أجمع السياسيون على أهمية زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمملكة، نظرا للدور الذي تضطلع به في المنطقة العربية، واشاروا الى ان هناك العديد من الملفات المهمة التي سيبحثها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس اوباما في هذه الزيارة. وقال رئيس منتدى التنمية السياسية في اليمن والمحلل السياسي، علي سيف حسن، ان زيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما للمملكة العربية السعودية لها اهمية كبيرة، واضاف: «طبعا الزيارة لها اهمية كونها تاتي متزامنة مع اعادة الادارة الامريكية في رسم سياستها في منطقة الشرق الاوسط وجنوب شرق آسيا، فالمملكة حليف استراتيجي بالنسبة لأمريكا، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحظى باحترام رفيع من قبل الرئيس اوباما، وما زلنا نتذكر الصورة الاولى للرئيس اوباما في اول لقاء له مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حيث ظهر الرئيس اوباما وهو ينحني محييًا الملك عبدالله احتراما له وسط حشد من القادة المشاركين في قمة العشرين، في أول لقاء بين الزعيمين منذ تسلم أوباما مهام منصبه يوم 20-1-2009م». واعتبر حسن ان الاهتمام الاساسي في زيارة اوباما للمملكة سيكون حول ما يجري في الكواليس بشأن العلاقات الامريكية - الايرانية وسير المفاوضات الجارية مع ايران بخصوص ملفها النووي، هذا بشكل أساسي ثم تأتي القضايا الاخرى مثل قضية الحرب على الارهاب. واما المكونات السياسية اليمنية اقل بكثير من ان تطرح في مثل هكذا اجتماع او مباحثات. استعادة واشنطن لثقة الرياض من جهته، راى الدكتور عبدالحفيظ النهاري -إعلامي وباحث في الاتصال السياسي، ان زيارة الرئيس باراك اوباما للسعودية هي الثانية منذ 2009م، قادما من عدة عواصم أوروبية بعد القمة الأمريكية ـ الأوروبية على خلفية الأزمة الروسية ـ الغربية حول أوكرانيا وجزيرة القرم ـ وتأتي في ظروف بالغة التعقيد على المستوى الدولي والإقليمي. واضاف النهاري «ان اجتماع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالرئيس الامريكى ياتي في اطار سعي واشنطن لاستعادة الثقة في العلاقات بين البلدين، بعد الفتور الذي شابها بسبب تباين وجهات النظر حول قضايا عدة منها طريقة مواجهة النظام السوري». وقال الدكتور النهاري «ان ملف إيران يكتسب أهمية إضافية في القمة الأمريكية ـ السعودية ـ الإيرانية بحكم تداخله مع الملف الروسي ـ السوري، حيث ان أهميته لم تعد من زاوية حماية أمن الخليج فحسب ـ كما كانت في السابق ـ بل من زاوية حماية أمن أوروبا وأمريكا في المواجهة مع روسيا وحلفائها في المنطقة». القضية الفلسطينية على الطاولة ويرى النهاري ان القضية الفلسطينية سيكون لها نصيب في المحادثات لا سيما وان الموقف السعودى ثابت حيال نيل الشعب الفلسطينى لحقوقه المشروعة وقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس ورفض تهويد الاقصى واضاف «ان الملف اليمني سيكون حاضرًا في المباحثات السعودية - الامريكية.. لافتا الى انه بحسب عدة مؤشرات فإن مسألة أمن واستقرار اليمن ونجاح التسوية السياسية ستكون محل اهتمام المحادثات في قمة (خريم). واضاف «ان ملف الأزمة القطرية ـ الخليجية سيحظى بأولوية لما لاستمراره من انعكاسات سلبية على المنطقة العربية .. وفي هذا السياق ستكون مسألة حظر جماعات «الإخوان المسلمين الارهابية وغيرها من الجماعات»، حاضرة وستلقى بحثا معمقا. وأكد أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبما يتمتع به من ثقل دولي وخبرة بالمنطقة وحكمة معهودة، وبالنظر إلى تاريخ التحالف الاستراتيجي بين البلدين، سيجعل واشنطن تراجع قراءتها في القضايا المتعلقة بأمن المنطقة بما لا يجعل سياساتها تتعارض مع مصالح وأمن حلفائها في المنطقة وخاصة في مسألة الموقف من الإخوان والجماعات الإرهابية والقاعدة، والإعلام القطري وغيرها. وأشار الى ان زيارة الرئيس أوباما الأولى للمملكة العربية السعودية كانت في عام 2009 قد مثلت بوابة لانفتاح جديد ـ آنذاك ـ على العالم الإسلامي والإسلاميين وقوى الإسلام الجديد بعد معركة دولية ضروس لمكافحة الإرهاب المنسوب إلى الجماعات الإسلامية المتشددة، إلا أن هذه الزيارة تعكس خيبات المنهجية الأمريكية في انفتاحها وتعويلها على الإخوان المسلمين في تحقيق مصالحها وفي تفكيك المنطقة ونشر الفوضى فيها على حساب مصالح الدول والأنظمة والشعوب باسم الربيع العربي. اهمية خاصة الى ذلك، قال رئيس تحرير موقع «المؤتمرنت» الناطق باسم حزب المؤتمر الشعبي العام، اكبر الاحزاب اليمنية، عبدالملك الفهيدي: اعتقد إن زيارة الرئيس الأمريكي أوباما إلى المملكة العربية السعودية في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة والعالم، تكتسب أهمية خاصة بالنظر إلى الدور الكبير الذي باتت تلعبه المملكة خصوصًا فيما يتعلق بالمواقف تجاه الكثير من القضايا ومنها محاربة الإرهاب. وأشار الفهيدي الى ان هذه الزيارة للرئيس اوباما، هي الثانية للرياض وتأتي في ظل وجود تباينات واضحة في المواقف بين واشنطن والرياض على خلفية الأحداث التي شهدتها مصر وفي مقدمتها ثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان المسلمين. واضاف: أعتقد أن زيارة أوباما للرياض تعكس حجم الثقل والدور السياسي للمملكة العربية السعودية على الصعيدين الاقليمي والدولي وتهدف واشنطن منها بالأساس إلى إزالة اي خلافات في وجهات النظر بين البلدين بشأن القضايا الاقليمية خصوصًا كما انها تتزامن مع ادراج السعودية لجماعة الإخوان المسلمين والحوثيين وجماعات اخرى على قائمة المنظمات الإرهابية. واتصور ان الملف اليمني سيكون حاضرًا في هذه المباحثات بالنظر إلى كون الأوضاع في اليمن لها علاقة بأمن السعودية ومنطقة الخليج وأعتقد أن الأمن باليمن هو قضية تهم السعودية والولايات المتحدة الأمريكية في نفس الوقت، واعتبر الفهيدي، قرار تعيين الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليًا لولي العهد وملكًا في حال خلو المنصبين فأعتقد أنه يأتي في إطار الإصلاحات التي أدخلها الملك عبدالله بن عبدالعزيز على نظام وطريقة الحكم في المملكة العربية السعودية وهو إجراء انتقال سلس للسلطة والحكم من شخص إلى آخر داخل الاسرة الحاكمة دون حدوث أي مشاكل. من جهته يرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي وليد البوكس: ان المملكة العربية السعودية لعبت خلال الـ20 سنة الماضية وما زالت الدور الريادى الابرز في المنطقة، وزيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما للسعودية تأتي في اطار فهم وادراك هذه الاهمية. المزيد من الصور :
مشاركة :