسائل إعلامه. أليس غريباً أن يصر بعض القضاة على تفريق المرأة عن زوجها وأولادها بحجة عدم التكافؤ في النسب في ظاهرة ليس لها أي مستند شرعي، أو قانوني، اللهم إلا رأي قاض وفهمه وتحكمه. ويكفي أن يلتقط الغرب وآلته الإعلامية الضخمة مثل هذه الواقعة ويصوّرها في إعلامه وأفلامه، على أننا ما زلنا نمارس استعباداً ذكوريّاً تجاه المرأة. وقس على ذلك، قيادة المرأة للسيارة، قلة من يحرمها ويجرمها، دون مستند شرعي أو قانوني، وإنما بحجة فساد الزمان، وضيق الشوارع، وزحمة السيارات، والإضرار بأجهزة المرأة الحيوية (المبايض) كما ادعى أحدهم أمام الفضائيات، وهو ما يجعل منها مادة دسمة تتناقلها أبواق السوء الحاقدة على الوطن وأهله. بل إن هناك من يأتي ليحرم المرأة من الحصول على جواز سفرها إلا بإذن محرمها، ولا تسافر إلا بمحرمها وإذنه، ومهما بلغت من العلم والعمر والوظيفة، فعليها أن تنتظر ابنها الصغير، أو أخاها ليأذن لها. علاوة على بعض الممارسات التي لا نستطيع أن ننكرها، تدور في المجتمع تجاه المرأة، مع أن الإسلام والنظام الأساسي للحكم، اعتبر المرأة كائناً عاقلاً حرّاً يتمتع بكامل الأهلية الشرعية والاجتماعية. وبسؤالنا لنجيب يماني، عن سبل تصحيح هذه الصورة الممجوجة عن المرأة وعن واقع مجتمعنا في وسائل الإعلام الغربية التي يروق لها استغلالها وتضخيمها، أجابنا قائلاً: لعلاج وإصلاح هذا الخلل، يجب علينا أن نستلهم من ديننا الكثير من المواقف المشرفة التي تعامل بها مع المرأة، بحيث نمكنها من الحصول على حقوقها التي أعطاها لها الدين، دون مزايدة أو تفسيرات ذكورية لا أساس لها. ------- حقوقها مصونة وعند سؤالنا ل د.يوسف بن مطر المحمدي، عن المغزى الحقيقي الذي تهدف لتحقيقه بعض الصحف الغربية، ومنها بالطبع صحيفة «نيويورك تايمز»، من خلال سعيها لتشويه وعي المرأة السعودية، والعمل على إثارتها ضد دينها ومجتمعها، أجابنا قائلاً: إن المرأة السعودية مؤمنة بربها وتعاليم الشرع القويم، وهي تدور في فلكه، مفتخرة بذلك حتى تلقى الله، مؤمنة طامعة فيما عند الله ممّا أعده لعباده الصالحين. إن إثارة المرأة على دينها وعاداتها وتقاليدها التي تتوافق مع الشرع، لهو هدف من أهداف أعداء هذا الدين العظيم، فيحاولون تغريرها بزخرف وبهرج قاتل لها في المآل، فهو كالسم المختلط بالعسل، فنحن نرى بأم أعيننا كيف يتم تكريم المرأة في بلاد المسلمين عموماً وفي بلاد المملكة خصوصاً، كيف تعيش في مملكة من السعادة والهناء، فيصرف عليها من ولادتها حتى موتها، وتطبب إذا مرضت وتعطى المهر، ولا تجبر على زواج، ولا تجبر بالعيش مع زوج لا تريده، ففتح لها باب الخلع، وأعطاها حقها من الميراث، حتى إنها ربما استحوذت على كل المال في بعض الحالات، فالمرأة في صون ورعاية لا يوجد لها مثيل، لذا وضعت الحدود والتعزيرات التي تنال ممن تطاول على عرضها أو محاولة المساس به، بينما كثير من مجتمعات الغرب تعاني من حالات الاغتصاب والتحرش واختلاط الأنساب بشكل فوضوي، بينما في الإسلام لا يقبل اختلاط الأنساب ولو بنسبة واحد في المليون؛ لذا شرعت العدة للمرأة الحامل والتي تحيض والمتوفى عنها زوجها، وقال صلى الله عليه وسلم: «لَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ، يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَسْقِيَ مَاءَهُ زَرْعَ غَيْرِهِ..» رواه أحمد وهو صحيح. هذا التباكي على المرأة السعودية من تلك الصحيفة الغربية يذكرني بقصة قصها الله في كتابه، وهي قصة يوسف عليه الصلاة والسلام مع إخوته حينما جاء إخوته إلى أبيهم بدم كذب على قميصه (وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًافَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) «يوسف:18». وقد روى ابن جرير بسنده عن الحسن قوله: «لما جاء إخوة يوسف بقميصه إلى أبيهم، قال: جعل يقلبه فيقول: ما عهدت الذئب حليمًا؟ أكل ابني، وأبقى على قميصه!» جامع البيان (15/ 582)، ويستدل من ذلك، أن الدعاوى الزائفة التي يدعيها حماة المرأة والحرية والمساواة، ما هي إلا شعارات كاذبة لا تسمن ولا تغني من جوع، فأين هم دعاة نصرة المرأة من المرأة المسلمة في فلسطين، وفي حلب، وفي بورما..إلخ، عجباً لهم ألا يستحون؟!. --------- أهداف غير بريئة وبسؤالنا لبسام فتيني، عن الأهداف الحقيقية لحملة ال «نيويورك تايمز» ومن يقف وراءها، أجابنا قائلاً: ما زالت المرأة السعودية مادة خصبة لبعض الصحف الأجنبية، بسبب اعتقاد الآخر، أن عدم السماح لها مثلاً بقيادة السيارة، يترتب عليه محاولة استنطاق متطلبات أخرى من المرأة السعودية؛ وبالتالي صنع مادة إعلامية وصحفية تسيء بشكل أو بآخر للمجتمع السعودي، وبالتالي يمكن الجزم بأن الأهداف الحقيقية لحملة صحيفة «نيويورك تايمز»،لا يمكن أن تصنف على أنها بريئة بأي حال من الأحوال. وعند سؤالنا لبسام فتيني، عما هو مطلوب من مبادرات؛ لوضع حد نهائي لهذه القضية المفتعلة التي تاجر بها الإعلام الغربي زمناً طويلاً، أجابنا قائلاً: إن نقاش قضايا المرأة في الداخل هو الحل، وأؤكد بل وأناشد الجميع بعدم الانجراف خلف وسائل إعلام مشبوهة، همها واهتماماتها منصبة نحو الإساءة للمملكة، من خلال استغلال بعض الاحتياجات، أو المطالبات التي تسعى بعض الناشطات في المجتمع للمطالبة بها.
مشاركة :