سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية الضوء على اللقاء الثلاثي الذي جمع في موسكو وزراء خارجية إيران وتركيا وروسيا، وقالت: إن الوضع الجديد بسوريا وغياب القوى الغربية عن التفاوض سيعني استمرار الأسد في ارتكاب المجازر. وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة رفضت شرعية بشار الأسد منذ بداية الثورة ودعت إلى رحيل نظامه، لكن تردد الرئيس أوباما في دعم هذا المطلب بالتدخل العسكري مع تصاعد وتير الحرب حرم واشنطن من ممارسة أي نفوذ في الأزمة الجيوسياسية في وقت ستعد فيه رئيس جديد رئاسة البيت الأبيض. ولفتت الصحيفة إلى موقف الرئيس الأميركي الجديد ترمب وتعهده بمساعدة السوريين عن طريق جلب تمويل من دول عربية لاستخدامه في إقامة مناطق آمنة داخل سوريا، لكنه رغم ذلك لم يوضح الدولة التي ستفرض تلك المناطق على الأرض والسماء. وترى الصحيفة أن «المناطق الآمنة» التي يريد ترمب إقامتها قد يتعذر تطبيقها إذا ما أخيلت وحلب واستمرت المفاوضات السياسية. واعتبر محللون أن الأسد استعادة حلب بسبب الدعم الجوي الذي قدمته روسيا، والتي رأى المحللون أنها تتطلع للخروج من الحرب السورية وتنهي الصراع بشروط تفضيلية لكل من نظام الأسد وأيضاً لحفظ مصالح موسكو في الشرق الأوسط. يعتقد الباحث بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أن روسيا «تدرك أن الأشياء تنتزع ولا تعطى، وفي هذا المناخ الذي تنسحب فيه أميركا أسرع من بقية الأطراف المنغمسة في الحرب، فإن الموقف فوضوي. وأضاف تابلر أن الأتراك والروس والإيرانيين اتفقوا على التفاوض دون وجود أميركا، وهو ما يمثل مشكلة، خاصة أن روسيا لم تخف ازدراءها للجهود الدبلوماسية الأميركية. ولاحظت الصحيفة تعاون روسيا وتركيا مباشرا خلال عملية إجلاء السكان من حلب، بعد تغيير أنقرة لموقفها الداعم للمعارضة طوال الحرب. وعزت الصحيفة تحييد الدور الأميركي في الأزمة السورية إلى عزوف أوباما عن مساعدة المعارضة السورية عسكريا للإطاحة بنظام الأسد، بحجة أن ذلك لن يحسن الموقف ولن يخدم المصالح الأميركية. وأضافت أن أميركا تدخلت عسكرياً بشكل غير مباشر بتدريبها لمجموعات معارضة وإمدادها بالسلاح، لكنها غيرت من أولوياتها مع سيطرة تنظيم الدولة على الساحتين العراقية والسورية، فشكلت تحالفاً من 60 دولة لدحره، وترك نظام الأسد. الموقف أيضاً ينطبق على تركيا، التي دخلت في حرب مع مجموعات كردية انفصالية في سوريا وأعطتها أولوية على رغبتها في إسقاط الأسد. عامل آخر تحدثت عنه الصحيفة واعتبرته مشكلاً لكيفية تدخل قوى أجنبية في سوريا هو المؤشرات على نية الرئيس الأميركي الجديد منع المساعدات عن المعارضة السورية، لأنه بنظره غير ذات جدوى.;
مشاركة :