الحكومة الإسرائيلية تطلب تدخل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ممارسة ضغوط لتفادي موافقة مجلس الأمن على مسودة قرار ينتقد الاستيطان. العرب [نُشرفي2016/12/23] ترامب هدد باستخدام حق النقض ضد نص قرار الاستيطان واشنطن- ارجأ مجلس الامن الدولي تصويتا على الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية والقدس الشرقية، القضية الحساسة التي حاول الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب التأثير فيها عبر المطالبة باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد النص. وكانت مصر قدمت الاربعاء مشروع القرار الذي يدعو الدولة العبرية الى "وقف فوري وتام لكل انشطة الاستيطان". لكن القاهرة طلبت مزيدا من الوقت لاجراء مشاورات. ولم يدرج تاريخ او موعد جديد للتصويت بينما قال دبلوماسيون في نيويورك مساء الخميس ان التصويت يمكن ان يجري الجمعة. لكن الرئاسة المصرية اعلنت الجمعة ان مصر وافقت على تأجيل التصويت على مشروع قرار ضد الاستيطان الاسرائيلي في مجلس الامن الدولي بعد اتصال تلقاه الرئيس عبدالفتاح السيسي من الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب. وقالت الرئاسة المصرية ان السيسي وترامب "اتفقا على أهمية إتاحة الفرصة للإدارة الاميركية الجديدة للتعامل بشكل متكامل مع كافة أبعاد القضية الفلسطينية بهدف تحقيق تسوية شاملة ونهائية لهذه القضية". وبعد اجتماع للجامعة العربية الخميس في القاهرة، صرح سفير فلسطين في مصر والجامعة العربية جمال الشوبكي ان المشاورات قد تستغرق "يومين" قبل اتخاذ قرار بشأن اجراء تصويت. ودعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الولايات المتحدة الى استخدام حق النقض لوقف مشروع القرار. وكان نص شبيه بمشروع القرار هذا اصطدم في 2011 بفيتو اميركي. لكن منذ اشهر، تتحدث تكهنات عن احتمال ان تسمح ادارة الرئيس باراك اوباما بتبني نص من هذا النوع بينما يستعد الرئيس المنتهية ولايته لنقل السلطة الى ترامب في 20 يناير. وترامب الذي وعد بالاعتراف بالقدس "عاصمة موحدة لدولة اسرائيل"، دعا صباح الخميس الى وضع فيتو اميركي، في موقف يندر ان يصدر عن رئيس منتخب قبل تولي مهامه. حرب دبلوماسية عالمية ثالثة وصرح مسؤول إسرائيلي كبير بأن الحكومة الإسرائيلية طلبت من الرئيس الأميركي المنتخب ممارسة ضغوط لتفادي موافقة مجلس الأمن الدولي على مسودة قرار ينتقد الاستيطان بعد أن علمت أن إدارة باراك أوباما تعتزم السماح بصدور القرار. وأضاف أن المسؤولين الإسرائيليين أجروا اتصالات "رفيعة المستوى" مع فريق ترامب الانتقالي بعد أن فشلوا في إقناع المسؤولين الأميركيين باستخدام حق النقض (الفيتو) لمنع التصديق على مسودة القرار وأنهم طلبوا منه التدخل. وقال إنه مع اقتراب انتهاء ولاية أوباما تشعر إسرائيل بالقلق من أن تطرح دولة أخرى مسودة القرار التي تدين الاستيطان اليهودي قبل أن يغادر الرئيس الأميركي منصبه في 20 يناير. وذكرت شبكة "سي ان ان" نقلا عن مسؤول اسرائيلي ان الحكومة الاسرائيلية اتصلت بفريق ترامب مباشرة. وقال المسؤول ان اسرائيل "تمنت على البيت الابيض عدم السير قدما (في عملية التصويت) وقلنا لهم انهم اذا فعلوا ذلك فانه لن يكون لدينا خيار آخر سوى الالتفات الى الرئيس المنتخب ترامب". واضاف "التفتنا الى الرئيس المنتخب ونحن ممتنون له لتدخله ولم يكن الامر سهلا". واكد ترامب في بيان "كما تقول الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين لا يمكن ان يصنع الا عبر مفاوضات مباشرة بين الطرفين وليس عبر شروط تفرضها الامم المتحدة". واستخدم نتانياهو الصيغة نفسها الخميس في تسجيل فيديو يؤكد فيه انه يأمل في ان "تواصل الولايات المتحدة التمسك بالمبادئ التي تنص على ان السلام لا يأتي بقرارات من الامم المتحدة بل عبر مفاوضات مباشر فقط". وقال السفير الاسرائيلي في الامم المتحدة داني دانون ان الحكومة الاسرائيلية تبذل "جهودا دبلوماسية على كل الجبهات للتأكد من ان هذا القرار الفضيحة لن يمر". واكد مسؤول في الامم المتحدة ان الاسرائيليين "يخوضون حربا دبلوماسية عالمية ثالثة" في هذا الاتجاه. وعقد السفراء العرب من جهتهم اجتماعا طارئا في الامم المتحدة. وقال السفير الفلسطيني رياض منصور ان ترامب "يعمل باسم نتانياهو". امتناع اميركي محتمل عن التصويت ويعتبر المجتمع الدولي كل المستوطنات غير قانونية سواء اقيمت بموافقة الحكومة الاسرائيلية او لا وعقبة كبيرة امام تحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين اذ ان البناء يجري على اراض يمكن ان تصبح جزءا من دولة فلسطينية مقبلة. وعلى الرغم من ذلك، لاحظ مسؤولو الامم المتحدة زيادة في وتيرة البناء الاستيطاني في الاشهر الماضية، بينما يعتبر مسؤولون اسرئيليون انتخاب ترامب فرصة لتوسيع الاستيطان. ويرى ديفيد فريدمان الذي اختاره ترامب ليكون سفيرا للولايات المتحدة في اسرائيل انه يجب الا تمارس واشنطن ضغوطا لوقف الاستيطان. والعلاقات بين اوباما ونتانياهو سيئة لكن هذا لم يمنع حصول اسرائيل على مساعدة عسكرية اميركية بقيمة 38 مليار دولار على مدى عشر سنوات. وانتقد اوباما اسرائيل مرارا بشأن الاستيطان الذي يعتبره مشروع القرار المصري "خطيرا على استمرارية حل دولتين" تتعايشان بسلام وامان. وفي الواقع بدأت تكهنات تتحدث عن امكانية امتناع واشنطن عن التصويت على مشروع القرار بدون ان تستخدم حق النقض. وهذه التكهنات غذاها الخميس قرار وزير الخارجية الاميركي جون كيري الغاء خطاب مقتضب كان من المقرر ان يلقيه امام الصحافيين. واحتلت اسرائيل الضفة الغربية في 1967 وضمت القدس الشرقية في خطوة لم يتعرف بها المجتمع الدولي. وتعتبر اسرائيل القدس بشطريها عاصمتها "الابدية والموحدة" في حين يطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة. ويعيش قرابة 400 الف شخص في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، بحسب السلطات الاسرائيلية وسط 2,6 مليون فلسطيني.
مشاركة :