قتل نحو ثلاثين شخصاً بينهم شرطيون وعاملو إغاثة أمس الخميس (22 ديسمبر/ كانون الأول 2016) في تفجيرات وقصف مدفعي داخل وبالقرب من الموصل التي يخوض الجيش العراقي معارك لاستعادتها من الإرهابيين في شمال العراق. وأدت ثلاثة تفجيرات متزامنة بسيارات مفخخة أمس (الخميس) قي سوق بلدة كوكجلي شرق الموصل والتي استعادها الجيش العراقي في بداية نوفمبر/ تشرين الثاني إلى مقتل 23 شخصاً على الأقل هم ثمانية شرطيين و15 مدنياً، وفق بيان صادر عن قيادة العمليات المشتركة. وأعلن تنظيم «داعش» مسئوليته عن هذا الهجوم في بيان نشره على «تويتر» مؤكداً أن العمليات نفذها ثلاثة انتحاريين. وفي داخل الموصل، تتواصل المعارك ضد . من جانبها، أفادت الأمم المتحدة الخميس أن 11 شخصاً لقوا حتفهم هم سبعة مدنيين وأربعة من عمال الإغاثة في قصف عشوائي بقذائف بالهاون خلال اليومين الماضيين. وقالت منسقة العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في العراق، ليز غراند إن المدنيين «كانوا يقفون في الطابور لتسلم المساعدات العاجلة». ولم توضح جنسية موظفي الإغاثة ولا المنظمات التي ينتمون إليها ولكن المتحدث باسم «متطوعي نينوى» محمود السورجي قال إن عاملين إنسانيين من جمعية «فزعة» العراقية قتلوا في القصف. وقالت غراند إن «الناس الذين ينتظرون تسلم المساعدات هم في الأصل ضعفاء ويحتاجون للمساعدة. إنهم يحتاجون للحماية وليس أن يتعرضوا للقصف». ويتزامن هذا التحذير مع صدور تقريرين لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» ومنظمة العفو الدولية هذا الأسبوع يتحدثان عن التجاوزات والصدمات النفسية التي يتعرض لها أهالي الموصل. وقالت «هيومن رايتس ووتش» إن الإرهابيين يستهدفون المدنيين بصورة متعمدة عندما يرفضون تحويلهم إلى دروع بشرية ومرافقتهم خلال انسحابهم. وتحدثت منظمة العفو عن الصدمات النفسية المروعة التي يتعرض لها أطفال الموصل. وقالت المنظمة إن «الأطفال المحاصرين جراء القتال الوحشي في الموصل رأوا أشياءً لا ينبغي لأحد، مهما كان عمره، أن يراها». من جانب آخر، دعا وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري إلى ضرورة مكافحة الإرهاب ثقافياً وفكرياً وإدانة من يروجون لهذا الفكر الإرهابي. وقال الجعفري، في مؤتمر صحافي عقده أمس (الخميس) عقب لقائه مع الأمين لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن «أي معالجة لآفة الإرهاب ستكون عرضية ما لم تتم المعالجة الثقافية والفكرية لهذا الفكر المتطرف». وأضاف الجعفري أن «أكثر ما نحتاجه لمواجهة الإرهاب هو وجود بنية ثقافية»، مؤكداً أن بقية الأمور الأخرى مهمة جداً لمعالجة تلك المشكلة، ولكن «ما لم تؤمن الدول لنفسها قاعدة ثقافية أو معادل ثقافي يصبح العلاج لظاهرة الإرهاب علاجاً عرضياً لايمس جذر المشكلة». وتابع الجعفري: «نحن نطمح الآن على مستوى الثقافة باستخراج قانون يدين الإرهاب كفكر، وأن يدان أصل الفكر الإرهابي وبالتالي كل من يروج لهذه الثقافة يجب أن يدان». وقال الجعفري «إن مسألة الإرهاب أصبحت ثقافة قتل وسفك دم، وأن المعادل لهذه الثقافة هو حقن الدم والحفاظ على سلامة المواطنين وسيادة الدول وهذا كثقافة مجتمعية». وقال الجفعري « لقد وجدت تفاهماً ممتازاً في التعاون بين العراق ومصر في المجال الأمني وأكثر من ذلك بالإضافة إلى التعاون الفكري والثقافي القائم»، مضيفاً أن «مصر باعتبارها الدولة العربية الكبيرة بتاريخها وتجربتها تعاني وتكتوي أيضاً بنار الإرهاب، ونحن مستعدون لمزيد من التعاون في هذا الشأن». وأشار الجعفري إلى أن «لقاءه مع الأمين العام لجامعة الدول العربية كان حافلاً وتم خلاله تبادل وجهات النظر وإجراء تقييم للمؤتمر العربي الأوروبي والنجاحات التي حققها بصورة عامة».
مشاركة :