بما أن المشاركة في الانتخابات الأخيرة فاقت نسبة الـ٧٠ في المئة، واختار المواطنون من يمثلهم في مجلس الأمة، فلا مجال لأي ممن شارك أن "يتحلطم" ويلطم على خديه نتيجة تخاذل ممثليه في المجلس إزاء أي قانون يضر بمصلحتهم أو مصلحة وطنهم. وبما أن المجلس الحالي يمثل الأمة وفقاً لنسبة المشاركة فإن الجلسة الاستثنائية لحل المشكلة الرياضية أثبتت بما لا مجال للشك فيه أن معظم النواب محسوبون على طرفي النزاع في هذه القضية، الأمر الذي يفسر بأن الأمة أصبحت فريقين متنازعين حول قضية الرياضة، وذلك من خلال ممثليها في البرلمان، وستثبت لنا الأيام القادمة أن معظم القوانين والتشريعات المقبلة ستخضع لذات الاعتبارات التي خضعت لها الرياضة في الكويت بتغير أطراف المصلحة والمتخاصمين عليها، وهناك من يخاف التدخل حتى لا يحسب مع أي طرف، وهو أمر سيبقي حالة العبث مستمرة، ولن نرى أي انفراجة توقّعنا حدوثها عند المشاركة. ولأن حالة العبث مستمرة رغم المشاركة ورغم نسبة التغيير التي تمت في مخرجات الانتخابات الأخيرة، فذلك يعني أن دعاة المشاركة من المقاطعين في كتلة الأغلبية استغلوا الوضع العبثي ليدغدغوا عواطف المواطنين بأنهم قادرون على التغيير في حالة نجاحهم، وهو الأمر الذي سقط في جلسة الرئاسة وجلسة الرياضة. يعني بالعربي المشرمح: "بين حانا ومانا ضاعت لحانا" وبين المقاطعة والمشاركة ضاعت أحلامنا، وبين الحكومة والمجلس ضاعت أمنياتنا، وبين المعارضة والموالاة ضاعت أهدافنا، وبين المخلصين والمتخاذلين ضاعت أفكارنا، وبين القبلية والطائفية ضاعت وحدتنا، وأصبحنا لا نملك حتى أن نقول آراءنا بتجرد وشفافية حتى لا يتهمونا بأننا نتبع طرفاً من الأطراف التي نجحت في إرهابنا، حتى في أفكارنا وآرائنا، ولا عزاء للمتحلطمين واللطامين.
مشاركة :