النشر العلمى وبناء المعرفة

  • 12/23/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تدقيق: رزق النشر العلمي وبناء المعرفة منذ ظهور أول ورقة بحثية في فرنسا عام 1665 ميلادية، تم فيها انتهاج الأسلوب الوصفي لعرض التجربة والنتائج، ومع تقدم العلم تغيرت طريقة طرح النتائج للشكل الحالي، مما يسهل على الباحثين اتباع خطوات محددة لشرح التجارب وتفنيد النتائج، مما يُيسر على الطلاب والعاملين البحث العلمي وفهم وإعادة خطوات التجربة والحصول على نتائج مطابقة؛ ليُسهم كل طرف في إثراء العلم والمعرفة من ناحية، وتطوير المجتمع بالمنتجات الحديثة والتكنولوجيا المتقدمة من الجانب الآخر. المال والبحث العلمي يلعب المال دوراً مهماً للنهوض بالبحث العلمي عن طريق زيادة الإنفاق على العملية البحثية بشكل عام، ولا بد أن يكون التوجه من الدولة نفسها إذا ما أرادت أن توجد في مصاف الدول الصناعية الكبرى التي لها القدرة على تصنيع المنتجات الحديثة، وتأهيل الخبرات اللازمة لتشغيل المعدات والأدوات الحديثة وتطويرها، بعكس دول العالم المستهلكة للمنتجات التي ليس لها القدرة على تخريج جيل قادر على التعامل مع الآليات والطرق الحديثة في العلوم والصناعة. أقوى المنشورات العلمية تأثيراً يأتي على قمة المنشورات البحثية أن يسهم الباحث بتأليف كتاب في موضوع من العلوم المختلفة، تليه المساهمة بإعداد فصل في كتاب علمي على الرغم من تسليط الضوء على نشر الأوراق البحثية في الدوريات العلمية. أنواع الكتب العلمية يمكن إجمالها في ثلاثة أنواع كما يلي: • (Textbook) هو كتاب يحتوي على مقرر دراسي للمراحل المختلفة، ويتضمن الكثير من الأسئلة والتدريبات على مواضيع متنوعة. • (Handbook) المرجع أو الكتاب المختصر ويعطي خلفية عامة، إما عن موضوع واحد متخصص، أو موضوعات متنوعة، ويشمل تجميعاً لطرق البحث المختلفة، والنتائج المتوصّل إليها من قِبل الباحثين والمبادئ العامة، ويكون فيه عدد الجداول والمعادلات أقل من النوع السابق. • (Book chapter) هو جزء مختصر من كتاب (فصل)، ويشارك فيه عدد من الباحثين لتأليف كتاب علمي واحد. فوائد نشر الأوراق البحثية لا شك أن البعض منها قد يكون بعيداً قليلاً عن الغرض الأساسي من نشر المعرفة، والحصول على تقييم من الأقران في نفس التخصص، فعلى سبيل المثال يتنافس الباحثون في نشر المزيد من الأوراق البحثية، من أجل الصعود لدرجة وظيفية أعلى (الترقية)، أو يهدف صغار الباحثين للحصول على دعم أو منحة دراسية، أو الحصول على دعم مادي، كما هو الحال في حال المشاريع البحثية، كذلك تدعم الأبحاث السير الذاتية للباحثين من أجل الحصول على فرصة عمل بالجامعات أو المعاهد البحثية، وأيضاً قد تتطرق رغبة البعض للحصول على بعض الجوائز والتكريم من جهات مختلفة، والوصول للشهرة في أوساط المجتمع العلمي والرقي بسمعة مكان العمل الموجود فيه الباحث. بناء المعرفة لا يتم الوصول إلى الحقيقة أو النظرية العلمية مرة واحدة؛ بل تكون نتاج جهد مستمر من مجموعة كبيرة من الباحثين عبر أزمنة متصلة، فالبحث عما هو جديد وأفضل هو دور العلم، فالمعرفة الحديثة الآن تصبح بعد فترة تقليدية؛ لذلك دائرة البحث العلمي لا تغلق ويزداد قطرها، ففكرة تلي فكرة للوصول لما هو أفضل للتطبيق وأوفر للمال والوقت. أهمية التخصص في العلوم معادلة التفوق في المجال العلمي = القدرات الخاصة + الخبرة لذلك كلما كانت قُدرات وموهبة العاملين بالمجال البحثي كبيرة في مجال معين، وباكتساب مزيد من الخبرات عليهم يصبح الناتج النهائي لهذه العملية الحسابية هو التميز والإبداع في المجال. وفي الختام، يجدر القول إنه للوصول لمصاف الدول الكبرى لا بد من الاعتراف بوجود خلل في المنظومة التعليمية، ومن ثم فهمه جيداً، والعمل على إصلاحه وتحمل تبعات التغيير للسير نحو مستقبل مشرق يحمل لواءه أهل العلم رواد نهضة الأمم. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :