أثيرت العديد من التكهنات والأسئلة بعد إعلان رؤية 2030 وأهميتها لتثبيت الاقتصاد السعودي، وما تحتويه لدفع عجلة التنمية والتقليل من الاعتماد على الذهب الأسود والإنفاق الحكومي والمشاركة الفعالة للقطاع الخاص، فدعم الرؤية دليل كاف لفهم الأفراد واجباتهم الاقتصادية وما يترتب عليها من حقوق مدنية للارتقاء بالبيئة الاستثمارية والاقتصادية السعودية. الرياض استطلعت بعض الآراء حول ماهية دور المواطن الواجب تقديمه في هذه المرحلة؟ وعن استيعابه الشامل لمفاهيم رؤية 2030 وتحقيقها؟ وهل دوره مهم ومؤثر كفرد في هذا الاقتصاد الضخم؟ أفراد منتجون لا مستهلكون في البداية تتحدث هدى خالد مساعدة مديرة معرض: أن مفهوم الرؤية بحد ذاته يحتاج لوقت طويل لاستيعابه وبالرغم من جهود الدولة لتبسيط مفاهيمها نجد العديد يفضل عدم الفهم والمجادلة فقط في خصم بدلاته، إن فهم الرؤية هو أولى الخطوات الاقتصادية المهمة، من هنا يأتي دور المواطن في البحث عنها توجهاتها واستيعابها، من هنا يأتي أولاً دور وزارة التعليم بتدريس الرؤية بكافة جوانبها لرفع الوعي الاقتصادي لأبنائنا خصوصاً أنها ستكون مستقبلهم. لابد من أن نستوعب كمواطنين أننا أفراد منتجون لا مستهلكون كما يشاع عنا، وكما هو معمول به في دول العالم بأن عصب اقتصاد الدول هو المجتمع. فمن وجهة نظري دعم بعض فئات المجتمع بمخصصات معلومة سبب في الكسل الاقتصادي وذلك بتعويد الفرد على عدم الإنتاجية وإبقائه في بطالة لا نهاية لها، وما أن يقطع هذا الدعم تجد السخط من قبله بالرغم من أنها ليست من حقه، وأنه استنزف ميزانية الدولة وحقوق الأجيال القادمة. من جهة أخرى لابد أن نشير إلى دور المرأة في هذا الاقتصاد خصوصاً في السنوات الخمس الأخيرة، حيث اتجهت العديد من النساء السعوديات اللاتي لم يحصلن على وظائف حكومية وعملن في القطاع الخاص لفترة معينة نحو المشروعات الصغيرة ولا ننكر أهمية هذه المشروعات في تحقيق رؤية 2030، بالرغم من صعوبات القيام بمشروع خاص للشابات السعوديات وعدم تسهيل إجراءات دعم القطاع الحكومي والخاص ورجال الأعمال. ولا ننسى الأسر المنتجة وهو دليل كافٍ بأن الفرد السعودي منتج غير محتاج للعمل الحكومي وأن طموحه برفع دخله لا ينقصه إلا تسهيل الإجراءات ودعم المشاريع الصغيرة. والحمد لله لدينا طاقات شابة مستعدة تماماً لنهوض باقتصاد وطني قوي منافس لأقوى اقتصاديات العالم، وسنبني بإذن الله مستقبلاً آمناً لأطفالنا. الانتقال إلى الإنتاجية عن طريق الاستثمار من جهتها تشير نوال الشمري بائعة كاشير: إلى أن الفرد الأول في هذه الرؤية الاقتصادية هو المواطن السعودي وهو الوحيد القادر على تحقيقها، لأنها تستهدف فئة الشباب والانتقال إلى الإنتاجية عن طريق الاستثمار بداية من المشروعات الصغيرة إلى الريادية، وعدم دعمها هو دليل كاف لعدم فهم الرؤية وحيثياتها وسيادة الثقافة القديمة في الاعتماد الكلي على الحكومة وما ننتجه يومياً من البراميل السوداء لذلك نجد أن ميزانيتنا معتمده كلياً على انخفاض وارتفاع أسعار النفط في السوق العالمي، وما حدث في الفترة الأخيرة من انخفاض مستمر في أسعار النفط تراجع اقتصادنا قليلاً، الأمر الذي جعلنا نستوعب أكثر أن النفط مصيره الانتهاء وأن اقتصادنا لن يقوم إلا على سواعدنا. فمن واجبنا كمواطنين تخفيف الاعتماد الكلي على الذهب الأسود والبدء في إنشاء مناخ اقتصادي جديد يعتمد كلياً على العنصر البشري والعناصر الأخرى الأساسية من جوانب سياسية وموقع جغرافي وأهمية دينية. الشراكة المجتمعية تختتم منى الفياض معلمة حول الأهمية الحقيقة لدور المواطن: نحمل على أكتافنا مسؤولية عظيمة تجاه وطننا فكما أعطانا في وقت الرخاء لا نجحده في وقت الشدة، حيث يأتي وعي المواطن وإدراكه لأهمية هذا الرؤية العنصر الأساسي لنجاحها، فأهم معوقات التنمية غياب الوعي مما يخلق العديد من علامات الاستفهام حول القرارات المصاحبة لرؤية وعدم استيعاب كافي لفهم المضمون، فالشراكة المجتمعية غائبة كلياً لدينا لذلك دائماً ما يكون المواطن ضد كل جديد ونامٍ في الاقتصاد، والأغلب قد اعتاد الاستهلاك كحق واجب من المال العام، فإدراك المواطن دوره الكامل في التنمية والرؤية الاقتصادية سيعزز مسؤوليته في تنفيذها واستدامتها لحماية مجتمعه وستتبلور معادلة المسؤولية والحقوق. أخيراً لابد من التنويه أن هناك قلة للأسف تستغل الظروف الصعبة وخصوصاً وقت إعلان الميزانية في نشر الإحباط والتشكيك بدلاً من الوقوف مع وطننا ودعم كل ما فيه مصلحة لاقتصادنا. نوال الشمري
مشاركة :