وليد علاء الدين:الأكثر مبيعاً تدل على قوة التسويق، وضعف الإبداع

  • 12/23/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

،، كيف تقدم نفسك للقارئ؟ - إنسان يحاول أن يفكر مع الناس بصوت مكتوب. ،، أنت ابن الشعر أم القصة أم النص المسرحي؟ - لا يمكن تجزئة الكتابة، إنها كالموسيقى تتعدد النغمات ويظل الأصل واحد. ،، ما دور الصحافة في حياتك؟ - الصحافة تدريب مستمر على تحويل الأفكار إلى نصوص. ،، ماذا رأيت فى «خطوة في اتساع الأزرق»؟ - رأيت أن الرحلة لا تتم إلا بالتجول وسط الناس قبل الشوارع والمباني. ،، قصيدة تتمنى أن تكتبها.. ما فكرتها؟ - إذا نجحت في اقتناص قلقي في قصيدة، سوف أتوقف عن الشعر.. ،، قصيدة ألفتها، ولم تشعر بأنها على المستوى المطلوب؟ - ليس هناك «مستوى مطلوب» في الشعر، فكلما بلغت ذروة.. طمعت في التالية. ،، شاعر.. تعشق كل ما كتبه من الشعر؟ - لا أعشق شعراء، إنما أحب الشعر طالما نجح في إثارة تفكيري. ،، لك أيضاً نصوص مسرحية، فلِمَ لم تأخذ الكتابة المسرحية سبيلاً في بحر الأدب؟ - الكتابة للمسرح تشبه لعبة تركيب الصور، ولكنها صور فكرية تحتاج إلى مزاج خاص لا يتحقق بسهولة. ،، هل الدراسة مهمة للشاعر، أم تكفيه الموهبة؟ - الأحجار الكريمة ثمينة، ولكنها لا تصبح جميلة إلا بيدي صائغ حاذق. ،، موقف ما زال يسكنك منذ أيام الصغر؟ - دفاع الفنان «خالد الصاوي» عني أمام محاولة الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي التسلط عليّ لصغر سني في صالون الأهرام الأدبي. ،، إذا كان لا بد أن تكتب تحت اسم مستعار، فماذا ستختار؟ - سأختار «وليد علاء الدين»! ،، ما سبب الإبقاء على اسمك نفسه؟ - لأنني لم أتخيل نفسي أبداً في صورة أخرى. ،، متى قلت هذا البيت في حياتك من قبل: «ما قد ندمت على سكوتي مرة ولكم ندمت على الكلام مرارا»؟ - أهملت الكتابة طويلاً بدعوى انتظار الوحي، وندمت على ذلك حين أدركت أن الكتابة مشروع عمل وليس إلهاماً ننتظره. ،، لمن توجه هذا البيت: «تريدين إدراك المعالي رخيصة ولا بد دون الشهد من إبر النحل»؟ - أوجهه لنفسي في علاقتي بالكتابة. ،، بصفتك عضواً باتحاد كتاب مصر، كيف تصف حالة الاتحاد الآن؟ - غياب الرؤية والأهداف كفيل بضياع أقوى السفن. ،، كونك قد عملت صحافيا بكبريات الصحف العربية، برأيك إلى متى ستصمد الصحافة الورقية؟ - تصمد إذا تغيرت وخاطبت القارئ، وهو ما لن يحدث لأن الصحافة العربية تعمل لصالح المعلنين ورأس المال وليس لخدمة القراء. ،، «وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني»، هل هجاك أحد يوماً؟ - كتاب الرأي يتعرضون للهجاء كل يوم، وكلما كنت موضوعياً جاءك الهجاء من كل حدب وصوب. ،، لك مجموعة قصصية واحدة، عنوانها «عرنوس يُصلب من جديد»، ما هذا العنوان؟ - هو اسم قصة قصيرة فازت بجائزة أدب الحرب، والصلب مصير رمزي لكل ساع في صالح الآخرين في الدنيا. ،، هل حقاً «الكتاب خير جليس»؟ - الكتاب جليس جيد، والفيلم السينمائي الجيد جليس جيد، والدراما الجيدة جليس جيد، كل وسيط يحقق معرفة ممتعة هو جليس خير. ،، ما الكتب التي كنت تحرص عليها في مرحلة بداية تعلقك بالجليس الصالح؟ - لم تربطني أبداً علاقة بكتاب أو كتب بعينها، بحيث أستطيع ترتيب أولويات، أستفيد من كل كتاب، ما يعجبني وما لا يعجبني، لأنني أقرأ لبناء رؤية وليس لتعزيز توجه مسبق. ،، ما آخر هدية حصلت عليها؟، ومِنْ مَنّ؟ - طقم مكتب خشبي، من زوجتي. ،، أنت تكتب فى الصحافة باستمرار، ألا يعطل ذلك من مسيرتك الأدبية؟ - الكتابة كما أراها هي تفكير بصوت مكتوب، ولا يمكن للتفكير أن يسبب عطلة لكاتب. ،، هل عانيت من مقص الرقيب الصحافي من قبل؟ - لم يحدث أن مُنعت مقالة لي من النشر أو تم تعديلها، مرة وحيدة تم الاعتذار عن عدم النشر لسبب تفهمته إلى حد كبير ووجدته معقولاً. ،، لك كتاب بعنوان « واحد مصري» توجه من خلاله عدة رسائل، فما رسائلك التي لم يشملها الكتاب، وتريد أن ترسلها الآن؟ - هي رسالة مركزية: علينا أن نفكر بشكل نقدي تحليلي في ما وراء الأحداث اليومية إذا أردنا أن نتفادى تكرارها في المستقبل. ،، هل حقاً ما زال الشعر ديوان العرب؟ - الشعر ديوان العرب، الرواية ديوان العرب..شعارات يرفعها البعض لبعض الوقت ثم تأتي غيرها، وليس للعرب ديوان من الأصل. ،، ألا ترى أننا قد بتنا نعيش فى زمن الرواية الآن؟ - مصطلح «زمن الرواية» مجرد كلام أطلقه ناقد عربي ذات يوم، ونقادنا بالأساس لا يفكرون إنما يستوردون نظريات الغرب منتهية الصلاحية، فكيف نأخذ هذا الشعار على محمل الجد؟ ،، ترجمت بعض نصوصك الشعرية إلى الفرنسية والفارسية، ما رأيك في حال الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى؟ - الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى حالها كحال كل المشاريع العربية مصالح، شلل، أو اجتهادات فردية. ،، لك كتاب في النقد الأدبي، برأيك هل لدينا أزمة نقد أم أزمة أدب يستحق النقد؟ - لدينا أزمة لوي عنق النصوص كي نرى مدى تطابقها مع نظريات نقدية أنتجها بشر آخرون في ثقافات أخرى. ،، قلت يوماً : «النقد عمل انطباعي في المقام الأول»، ماذا تقصد؟ - الانطباع كلمة شديدة الحساسية تتناسب طردياً مع ثقافة الإنسان ومدى جاهزية حواسه للتلقي والفهم والتحليل والتعبير، والنقد الجيد لا بد أن يكون نتيجة لذلك وإلا أصبح نقداً آلياً. ،، ما الدور الذي يمكن أن يقوم به الشعر في التعارف بين الثقافات؟ - إذا كان ثمة رسالة يمكن للشعر أن ينقلها بين الثقافات فهي التأكيد على الإنساني المشترك بين البشر وهي الرسالة الأهم في زمن التناحر. ،، ما الحكمة التي تؤمن بها؟ - الكتابة ضرع يُستحلب وليست وحياً أو إلهاماً. ،، إذا بكيت فعلى ماذا ستبكي؟ - أبكي أمام ضعف الإنسان وعجزه عن إنقاذ إنسانيته. ،، من تظن أنه سيمسح دموعك؟ - الدموع ليست في حاجة لمن يمسحها إنما في حاجة إلى من يفهمها. ،، اشتهر كثير من الشعراء بألقاب طغت على أسمائهم مثل حافظ إبراهيم - «شاعر النيل» وخليل مطران «شاعر القطرين» وأحمد شوقي -«أمير الشعراء»، فلو اخترت لقباً.. ماذا سيكون؟ - لا أتمنى أن يتم تحنيطي في لقب. ،، ألا تشكل هذه الألقاب التباساً على المتلقي؟ - ثقافتنا تُحرق المبدعين عبر تحنيطهم في صور ذهنية يتم تصديرها للناس كي ينسوا إبداعهم ولا يفكروا فيه. ،، ما رأيك فى مسابقات الشعر التي يتم تنظيمها مؤخراً؟ - ثروات هائلة تم تكريسها ليس لصالح الشعر، ولكن لإعلاء صورة ذهنية واحدة عنه تخدم مصالح أصحابها. ،، ما رأيك فى ظاهرة «الأكثر مبيعاً» التى باتت منتشرة مؤخراً؟ - الأكثر مبيعاً ظاهرة تدل على مدى قوة رجال التسويق، ومدى ضعف الإبداع. ،، هل جربت الفشل يوماً ما؟ - النجاح محصلة مجموعة من التجارب الفاشلة، الفاشل فقط هو من لا يرى ذلك. ،، هل تدون كل ما يخطر ببالك، أم تترك الأفكار تختمر؟ - عشت طويلاً تحت وهم أن الكتابة إلهام يفور حين يختمر، ثم أيقنت أنها مشروع عمل يقتله الانتظار. ،، هل لك طقس معين عند الكتابة؟ - في الحقيقة كل حديث عن طقوس للكتابة هو حديث مجازي عن إعلان نية العمل. ،، ما القيم التي ترى أن توافرها ضروري لدى الشاعر؟ - الحب يمكن أن يلخص كل القيم، والحب هنا عكس الكراهية. ،، ما حجم مخزونك من القصائد التى لم تر النور بعد؟ - ليس كثيراً، فالشعر منتج عصي، لا يمكن التخطيط له كالمسرح والرواية وحتى القصة. ،، ماذا تظن أنه هو سر نجاحك؟ - إذا كنت ناجحاً فلأنني لا أرى نفسي كذلك بعد. ،، ماذا تعني الجوائز الأدبية بالنسبة لك؟ - لافتة دعائية تجذب البعض، ولكن أظن أن الزبائن يكتشفون الخداع سريعاً. ،، ما رأيك في (الحب)؟ - الحب هو الوقود الوحيد الصالح لكل المحركات مهما تعددت ألوانها وأشكالها. ،، هل حقاً الحب لا يعرف القوانين؟ - الحب يعيد صياغة القوانين من أجل أن يتحقق، هذا إذا أدرك الناس حقيقته. ،، أي عبارة تلخص حياتك التي عشتها حتى الآن؟ - عشت هارباً من القلق إلى أن اكتشفت أن علاجه الوحيد هو التحديق في عينيه وتحويله إلى كتابة. ،، «الوقت معلم من لا معلم له»، فماذا تعلمت منه؟ - تعلمت أن أعمل من أجل استحضار الوحي بالقراءة والبحث والكتابة، حيث لم أندم على عشرين سنة أضعتها في انتظار إلهام الكتابة. ،، لو كنت شاعراً غير عربي، فمن كنت ستفضل أن تكون؟ - لم أرغب يوماً في أن أكون أحداً آخر، أحب نفسي بكل عيوبها قبل ميزاتها. ،، سؤال لم أسألك إياه، فما هو؟ - لماذا انتقلت من الشعر إلى الرواية؟ وأشكرك على عدم توجيه هذا السؤال. ،، فليكن ختام حديثنا، بأبيات من شعرك.. - من ديواني الأول «تردني لغتي إليّ»: حين يكون السيف الماثلُ في كفك من عظمي حاول ألّا تطعن لحمي سيعود السيف إلى أصلي، فتعلم كيف تبارز؛ لملِم أطرافَ أصابعك المنسدلة أحكِم قبضتك المعتلة وتخيّر شريان القلب لتطعن فيه. ،، ماذا جنيت من أسفارك؟ - السفر قراءة من نوع فريد في كتاب يستحيل أن تعثر عليه في أي مكتبة.

مشاركة :