تبدع هيلة المحيسن في الفن التشكيلي، وتنتج أعمالاً ذات مستويات رائعة، لكن قيمتها وإنما الفنية ترتقي وتقييمها يرتفع حينما يدرك المشاهد لإنتاجها أن هذه اللوحات، خرجت من خلال أنامل أقدام التشكيلية السعودية وليس أطراف يديها كما هو معتاد. نجحت التشكيلية هيلة التي تقول إنها وُلدت بلا يدين، وعاشت مع أسرتها بشكل طبيعي، في التغلّب على الكثير من العقبات بقوة الإرادة وبمعية والدتها التي وضعتها بين عينيها؛ خوفاً على الفتاة الصغيرة من الوقوع في أي خطر. وتضيف أنها مرت بأوقات مختلفة عاشتها منذ أن أدركت وضعها، إلى أن دخلت في عالم الفن التشكيلي الذي انكبّت عليه فترات طويلة، لتنغمس في عالم لا تكاد تخرج منه إلا وهي تُكمل اللوحة التي بدأتها. في ركنها بمهرجان حكايا مسك، الذي يُختتم بمركز معارض الظهران بالدمام يوم السبت؛ يتدافع الزوار ليروا ما تنتجه أصابع أقدام هيلة من إبداع، معجبين بمهارتها الخارقة التي يستحيل أن يتقنها إنسان كامل الأطراف بيديه إلا أن يكون ذا مهارة عالية. وبينما تشير التشكيلية إلى أن كل لوحاتها المعروضة هي للبيع، رفضت المساومة على لوحة واحدة، وهي عبارة عن جسم لِحُوت وكأنه تَحَوّل إلى جزيرة؛ حيث يمكن لمن يشاهدها أن يراها لوحة إبداعية ومعبّرة وكأن هيلة قذفت في تلك اللوحة كل معاني الحنان والحب والصبر ومشاعر الخوف والفرح، وبسؤالها عن عدم عرضها للبيع قالت: اللوحة لأمي.
مشاركة :